التين الشوكي.. فاكهة فقراء اليمن في رمضان

مأرب برس

    

حظى التين الشوكي برواج كبير في أوساط المستهلكين اليمنيين خلال شهر رمضان المبارك، والذين يقبلون على شرائه للذة طعمه ورخص ثمنه وفوائده الصحية.

وينتشر آلاف البائعين المتجولين في شوارع العاصمة صنعاء والمدن اليمنية الاخرى خلال شهر رمضان الكريم في الشوارع لبيع فاكهة التين الشوكي، باعتبار هذا الشهر فرصة مهمة لهم لتحقيق مكاسب تجارية وفرص عمل جاذبة لهم، استغلالا للإقبال الكبير من المواطنين على الشراء لهذه الفاكهة التي يصفونها بـ"فاكهة الفقراء".

وتعتبر الفترة من ابريل — اغسطس، الموسم الرئيسي لإثمار فاكهة التين الشوكي التي تظهر بكثرة في الاسواق الرئيسية بالمدن اليمنية، وهي من السلع غير المكلفة اقتصاديا للمزارعين اليمنيين، حيث تنبت على جوانب الحقول ولا يقوم المزارع بريها أو تسميدها، وتعتمد في الغالب على العناصر الغذائية الموجودة في التربة بشكل كامل.

وكان يتم التعاطي مع التين الشوكي في اليمن كثمرة هامشية، من المزارعين والسكان، فهي تنبت من تلقاء نفسها وتتحمل الجفاف، ولكن ما ان بدأ الاقبال على تناولها في السنوات الاخيرة حتى اهتم المزارعون بها نظرا للمردود الاقتصادي المغري، ما حفز الكثيرين لزراعتها فهي منتج يحظى بقبول المستهلك المحلي والخارجي في دول الجوار.

وتعد منطقة غيمان بمحافظة صنعاء اليمنية أولى المناطق التي اتجهت إلى الإكثار من زراعة التين الشوكي كسلعة زراعية أساسية بديلة عن شجرة القات.

ويقدر علي العراسي رئيس جمعية غيمان الزراعية عدد مزارعي التين الموجودين حاليا في منطقة غيمان وحدها بحوالي 600 مزارع يزرعون مساحة قدرها 355 ألف متر مربع.

وأشار الى ان الجمعية تولي اهتماما كبيرا بتشجيع زراعة التين الشوكي واعدت دراسة جدوى لإنشاء معملين نموذجيين لتغليف وتسويق هذا المنتج وتصديره الى الدول الخارجية والمجاورة.

وقال:"تقديرات الانتاج السنوي من التين الشوكي خلال فصلي الصيف والشتاء تصل الى 50 ألفا و250 طنا اجمالي مبيعاتها حوالي 88 مليونا و750 ألف ريال يستفيد من ريعه 70 ألف شخص من اهالي المنطقة".

وبيع التين الشوكي في الأسواق وفر آلاف من فرص العمل المؤقتة لأشخاص كانوا ضمن قائمة العاطلين، وبحسب صابر الضبيبي أحد بائعي التين الشوكي في سوق الحصبة بالعاصمة اليمنية فان بيع التين الشوكي — نظرا لاحتوائه أشواكا حادة نحيفة الحجم وقصيرة الطول لا تكاد العين تراها — يعود عليه بمكاسب معقولة تتراوح بين 2000 _2500 ريال يمني يوميا.

 

ويوضح ان الحبة الواحدة من التين الشوكي تباع بـ10 و20 ريالا يمنيا حسب الحجم.. مشيرا إلى أن عدداً من الشباب يمارسون هذه المهنة هذه الأيام خاصة أنها لا تحتاج إلى رأس مال كبير.

ويصنف التين الشوكي الذي اصبح يحتل اهمية اقتصادية كبيرة في عدد من الدول العربية والأجنبية ضمن نبات الصباريات وينتشر بكثرة في المكسيك وشيلي ودول امريكا اللاتينية والأردن ومصر وغيرها والتي انشئت في العام 1993م شبكة تعاون فنية دولية برعاية منظمة الاغذية والزراعة الفاو لتعزيز التعاون بين الدول المنتجة لهذا المحصول وتضم 14 دولة.

وتشير منظمة الفاو الى ان هناك استخدامات متعددة للصبار (التين الشوكي) كغذاء وعلف للماشية واستخدامها كمادة دوائية وتجميلية وفي أغراض زراعية واستخدامات عديدة اخرى.. ويؤكد الدكتور منصور حسن الضبيبي أستاذ قسم البساتين والغابات بكلية الزراعة جامعة صنعاء أن التين الشوكي من الفواكه التي تحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات خاصة فيتامين (سي واي )، اضافة الى نسبة عالية من الكربوهيدرات والأملاح المعدنية والألياف التي تساعد على التغلب على عسر الهضم لمن يعانون منه.. ويقول "محصول التين الشوكي ايضا يدخل في استخدمات طبية ومواد تسمى بالمواد الصمغية الصابونية التي يحضر منها أرقي أنواع الشامبوهات الطبيعية التي تباع بأثمان غالية، إضافة الى استخراج أدوات تجميل وكريمات طبيعية من مخلفات هذه النباتات"..

ويبين الدكتور الضبيبي ان لشجرة التين الشوكي فوائد عديدة على البيئة اهمها مكافحة التصحر واستخدامه كأعلاف للحيوانات.