ما لا يعرفه العرب عن فوائد زيت الزيتون وعجائبه في جسم الإنسان الضالع: وفاة شابة ووالدتها غرقاً في حاجز مائي غلاء عالمي لأسعار الغذاء إلى أعلى مستوى ست مواجهات شرسة ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز إستعدادات كأس الخليج.. لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي تجتمع على هامش قرعة خليجي 26 أول رد من المجلس الرئاسي لوزارة الدفاع السعودية بخصوص مقتل وإصابة جنود سعوديين بحضرموت تقرير: مليون يمني ألحقت بهم أمطار هذا العام أضراراً متفاوتة وضاعفت مخاطر الإصابة بالكوليرا ضبط عشرات الجرائم في تعز والضالع خلال أكتوبر حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها المسلمون في أميركا صوتوا لمرشح ثالث عقاباً لهاريس وترامب
لا يحتاج الإنسان إلى شهادة عليا حتى يميز بين الظلم والعدل فهو يلمس ذلك الفارق مهما كان في مرتبة دنيا من الأمية وقد حكى لنا القرآن قصة قوم (لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً )، وتقرأ أيضا بضم الياء وكسر القاف - يفقهون-، لا يكاد احدهم من فرط أميته أن يفقه ما يقال له أو يعرب عن الذي في نفسه إلا الشعور بالظلم (قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً) فالشعور بالظلم لا تجهله الأمم مهما بلغت من الأمية.
ولمحاربة الظلم والظالمين وإرساء العدالة بين بني الإنسان أنزلت الكتب السماوية وأرسل الرسل من عهد أول الأنبياء إلى خاتمهم: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) ، وقد يختلف البشر في دياناتهم لكن لا يختلفون أبدا في مبدأ العدل، ولذلك أمر الله الأنبياء أن لا يكرهوا الناس في الدين بخلاف العدل كما قال جل ذكره عن الدين (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ )، بينما يقول عن العدل (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ)، ووضح المعنيين في آية جامعة (وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ).
ومن أشكال الظلم الذي حاربه الأنبياء الفساد الاقتصادي من قبل الجامعين بين السلطة والتجارة، وقد جاء شعيب عليه السلام لمحاربة هذا النوع من الظلم ( فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
ومنه أن يتولى على الناس من لا علم لهم ولا خبرة في إدارة شئون العباد والبلاد إلا نهب المال العام ومهما عصفت بالأمة من أزمات وسنوات عجاف فلا هم لهم إلا أنفسهم وقد كان صاحب هذه المهمة يوسف عليه السلام (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ )
ومنه أن يحكم الأمة مستبد يجعل أهلها شيعا ويصادر حرياتهم ويصدر القوانين القاضية بعدم مساءلة عساكره إن قتلوا الناس كما يسعى صاحبنا اليوم بتقديم هذا القانون إلى مجلس النواب لإقراره، وقد كان المرشح لمقاومة هذا النوع من الظلم موسى وأخاه عليهما السلام لرفع العذاب عن قوم من قبل حاكم مستبد علا في الأرض (فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ )
وقد رسم الله لأمة النبي الخاتم ملامح حياتها بأنها امة تنتصر من الظالم ولا تسكت إذا بغى عليها سيرا على خطى الأنبياء (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ)، وأمرها أن لا تقف في وجه المظلوم ولا تلومه إذا صرخ في وجه الظالم (وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ)، حتى لو أساء في القول مادام يئن من الظلم فالله يكره سوء القول إلا من مظلوم (لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً ) ، إنما هي امة تندد بالظالم ولا تقف في صفه (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ )
لقد حملت امة محمد راية العدالة إلى الشعوب التي كانت تئن من ظلم الطغاة والمستبدين وجعل الله الهدف من جهادهم رفع الظلم عن المظلومين (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً)، هذه الراية التي كان الجندي المسلم يدرك فلسفتها كما قال ربعي بن عامر لأحد طغاة الروم ( ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعتها)، رفع الاستبداد، والظلم، والفقر والتجويع، هذه الراية التي يتشدق بها الأمريكان الذين يطلقون جيوشهم إلى بلدان المسلمين بدعوى تحريرهم كانت رايتنا :
دستورنا القرآن أعلى قمة فوق القمم
لزمته مدرسة النبي فدوخت أعتى الأمم
لما جفاه المسلمون غدوا مواطئ للقدم
نعم إذا خافت الأمة أن تقول للظالم أنت ظالم تسقط من عين الله كما قال عليه الصلاة والسلام:« إذا رأيتم أمتي لا تقول للظالم أنت ظالم ، فقد تودع منهم » قال الإمام احمد: أي استوى وجودهم وعدمهم (شعب الإيمان للبيهقي 16/ 88)
وأعود بكم إلى الرجل الصالح الذي لم يذكر لنا ربنا صلاته ولا صيامه كدليل على مسيرته الإصلاحية في الأرض إنما كانت أوصافه (قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ )، هذه هي مهمة الأنبياء وورثتهم من المصلحين في الأرض، تأديب الظالمين وليس الدفاع عنهم والسكوت على بغيهم وان جلدوا ظهورنا واخذوا أموالنا كما يروج لهذا من قل علمهم بالكتاب المبين والذين ربما لا يعلمون إلى هذا الوقت أن هذه الرواية في صحيح مسلم ضعفها الدارقطني في الإلزامات والتتبع، وقال مقبل بن هادي في الحاشية هذه الزيادة ضعيفة، و قال الألباني في السلسلة إسناد ضعيف، وقبل كل ذلك هي مخالفة لصريح القرآن، لكنهم يروجون لها وينسون قول رسول الله : « من قتل دون حقه فهو شهيد » مسند الموصلي (14/ 16) ، وقوله عليه السلام: « سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله » « صحيح الإسناد ولم يخرجاه المستدرك للحاكم (11/ 214). وبعضهم يلبس الأمر ويقول عنا هؤلاء يدعون إلى الخروج على الحاكم بالسيف ولا ادري عن أي زمن يتكلم هؤلاء وأين هي السيوف؟ والذي يمتلك الطائرة والمدرعة والمصفحة والدبابة والقنابل المسيلة والرصاص الحي والمطاطي هم من يحمونهم بتلك الفتاوى المخالفة لكتب السماء كلها والمخالفة لمسيرة الأنبياء والمصلحين، كما أن الخارجين علي الحاكم في الشوارع ينادون : سلمية..سلمية، بل إن الذين يحملون السيوف والجنابي هم من يزعمون أنهم من أنصار الرئيس كما شاهدنا ذلك بأم أعيننا وهم يركبون الخيول والجمال هناك، ويشهرون الأسلحة البيضاء وهم يسيرون في الشوارع هنا.
أذكر هؤلاء بقول الله (وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ)، كل أولئك الذين ركنوا إلى الظالمين في مصر من علماء وصحفيين وإعلاميين وفنانين قد مستهم النار وفقدوا مراكزهم، وخسروا نجوميتهم، ولاقوا من الهوان ما الله به عليم، طردوا كما طرد كبيرهم الذي علمهم الدجل، ولا يزال الشعب المصري كل يوم يعتصم ضد كل من ساند النظام الظالم ولو بكلمة ويطالب بإقالته ويطردونهم من مكاتبهم ويخرجون أذلاء صاغرين يقولون اطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ، أين هم نجعلهم تحت أقدامنا ليكونوا من الأسلفين ، ولا يسمعون إلا صوت الشعب يقول لهم اخسئوا ولا تكلمون.
أيها الشباب هبوا لتأديب الظالمين إحياء لسنة الأنبياء والمصلحين في الأرض (أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ)، سيروا قدما في ثورتكم ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون بإذن الله، ومن خذلكم من العلماء أو أحزاب المعارضة وركنوا إلى الظالمين سوف تمسهم النار واعلموا أن ما يقوم به الحزب الحاكم من السعي لإقرار قانون القتل للشعب والذي لم تجرؤ عليه أعتى الديكتاتوريات في الأرض وقانون التصنت أو التنصت على المكالمات واحتلال الميادين ومن اتبعهم نقول لهم ما قاله الله عن زعيم المستبدين في الأرض (فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ).( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ).
أيها الشباب: لا مجال لليأس وقد رأينا ما صنعت الثورتان في تونس ومصر في شهر من الزمن ويوم جمعة مباركة ، هدية الله من السماء، فاجمعوا صفكم على كلمة سواء وتحلوا بالحكمة فأنتم بحاجة إلى كسب المعارضة في صفكم أرغموها أن تخرج لكن خلف موكبكم وإنها لفاعلة ما لم تتراجعوا وأعلنوها سلمية مهما كلفكم، ولا يرغمنكم المناوئون على العنف مهما حصل، وانصبوا خيامكم في الشوارع على الهواء الطلق..
واهتفوا للشعب إن الشعب جيش لا يُذَلُّ ........وقفوا للشعب إن الشعب أولى من يُجَلُّ
وثقوا بالشعب إن الشعب شهمٌ لا يُغَلُّ .......وادخلوا في الشعب إن الشعب أفياءٌ وظلُّ
واعملوا للشعب بالشعب فما.......خاب سيفٌ بيد الشعب يَصِلُّ
الهتافات لمن بين الجموعِ..........إنها للشعب وحده
ولمن فرحتنا ملء الربوعِ..........إنها للشعب وحده
ولمن يقضتنا دون هجوع........إنها للشعب وحده
ولمن وثبتنا دون رجوع...........إنها للشعب وحده
ولمن أضلعنا تحت الدروع........إنها للشعب وحده
ولمن أكبادنا تحت الضلوع .......إنها للشعب وحده