آخر الاخبار

مظاهرة حاشدة في أبين تطالب بالكشف عن مصير عشال والمخفيين قسراً، وضبط الجناة وتحدد مهلة 30 يوما لانسحاب اي قوات من غير أبناء المحافظة 3 دول عربية عظمى ودول أخرى تصدر بيانا جديدا بشأن المعابر في السودان.. تفاصيل حاسمة عاجل: اللواء سلطان العرادة يتوعد المخربين ويعلن: سندافع عن هذه الارض وسنقاتل القريب والبعيد للحفاظ عليها... وقبائل مارب تعلن دعمها لتحركات الدولة في حماية المنشات النفطية مواعيد مباريات وترتيب برشلونة في دوري أبطال أوروبا 2024 والقنوات الناقلة لم تكن في الحسبان… نجم برشلونة يتفوق على مبابي في رقم قياسي جديد تطورات جديدة بشأن مصير محمد صلاح مع ليفربول وموعد خروجة خبر سيء لريال مدريد .. ليفربول يعلن موعد تجديد عقد أرنولد ''البيضاء بين القتل والحصار''.. تقرير حديث يوثق آلاف الجرائم والانتهاكات الحوثية في المحافظة منذ 2015 قرار جديد في عدن يستهدف محطات الغاز المخالفة بتوجيهات العليمي.. ادارة نادي الصقر بتعز تتسلم مقر وملعب النادي وهذا ما قاله شوقي هائل سعيد

المرأة التى هزت عرش القذافى
بقلم/ مأرب برس - متابعات
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 15 يوماً
الأحد 22 إبريل-نيسان 2012 07:55 م
 
 

فى ميناء «جرجيس» التونسى وقفت بجسارة وجرأة لإنزال شحنات الأسلحة والعربات العسكرية، كانت تتولى إدخال الدواء والغذاء للاجئين على الحدود، واجهت الموت عشرات المرات، ورغم ذلك صممت على استكمال مسيرة «النصر والتحرير».

اسمها نرمين ناجى الشريف، ثائرة وقائدة ميدانية، يطلق عليها الثوار الليبيون «بوحريد ليبيا»، استشهادا بالثائرة الجزائرية التى ناضلت ضد الاستعمار الفرنسى جميلة بوحريد.

منذ أن جلسنا معًا وهاتفها لا يتوقف عن الرنين، مرة أحد أعضاء المجلس الوطنى الانتقالى الليبى، وأخرى وزير فى الحكومة الانتقالية، وثالثة عامل ليبى بسيط يبحث عن حقوقه ملتمسا لديها الحل.

تشغل نرمين أيضا منصب نائب رئيس نقابة العمال المستقلة بليبيا، فهى نموذج غير تقليدى للمرأة الليبية التى عانت كثيرا من ثقافة وعادات حطت من قدرها ودورها فى المجتمع.

تروى نرمين ذات الـ40 عاما لـ«الشروق» قصتها مع الثورة والقتال حتى النصر والتحرير، تجولنا معًا فى شوارع المدينة بسيارتها ومضت تروى قصتها قائلة: «انطلقت الشرارة الأولى للثورة الليبية فى 15 فبراير من العام الماضى، حين خرج أهالى بنغازى فى تظاهرات بجوار مديرية الأمن للإفراج عن المحامى فتحى ترابيل، تخللتها هتافات ضد التعذيب والتنكيل بأفراد الشعب، ثم مسيرة سلمية فى 17 فبراير بشارع جمال عبدالناصر، وفوجئ المتظاهرون بالأمن يتصدى لهم بأسلحة مضادة للطائرات ورصاصات خارقة وحارقة، فاضطر الثوار إلى الدفاع عن أنفسهم باستخدام أسلحة من صنع أيديهم، ومنها ما يعرف بالجيلاتينا، وهى قنبلة يدوية بدائية، وكان دورى حينها نقل القنابل التى استخدمناها إلى سيارتى، إلى جانب نقل بعض البطاطين والأدوية».

كانت تتولى بوحريد ليبيا نقل المواد الغذائية والأدوية من بنغازى إلى مصراتة، ثم انتقل دورها لاحقا إلى نقل الأسلحة عبر البحر داخل مراكب صغيرة من بنغازى إلى محافظة مصراتة، تضيف: «عندما انتهى مخزون السلاح سقطت مدن فى أيدى كتائب القذافى من بينها الزاوية، فقامت الرابطة الوطنية بالإعداد لشاحنة أسلحة كبيرة قادمة من قطر أطلق عليها الثوار شحنة التحرير، استعدادا ليوم 20 أغسطس الذى أعلن الثوار أنه سيكون يوم التحرير والموافق ذكرى فتح مكة».

وأثناء استطرادها فى الحديث وقفت سيارتها أمام حاجز أمنى بشارع طرابلس، وهى كمائن منتشرة فى أماكن عدة لاحتواء الحالة الأمنية المتردية نسبيا مع انتشار الأسلحة بكثافة فى أيدى الجميع، وعند الحاجز الأمنى كان الجميع يعرفها، وحين أبديت اندهاشى، أخرجت ورقة موقعة من رئيس المجلس الانتقالى مصطفى عبدالجليل مدونا عليها «تسهيل مهمة نرمين ناجى الشريف التى تحمل جواز سفر رقم... ورخصة سيارة... وتسهيل مرورها بكافة النقاط الأمنية».

ثم عادت نرمين للحديث عن «اليوم الأصعب» فى مسيرة الثورة، قالت: كانت مهمتى فى 11 أغسطس إتمام إجراءات شحن صفقة أسلحة ضخمة وعربات عسكرية قادمة من قطر وتفريغها من ميناء بنغازى إلى ميناء جرجيس فى تونس، تمهيدا لمرورها عبر معبر زهيبة عند الحدود الليبية، ثم إلى مدن نالوت والزنتان وجميع مدن الجبل الغربى، وحملت اسم «شحنة التحرير».

تعود بوحريد ليبيا بذاكرتها قليلا لتكشف كيف بدأت رحلة النضال ضد نظام الرئيس، كانت فى تونس عام 2004 لحضور دورة عقدتها منظمة العمل الدولية لرفع معاناة عمال ليبيا، وفى كل يوم يتولى اثنان رئاسة اللجان، تضيف: «كنت أترأس لجنة ومعى مقرر من لبنان، وحين طلبوا منى تسليم رئاسة اللجنة لجزائرى، اعترضت وقلت سأظل رئيسا حتى انتهاء الدورة، وقلت بالنص إننى من بلد رئيسها لا يريد ترك السلطة لأحد، وأنا مواطنة ليبية وأحذو نهج النظام».

ومن المشاهد التى لا تنساها بوحريد ليبيا، حين علمت من أحد الثوار بمقتل القذافى، تحركت بسيارتها مسافة كبيرة حتى تتحقق بنفسها وتراه مقتولا، تضيف: «كان اصرارى على التقاط صورة معه، لأرسلها إلى أمهات الشهداء للتخفيف عليهم، وهو ما حدث».

الشكوى التى تحملها نرمين لمصر، هى السماح بوجود رجال القذافى على أراضيها، مطالبة بسرعة تسليمهم إلى ليبيا لمنع ما وصفته بـ«تسميم العلاقة بين الشعبين»، وتختم حديثها قائلة: «وجود أتباع النظام السابق خطر على مصر الثورة قبل أن يكون خطرا على ليبيا، حيث يصرفون المليارت من أجل وصول رئيس فى مصر يخدم مصالحهم ويحافظ على أموالهم، ونعلم انهم يقودون ثورة مضادة من القاهرة بأعمال تخريبية داخل ليبيا، أو إثارة الفوضى لتشويه صورة الثورة».