الكويت تعلن سحب الجنسية من 2087 امرأة إنستغرام تختبر خاصية مهمة طال انتظارها حملة تجسس صينية ضخمة.. اختراق شركة اتصالات أمريكية تاسعة اشتعال الموجهات من جديد في جبهة حجر بالضالع ومصرع قيادي بارز للمليشيات الكشف عن إستراتيجية جديدة وضربات اوسع ضد الحوثيين قد لا تصدقها.. أطعمة خارقة تقاوم الشيب المبكر وتؤخر ظهور الشعر الأبيض مليشيا الحوثي تنقل الدورات الثقافية الى بيوت عقال الحارات وتفرض على المواطنين حضورها توكل كرمان: هناك طريقة واحدة فقط لإسقاط انقلاب ميليشيا الحوثي والغارات الخارجية التي تستهدف اليمن إرهاب مرفوض عاجل : قيادي حوثي من صعدة يقوم بتصفية أحد مشائخ محافظة إب طمعا في أملاكه عاجل: أول فوز تاريخي لليمن في كأس الخليج
استيقظ سكان مدينة تمبكتو الواقعة في شمال مالي، الليلة قبل الماضية على أصوات انفجار ضخم أعقبه حريق هائل في بناية عرفوها باسم «قصر القذافي»، وعرفت في الآونة الأخيرة بأنها مركز قيادة العمليات لدى الجماعات الإسلامية المسلحة.
كانت تلك هي الجولة الثانية من قصف الطيران الفرنسي التي تستهدف تمبكتو، والتي استهدف فيها قصرا بناه العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، أكدت تقارير متواترة خلال الشهور الماضية أنه تحول إلى مسكن خاص بعبد الحميد أبو زيد، أمير «كتيبة طارق بن زياد»، وأحد أشهر قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وأكثرهم اختصاصا في خطف الرهائن، واستدرار الجيوب الأوروبية بالفدى.
ويأتي السعي الفرنسي وراء أبو زيد وكتيبته، ليعيد إلى الواجهة «قصر القذافي» الذي أمر بتشييده سنة 2006. عندما زار تمبكتو لتخليد ذكرى المولد النبوي الشريف، واعتبرها «مدينته المفضلة» متعهدا بدعم الطوارق وعدم التخلي عنهم. وأراد القذافي من خلال هذا القصر أن يرمز للمكانة التي حظي بها في تمبكتو عندما أم صلاة الجمعة شارك فيها عدد من الرؤساء الأفارقة والعلماء والمشايخ الذين قدموا من مختلف البلدان الأفريقية على متن طائرات ليبية، وأقاموا في المدينة على نفقة الدولة الليبية.
ويقف القصر على مرتفع في الجهة الجنوبية الشرقية من تمبكتو، على الطريق المؤدي إلى مطار المدينة، حيث يشغل عدة هكتارات بسوره الإسمنتي الذي يعلوه سياج من الفولاذ يتراءى من ورائه القصر بطرازه المعماري الذي يحاول أن يمزج بين الطابع الإسلامي والأفريقي.
أساطين وأعمدة مترامية خالية من أي نقوش، تقف على أرضية من الإسفلت تربطها ببقية القصر البسيط بلونه الأصفر الشاحب المتناسق مع محيطه الصحراوي، مع نوافذ ضخمة مستطيلة الشكل، بداخلها سياج إسلامي الزخرفة، أخضر اللون، فيما تعلو البناية مثلثات إسمنتية تضفي طابعا أفريقيا على المكان.
وتم تصميم الواجهة التي تشكل بوابة القصر بالحجارة، فيما طليت الأبواب باللون الأخضر. وفي باحة القصر زرعت مئات النخلات التي تم نقلها من ليبيا على متن طائرات خاصة، إضافة إلى عدة أنواع من الأشجار التي لم تستطع الصمود في الجو الصحراوي القاسي. ومنذ اندلاع الثورة الليبية تغيرت ملامح القصر حيث بدأ النسيان يطاله، وتزاحمت حول سوره الخارجي كثبان الرمل الزاحفة، خاصة أن ثلاثة ليبيين كانوا يشرفون عليه غادروا المدينة مباشرة بعد اندلاع الانتفاضة الليبية.
يذكر أن القذافي أرسل موفدا خاصا للإشراف على إكمال بنيان القصر الذي كلف عشرات الملايين من الدولارات، ولكن تدخل حلف شمال الأطلسي في ليبيا، لم يترك فسحة من الزمن للموفد الذي حمل حقائبه وعاد أدراجه إلى ليبيا تاركا القصر الذي أصبح ملجأ لبعض الأسر الفقيرة في المدينة.
ليس هذا القصر وحيدا من بين الآثار التي تركها القذافي في تمبكتو، فقد سبق له أن شيد سنة 2007 قناة مياه تعبر المدينة، وتهدف إلى نقل الماء من نهر النيجر إليها وذلك على مسافة تزيد على 14 كلم؛ ولكن القناة لم يطل عمرها كثيرا حيث جفت وغمرتها الرمال.
وفي حين كان الموالون للقذافي يغادرون الأراضي المالية، تاركين مشاريعه لتعبث بها يد النسيان، كان مئات المقاتلين من الطوارق والإسلاميين يغادرون ليبيا وبحوزتهم كميات كبيرة من السلاح والمال والسيارات، ليشرعوا في تمرد لا تزال ناره تشتعل يوما بعد يوم.
ومع سقوط تمبكتو في أيدي الجماعات الإسلامية المسلحة مطلع أبريل (نيسان) 2012. وجدت هذه الأخيرة في القصر مكانا مريحا للاستقرار وإدارة العمليات، نظرا لموقعه الاستراتيجي ومساحته الشاسعة، وتوفره على مكان يتسع لمئات المقاتلين ومخازن مناسبة للوقود والسلاح والسيارات.
وأضافت الجماعات الإسلامية المسلحة لمستها الخاصة على مظهر القصر، حيث رفعت راياتها السوداء، ونزعت كل ما يمت بصلة إلى القذافي، فيما ظل السكان المحليون يطلقون عليه اسم «منازل القذافي» رغم التغييرات الكبيرة التي طبعت مسيرة القصر، وكان آخرها القصف الذي وجهته المقاتلات الفرنسية له، والذي تسبب في إحراق عشرات البراميل من الوقود كانت تخزنها فيه الجماعات الإسلامية المسلحة، إضافة إلى سيارات كانت مركونة في باحة القصر الداخلية، فيما لم يتضرر القصر كثيرا بالقصف الذي كان مركزا. وجاء قصف الطيران الفرنسي للقصر في الساعات الأولى من مساء الاثنين الماضي، ليتسبب في حريق هائل استمر طوال الليل، مما أثار رعب السكان المحليين الذين فر أغلبهم خارج المدينة، مبتعدين قدر الإمكان عن «منازل القذافي» التي أصبحت بالنسبة لهم هدفا واضحا للفرنسيين.
استهداف الفرنسيين لقصر القذافي برره البعض بأنه جاء بناء على التقارير التي تحدثت عنه بوصفه مركزا لعبد الحميد أبو زيد العدو الأول لفرنسا، والذي يحتجز منذ سنتين أربعة فرنسيين اختطفهم من مدينة آرليت الواقعة في شمال النيجر. وسبق لأبو زيد أن قتل رهينتين فرنسيتين بعد محاولة فاشلة قامت بها قوات خاصة فرنسية، بالتعاون مع بعض جيوش المنطقة، لتحرير هؤلاء الرهائن.