آخر الاخبار

جريمة اغتصاب طفل سجن رداع.. القبائل تحاصر المجمع الحكومي وتجبر المليشيات على الاستسلام خالد مشعل يوجه رسالة لأمريكا ويدعو للعودة إلى “العمليات الفدائية” ايران تهين عبد الملك الحوثي تحت قبة الأمم المتحدة : الحوثيين وافقوا على هدنة في البحر الأحمر الرد الإيراني خلال أيام.. البنتاغون يستدعي جمع الملحقين العسكريين العرب في واشنطن لتطمينهم ويناقش معهم رد طهران المحدود عاجل خمسة عشر محافظة يمنية مهددة بأمطار غزيرة وسيول جارفة خلال الساعات القامة والمركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يحذر المواطنين رئيس هيئة الأركان من حضرموت يطالب مختلف القوات والقطاعات العسكرية بالاستعداد مباحثات بين وزير الأوقاف والإرشاد ومفتي الديار المصرية في مجالات التعاون المشترك أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم بنيت على «سطح مبنى» اللواء سلطان العرادة يشيد بمواقف دولة الكويت حكومة وشعبا وتدخلاتها الإنسانية في شتى المجالات نادي الهلال يتعاقد مع بديل سعود عبدالحميد أول لاعب سعودي يحترف في إيطاليا

مأرب والعرادة وجهة نظر أخرى 3-3
بقلم/ عبدالرحمن الرياني
نشر منذ: شهر و 14 يوماً
الأحد 14 يوليو-تموز 2024 04:53 م
 

في الجزء الأخير من المقال استذكر حادثة شهيرة لأحد رؤساء لبنان الرئيس "شارل حلو " عندما استقبل ذات يوم والحرب الأهلية في لبنان في سنواتها الأولى وفداً من رؤساء تحريرالصحف اللبنانية قائلاً لهم : أهلاً بكم في وطنكم الثاني لبنان ، في الحروب الأهلية وعندما تسقط المنظومة وتتأكل يهيمن على المشهد وكلاء الخارج حينها تصبح الدول حديقة خلفية للأجنبي هذا ماحدث في اليمن الجريح طوال سنوات الحرب التي عصفت به ، الحروب ميدان دراسة وبحث دقيق لتحليل الشخصية ومعرفة الفعل وردات الفعل هكذا دراسات تخدم التوجهات الدولية لصناع القرار وعلى ضوئها يتم وضع الخُطط الأستراتيجية البعيدة المدى في الجوانب السياسية والأقتصادية المرتبطة بالنفوذ والهيمنة على المناطق ذات الأهمية " الجيو سياسية " بعد مرور عقد زمني على الحرب في اليمن هناك من يقرأ ويقيّم الأداء ويرصد كل متغيرات المشهد ، طوال عقد هذا ما تقوم به مراكز الدراسات المرتبطة بصناع القرار في عواصم القرار الدولية ، تعمل من خلال التقارير على قراءة كافة الجوانب في الشخصيات التي تتصدر المشهد قدرتها في التأثير على المحيط مقارنة بغيرها مضمون الخطاب السياسي وفق الثابت والمتحول مدى تمتع تلك الشخصية بالكاريزما " الجاذبية السياسية " تأثيرها في الأوساط السياسية والثقافية ومدى القبول التي تحضى به في تلك الأوساط ، خططها في التنمية والكثير من النواحي المرتبطة بالأداء التي لا يتسع المجال لذكرها ، نموذج أو أكاد أطلق عليه بين قوسين ( ظاهرة سلطان العرادة ) النموذج يحضى بالإعجاب والإحترام من الجميع وأعني جهات الرصد الدولية ولكوني أزعم من خلال علاقاتي الواسعة بمراكز دراسات عديدة مهتمة برصد المشهد اليمني ما يجعلني في هذه الجزئية بالتحديد على دراية بما يتم تقييمه استطيع القول أن "سلطان العرادة" يحضى بالتقدير من كافة المتصارعين على اليمن حتى من خصومه ومنافسيه دون ذكر تفاصيل ، الجميع يرون في الرجل شخصية سيكون لها دوراً محورياً في رسم ملامح المرحلة النهائية مرحلة الحل النهائي هذا الرأي لدى صُناع القرار " الدولي " بات قناعة يمكن الضغط بها على الإقليم ، النظرة للرجل ليس لها علاقة بتوجهه السياسي وتحالفاته لكنها منصبة تماماً على الأداء وإدارته للصراع و مدى تقديره للموقف ، هذه الصيغة من الوصف للرجل وحده وليس للمنظومة المحيطه به والتي لا تخلوا من الإعورار بطبيعة الحال ، الصيغة الفردية لكوني أعي أن الرجل خاض سنوات الصراع في أكثر من جبهة دون أن يكون لديه خبراء في الإعلام المُوجه لتسويق رؤيته وليس لديه غطاء إعلامي إقليمي ودولي وفضائيات تخترق حواجز صُناع القرار الدولي ، يذكرني ذلك بنماذج عربية أتكأت على الإعلام الذي يحاكي الذات وفي لحظة مصيريه عندما بدأت الجيوش الأجنبية تدق عواصمها أكتشفت أنها كانت ضحية للإعلام الأحادي الذي لم يكن معلومًا لأحد ، العراق وليبيا نموذجً للإعلام الأحادي ، في الحالة المأربية حدث نفس الشئ لكن العلامة الفارقة هي إدارة المعركة وفق ميكانيزم متحرك باستمرار يعي مكامن الضعف والقصور ويعالجها دون تأخير ، وخلال العام الماضي لفت نظري خبر مر مرور الكرام على معظم المراقبين المحليين لكن المهتمين برصد المشهد اليمني توقفوا عنده مطولاً الخبر هو زيارة وفد من موظفي محافظة مأرب إلى جمهورية راوندا للإطلاع على التجربة التي قطعتها راوندا في التنمية الزيارة ذات دلالآت هامة كعنوان رئيسي الإستفادة من التجارب الناجحة للأخرين وهذا الآخر هو راوندا التي شهدت أكبر حرب إبادة في تاريخ القارة الأفريقية ، ماحدث طوال سنوات في مأرب وفي ظرف غير مهيئ للتنمية والعمران يعد بمثابة قفزة نوعية في التفكير والإدارة وهي دلالة تؤكد أن الرجل ينتمي إلى ذلك النمط من القادة مما شكلوا علامة فارقة في إعادة تأهيل أوطانهم وخلق نماذج قادرة على النهوض بها وهذا النموذج هو ما تحتاجه اليمن في المرحلة القادمة رجال دولة لا رجال سياسة خلقتهم الصدفة ، في ظل صراع شرس بين حلفي البر والبحر على اقتسام النفوذ في العالم و عندما نقوم بفتح الملفات الأستراتيجية المرتبطة بالموقع الجيوسياسي لليمن وما يتعلق به من ملفات كبرى النفط والموانئ وإعادة الإعمار والخطوط والجسور الدولية ومشروع طريق الحرير وحزام الطريق الصيني والجزر في سقطرى والبحر الأحمر وباب المندب والكهرباء بمشاريعها العملاقة والمعادن وغيرها حينها سيكون سلطان العرادة ضمن الشخصيات الوطنية كضرورة حتمية ينشدها الطامحون والبسطاء التواقون لغد يمني مشرق وضاء . 

-رئيس المركز الدولي للإعلام والعلاقات العامة .