آخر الاخبار

الرد الإيراني خلال أيام.. البنتاغون يستدعي جمع الملحقين العسكريين العرب في واشنطن لتطمينهم ويناقش معهم رد طهران المحدود عاجل خمسة عشر محافظة يمنية مهددة بأمطار غزيرة وسيول جارفة خلال الساعات القامة والمركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يحذر المواطنين رئيس هيئة الأركان من حضرموت يطالب مختلف القوات والقطاعات العسكرية بالاستعداد مباحثات بين وزير الأوقاف والإرشاد ومفتي الديار المصرية في مجالات التعاون المشترك أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم بنيت على «سطح مبنى» اللواء سلطان العرادة يشيد بمواقف دولة الكويت حكومة وشعبا وتدخلاتها الإنسانية في شتى المجالات نادي الهلال يتعاقد مع بديل سعود عبدالحميد أول لاعب سعودي يحترف في إيطاليا صور.. وفاة أكثر من 50 شخصا في ملحان المحويت والسلطة المحلية تطلق نداء استغاثة عاجل حديث لرئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل ما المشاريع التي دشنها الرئيس العليمي حتى الآن في تعز وكم عددها؟

هولندية أحبت اليمن واختفت فيه
بقلم/ هنا امستردام
نشر منذ: 11 سنة و 3 أسابيع و 6 أيام
الأربعاء 31 يوليو-تموز 2013 07:48 م

يمر اليوم أسبوعان منذ نشر الفيديو الأول والوحيد للصحفية الهولندية والأستاذة الجامعية يوديت سبيخل وزوجها اللذين خطفا في اليمن في الثالث عشر من يونيو الماضي. وكانت يوديت قد ظهرت باكية في الفيديو برفقة زوجها وناشدت الحكومة الهولندية زملاء العمل والأهل والأقارب على مساعدتها.

وأعرب الصحفي اليمني عبد الاله شايع الذي أطلق سراحه خلال الأيام القليلة الماضي عن تضامنه مع يوديت وزوجها، وطالب بإطلاق سراحها فورا. وقال ان احتجازها غير مبرر ولا يتناسب مع القيم اليمنية وتعهد، في احتفالية أقيمت في صنعاء مساء أمس بمناسبة إطلاق سراحه، بالانخراط فورا في الحملة المطالبة بإطلاق سراحها. وكان شايع سجن لثلاثة سنوات اثر سلسة من التحقيقات الصحفية حول الضحايا المدنيين للغارات الامريكية بطائرات دون طيران جنوبي اليمن.

اختفاء الزوجين

كان سكان حي "حدة" الراقي جنوبي العاصمة اليمنية صنعاء أول من لاحظ اختفاء السيدة الشقراء وزوجها، فقد اعتادوا على رؤية الزوجين في الصباح الباكر من كل يوم وهما يصطحبان كلبهما الصغير ويتمشيان إلى النادي الرياضي القريب من مسكنهما لممارسة رياضة التنس.

كان الزوجان الهولنديان يعيشان في الحي الذي يضم مقار الهيئات الدبلوماسية ، ويخضع لحماية إضافية تميزه عن باقي أحياء العاصمة، فتسير فيه دوريات شرطة في أغلب أوقات النهار. غير ان هذا لم يكن كافيا لحمايتهما فقد خطفا واقتيدا إلى جهة مجهولة، ولم يستدل على اي اثر لهما منذ أسابيع.

صدمة

تركت حادثة اختطاف يوديت سبيخل وزوجها صدمة لكل من عرفهما من اليمنيين. فالأستاذة الجامعية والصحافية التي تحاضر في الجامعة اللبنانية في صنعاء لها علاقات واسعة في المجتمع اليمني، رغم الفترة الزمنية القصيرة نسبياُ التي عاشتها في اليمن حسب الصحفي اليمني جمال جبران والذي عمل مع يوديت وعرفها عن قرب.

يقول جبران: "ابرز ما ميز هذه السيدة انها كانت تتواجد في كل مكان. ففي العاصمة صنعاء هناك بعض الأماكن يتعذر على الأجانب دخولها او التواجد فيها. وان دخلوها فسيتعرضون لمضايقات لفظية كثيرة قد تصل في بعض الاحيان إلى الاذى البدني. غير ان يوديت لم تكن تتحفظ وكانت تتواجد في الأسواق الشعبية و الأعراس و حتى في ساحة التغيير مع شباب الثورة".

"علاقتنا كيمانيين مع يوديت امتدت إلى خارج العمل، فنحن في اليمن تربطنا علاقات اجتماعية أكبر وأعمق من اطار العمل فقط. فيحدث عادة ان نقوم سوياً بتغطية موضوع صحفي وعند الانتهاء من العمل ادعوها لتناول الطعام مع عائلتي، فكانت تقبل في اغلب الاوقات، وكنا نستمتع بالحديث معها انا وزوجتي وأولادي فتعرفنا عليها كإنسانة أحبت اليمن. وتعرفت هي على مجتمعنا وعاداتنا بشكل اقرب وافضل". يضيف جمال.

كوفي كورنر

في وسط العاصمة صنعاء يقع مقهى "كوفي كورنر" المقهى الأشهر في صنعاء والذي يرتاده العديد من السياح والأجانب وأعضاء البعثات الدبلوماسية. المقهى كان المكان الذي تلتقي فيه يوديت لإجراء المقابلات الصحفية والتي كانت تكتبها للعديد من الصحف ووسائل الإعلام الأوربية محاولة تسليط الضوء على بعض زوايا ومفاصل المجتمع اليمني.

في إحدى زوايا المقهى كانت تطلب قهوة الاكسبرسو وتقوم بتسجيل المحادثة والتي تكون في اغلب الأحيان مع شباب يمني ثوري يتطلع لحياة أفضل. كانت تكتب عن اليمن بعقلها الأوربي فتنتقد ما تراه غير صحيح مما يحدث حولها، لكن حب اليمن وأهله كان كبيراً في قلبها فكتبت في إحدى المقالات:

"أحبك يا يمن".. عبارة تراها في كل مكان، خاصة على الحافلات والسيارات الشخصية أو سيارات الأجرة. لم يسبق لي أن رأيت شيئاً كهذا في مكان آخر: أن تعلن حبك لوطنك أمام الجميع. ربما أكون مخطئة، لكني لا أتصور أن السيارات في أوكرانيا مثلاً تحمل على نوافذها عبارة "أحبك يا أوكرانيا".

تعجبني هذه الملصقات اليمنية، لكني أتساءل ما المقصود بالضبط بحب الوطن ؟ فما إن تراقب إحدى هذه الحافلات أو السيارات الشخصية، حتى ترى بعد لحظات قنينة فارغة تـُرمى من شباكها على الشارع. الكلّ يفعل ذلك.

في البداية كنتُ أبدي تذمري وأتمتم بكلمات احتجاج، وأحياناً كنتُ ارفع القنينة الفارغة من الأرض، وأعيدها إلى السائق، قائلة: "لقد سقطت منك هذه القنينة!". كان الردّ في أحسن الأحوال هو أن يرمقني بنظرات الاستغراب، وفي اسوأ الأحوال يغضب السائق مني. وفي كل الأحوال تـرمى القنينة مرة أخرى على الأرض.