الإعلان عن صفقة ''لوجيستية'' كبيرة بين واشنطن والرياض
تفاصيل حادثة تحطم الطائرة النيبالية وصورة لمهندس الطيران اليمني الذي كان على متنها
145 حكم إعدام أصدرتها جماعة الحوثي.. نفذت منها تسعة أحكام و70 مختطفا آخرين في سجونها مهددين بالقتل
في أغرب مباراة على الإطلاق.. هكذا انتزع منتخب المغرب فوزاً ثميناً من الأرجنتين
240 حالة طلاق يوميا في هذه الدولة العربية ..والأسباب غريبة
اشتعال حرب المسيرات من جديد… أوكرانيا تعلن إسقاط 25 من 38 أطلقتها روسيا ليلا
الاتحاد الأرجنتيني يصدر بيانا رسميا بعد أحداث مباراة المغرب
معركة مصيرية ضد المسلمين في الأندلس أبطالها 5 ملوك
تركيا تعيد وديعة بقيمة 5 مليارات دولار إلى السعودية.. ومصادر تكشف الاسباب
احتجاز الرئيس الإسرائيلي داخل طائرته في باريس ومصادر تكشف التفاصيل
مارب برس – خاص
بقدر ما ساد مؤتمر نقابة الصحفيين من حماس وتنافس ودعاية انتخابية فاقت الدعاية الانتخابية لمرشحي البرلمان، كان المؤتمر "فوضى منظمة"، هذا ليس رأي فقط وإنما رأي السيد جيم بوملحة رئيس اتحاد الصحفيين الدوليين. ما ساد الجلسة الافتتاحية من هرج ومرج وحتى مقاطعة للرئيس علي عبدالله صالح في كلمته دفعته إلى أن يقول :نحن لسنا في فرزة."
ربما انشغل المعنيون بكولسة و حرب القوائم وتناسوا الإعداد والتحضير الجيد للمؤتمر الذي تحول بفعل كولسة السياسيين من قاعة للنخبة إلى "فرزة" نقل ركاب. والدليل على أن المؤتمر كان "فرزة" هو سكوت الصحفيين عن تمرير التقارير المقدمة من المجلس السابق وعدم مناقشاتها، ومسائلة أعضاء المجلس.
هذه هي قاعدة العمل النقابي ومؤسسات المجتمع المدني. لابد أن يتم محاسبة من يتبوءا أي منصب. كيف بنا كصحفيين ندعو الى الشفافية والمحاسبة وجوهر عملنا مسائلة المسؤولين أمام الناس ان نتغاضى عن مسائلة المجلس السابق.
ربما يشعر الكثير ومنهم الصحفيين للأسف أن المسائلة تعني الإدانة ولذا مجرد الحديث عنها يثير حنق بعض الزملاء، ويعتبرون الحديث عنها تشهيرا. مبدأ من أصول العمل الديمقراطي الحديث، الذي يعني وجود شفافية ووجود شفافية يعني أن هناك حكم جيد. كيف لشخص ان يكون فعالا ومنتجا إذا لم يشعر انه لن يتم محاسبته. الضمير الحي ليس كافيا في عالم اليوم للوصول إلى نتيجة ايجابية في عمل ما. لا ننكر ان المجلس السابق كان له ايجابيات كثيرة ، لكن هذا لا يعني انه لا يوجد تقصير، وكان من حق الصحفيين ان يسمعوا زملائهم يبرروا وجود إخفاقات هنا وهناك وأبرزها لماذا لم يدار نقاش حول تعديلات مشروع النظام الداخلي في صنعاء وتعز كما حدث في عدن. لو كان حدث هذا لشعر جميع المرشحين لعضوية المجلس انهم ليسوا مجرد سائقين في "فرزة" الصحافة. مثل هذه المؤتمرات تمثل فرصة مناسبة لمناقشة مشاكل الصحفيين المهنية والحقوقية وغيرها وهو ما افتقدناه في المؤتمر الرابع لنقابة الصحفيين. لم نسمع شئ عن هموم الصحفي القادم من حضرموت وعدن وتعز والحديدة وحتى صنعاء. الكل كانوا مجرد "شويعة" لزف المنتخبين فقط وكأننا في عرس وليس في مؤتمر نقابي يجب ان يتم فيه مناقشة المشاكل التي تواجه الصحفي ونقابته، حتى يتم معالجتها والا لما تطور العمل النقابي. مشاكل الصحفيين لا تقتصر فقط على علاقتهم بالحكومة وأجهزتها، بل هناك مشاكل عملية ومهنية هي في صلب عمل النقابة.
في قاعة المؤتمر حضرت الأحزاب السياسية بكل ثقلها ودسائسها وقوائمها التي كانت تروح منها عفن كولسة السياسة القذرة التي خلطت الأوراق وشتت الأذهان وأدخلت بعض المرشحين في هذا أو تلك الحزب وأخرجت آخرين. كولسة المؤتمر الشعبي العام كانت واضحة بشكل كبير جدا. لكن المعارضة التي تصم أذاننا بنعيقها الداعية إلى استقلال مؤسسات المدني من سيطرة الأحزاب هرولت إلى المستنقع نفسه لدرجة أن المرء يجد صعوبة للتفريق بين السلطة والمعارضة في هذا البلد. المشكلة ليست في الأحزاب ولكن في الصحفي نفسه الذي يعد نفسه من النخبة، ومن ثم يتحول إلى مجرد موظف يتلقى الأوامر والتعليمات بالتصويت لفلان او علان ،مع احترامي للكثير من الصحفيين الذين تمردوا على التعليمات وحكموا عقولهم وضمائرهم. الحديث على ان التصويت تم على أسس ومعايير حزبية لا ينفي أن هناك زملاء استحقوا الصعود إلى عضوية مجلس النقابة بجدارة. لكن أقول صراحة أن حضور الأحزاب طغى على قاعة المؤتمر وكانت المهنية والمهنة هي صاحبة الحضور الباهت جدا.