200 فتاة .. اختارتهن وكالة ايطالية متخصصة في عارضات الازياء لحضور محاضرتة مقابل أجر

مأرب برس

   

يقوم الزعيم الليبي معمر القذافي بزيارة الى ايطاليا هي الرابعة في غضون عام، وحرص في هذه الزيارة على 'بروتوكولات' باتت الطابع المميز لزياراته هذه، مثل نصب خيمته في احد المواقع الرئيسية، واحضار خيول واحيانا جمال، للتأكيد على اختلافه عن الزعماء الآخرين عرباً واجانب.

زيارات الزعيم الليبي الخارجية، مثل تصريحاته مثيرة للجدل دائماً، ولذلك حملت الصحف الايطالية يوم امس مانشيتات ومقالات، يسخر بعضها من الزعيم الليبي وبعض ممارساته، وتتهم رئيس الوزراء الايطالي برلسكوني بتقديم الاعتبارات الاقتصادية على الاعتبارات الاخلاقية والقيم الايطالية.

وكان لافتاً ان امرين اساسيين توقف عندهما كتاب المقالات في الصحف والبرامج الحوارية التلفزيونية في ايطاليا:

' الأول: حرص الزعيم الليبي على القاء محاضرة عن الاسلام امام حشد من الفتيات الايطاليات الجميلات (200 فتاة) اختارتهن وكالة ايطالية متخصصة في عارضات الازياء، مقابل اجر يتراوح بين مئة وثمانمئة يورو بالاضافة الى نسخة من القرآن الكريم.

' الثاني: دعوته لكي يكون الاسلام هو الدين الرسمي لاوروبا.

ولا نعرف لماذا يصر الزعيم الليبي على القاء محاضرات عن الاسلام في اوساط الجنس الناعم فقط في كل مرة يزور فيها دولة اجنبية او حتى عربية، ويستبعد الرجال من هذه المحاضرات، ولماذا يجب ان تكون هؤلاء الفتيات على درجة عالية من الجمال.

فاذا كان الهدف هو نشر الدين الاسلامي واصلاح بعض الصور السلبية عنه في اوساط بعض الغربيين، خاصة في وقت يتعاظم فيه انتشار 'الاسلاموفوبيا' فان الجنس او العمر او الجمال ليس له علاقة في مثل هذه المهمة السامية. ويجب ان يكون الاعتبار الاهم الذي يعطى الاولوية هو مخاطبة الرجال والنساء، الشيوخ والشباب، المناهضين للاسلام قبل المتعاطفين معه.

نتمنى ان نحصل على توضيح من الزعيم الليبي او مساعديه لهذه النقطة على وجه التحديد، حتى نستطيع، اذا كان هذا التوضيح مقنعاً، ان نحاجج به من يستخدمون زياراته هذه، وما يرافقها من ممارسات، لتوجيه انتقادات لاذعة للعرب والمسلمين، ولا بد انه اطلع ومرافقوه على عينات منها في الصحافة الايطالية.

نخشى ان تعطي محاضرات الزعيم الليبي هذه، مع ايماننا بحسن نواياه، نتائج عكسية تماماً، لان الفتيات الجميلات اللواتي يشاركن فيها، يخرجن الى اجهزة الاعلام بتصريحات ليست في صالح العرب والمسلمين، ناهيك عن صالح الزعيم الليبي نفسه.

صحيح ان ثلاث فتيات قلن انهن اعتنقن الاسلام بعد مشاركتهن في محاضرة سابقة، وهو امر جيد على اي حال تكتب حسناته في رصيد الزعيم الليبي، ولكن قد يكون الضرر اكبر بكثير، اذا وضعنا في اعتبارنا الطابع التحريضي العدائي للاعلام الغربي الذي يبحث عن السلبيات ويعمل على تضخيمها، لتحريض القراء او المشاهدين ضد العرب والمسلمين.