عباس في ذكرى النكسة: تجاوزنا الهزيمة بالثورة, وها نحن نحث الخطى نحو الدولة كهدف أضحى قريباً

مأرب برس

أحيا الفلسطينيون اليوم في الأراضي المحتلة وفي المهجر الذكرى الأربعين لنكسة  67 وسط استمرار الاعتقالات والاغتيالات والاجتياحات التي كان أخرها في رفح جنوب قطاع غزة وقباطية قضاء مدينة جنين بالضفة الغربية.

ويصادف اليوم الثلاثاء   "5/6"    الذكرى الأربعين لنكسة حزيران لعام 67 م، ويستذكر الفلسطينيون، في هذا اليوم على امتداد تواجدهم ومواقعهم على خارطة التشرد واللجوء، ذكرى مأساتهم المؤلمة ونكستهم المريرة الممتدة منذ أربعة عقود؛ ولا زالت دولة الاحتلال الإسرائيلي حتى الساعة تمارس سياسة البلطجة والعربدة في تعاملها مع الشعب الفلسطيني الذي لا زال يعيش المعاناة إلى أبعد الحدود..

وقال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في خطاب وجهه إلى الشعب الفلسطيني بمناسبة الذكرى الأربعين لنكسة عام 67 : إنه يعمل    ليل نهار بما في ذلك الذهاب إلى أبعد نقطة في هذا الكون من أجل إنهاء الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني ، أو على الأقل إرخاء قبضته المُطبِقة   ، وتابع الرئيس عباس القول: " هنالك قرار دولي بمقاطعة حركة حماس بالمطلق، وهنالك قرار دولي بمقاطعة الحكومة، لكون حماس تحتل موقع الرئاسة فيها .. وهنالك تعامل انتقائي معنا، نرفضه من حيث المبدأ، ولكننا نحاول التعايش معه على مضض من أجل تغييرِه لأن البديل هو الإغلاق المطلق,وان أي شعب لا يحسن إدارة قضيته يفقدُ نفسَه ويفقد قضيته" ..

وقال الرئيس الفلسطيني ( وهو لاجئ من مدينة صفد المحتلة عام 1948 م ):   إنني إدراك صعوبة الأمر والتعقيدات والتداخلات والمؤثرات المحلية والإقليمية، وحُمّى الأجندات المختلفة، غير أنني لن أتوقف عن العمل..    ويقول عباس: " إننا تجاوزنا الهزيمة بالثورة، وها نحن رغم كل الصعوبات، نحث الخطى نحو الدولة كهدف أضحى قريباً، ولعل الصعوبات الكبرى التي نواجهها في هذه الحقبة الزمنية التي نعيشها، هي آلامُ مخاضٍ حتمي لا بد (وبعونه تعالى) من أن ينتهي لمصلحة قيام دولتنا المستقلة

ومما قاله الرئيس الفلسطيني: " إنني أسعى إلى تهدئة مع الجانب الإسرائيلي وبالتأكيد لا بد وأن تكون تهدئة شاملةً ومتبادلة في غزةَ والضفة الغربية، وأسعى كذلك ومن خلال وجودي المباشر على أرض الأزمة ألاّ يظلَ قرار التهدئة والقتال والاقتتال في يد أفرادٍ أو مجموعات، تمنح نفسها حق تقدير الموقف نيابةً عن الشعب الفلسطيني بأسره".

في حين قال رئيس الوزراء الفلسطيني،   إسماعيل هنية:   إن المعوقات التي وضعتها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة تجعل من المستحيل إقامة الدولة الفلسطينية على أراضي عام 1967.

وجاء في بيان أصدره مكتب هنية بمناسبة الذكرى الأربعين لنكية عام 1967 م، التي صادفت اليوم  الثلاثاء:" يدعو هنية الفلسطينيين إلى أن يتذكروا ما جرى من هزيمة وأن يستمروا في نضالهم ضد الاحتلال ".

وتابع هنية: إن حكومته تبنت ورقة التهدئة مع " إسرائيل" ذات النقاط العشرة بعد إدخال بعض التعديلات عليها, معتبرا ذلك منسجما مع البرنامج السياسي للحكومة الفلسطينية للدخول في تهدئة متبادلة ومتزامنة وشاملة مع "اسرئيل".  

وبمناسبة ذكرى نكسة حزيران 67 م، كرر " هنية " موقف حكومته من عدة قضايا أولها التمسك بالثوابت والحقوق الفلسطينية وحق الدفاع عن النفس ومقاومة المحتل حسب ما نصت عليه الأعراف والقوانين الدولية والشرائع السماوية.

وأكد هنية في ذكرى النكسة علي حق العودة للاجئين والنازحين والمشردين الفلسطينيين في المنافي والشتات إلي ديارهم التي هجروا منها عام 1948 ، مؤكدا أيضا علي البعد الإنساني للقضية الفلسطينية وتواصل حكومته مع الجميع علي قاعدة الحق الفلسطيني   .

هذا وطالبت الحكومة الفلسطينية الرئيس الفلسطيني،   محمود عباس، بالنظر في الاجتماع المزمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت المرجح يوم الخميس، وذلك اثر تحويل محكمة إسرائيلية،    الاثنين (4/6)، اثنين من الوزراء المختطفين ونائب للاعتقال الإداري لمدة 6 أشهر، والتوقف جدياً أمام حملة الاعتقالات التي طالت الوزراء والنواب.

وأعلن مسئول في مكتب رئاسة السلطة الفلسطينية أن لقاء عباس وأولمرت سيعقد يوم غدٍ الخميس في مدينة أريحا بالضفة الغربية المحتلة.