استلف والدهم 400 ألف فضاعفها أكثر من مليون بعد وفاته وعرض منزلهم للبيع

مأرب برس

اليتم قدر الله سبحانه وتعالى على كثير من خلقه وهو أمر إلهي يرتبط بالقهر والحزن وآلم العيش فالإحساس بفقدان الأب شعور لا يدركه إلا أولئك الأطفال الذين وجدوا أنفسهم بلا أب يدخل المرح والسرور إلى حياتهم ويقوم نحوهم بواجب الرعاية والحنان ويشعرهم بالأمن والأمان ويعمل جاهداً لتأمين مستقبلهم وإبعادهم عن الضياع والتشرد.

لكن لا أحد يأمن مكرالله.. فتخيل نفسك أيها القارئ بعد وفاتك وأطفالك الذين تحبهم عرضة للإهانة والهم والإذلال وليس لهم عائل ومُعين وتقف الدنيا بكل ثقلها أمام وجوههم فتكدر حياتهم وتنغص معيشتهم.. هذا بالضبط ما حصل لأربعة أيتام والمولدين من أب يمني وأم سودانية وليس لهم أي أقارب آخرين.

قام والدهم باقتراض مبلغ أربعمائة ألف يمني من أحد التجار على آمل أن ينفذ مشروع تجاري ينفق من خلاله على أولاده الصغار.. وقدم مقابل ذلك سنداً مكتوباً بالمبلغ للتاجر كضمان تسديد المبلغ لمدة عامين لكنه تعرض للمرض ولم يستطع التسديد فأنفق المبلغ على علاج نفسه.. ولما إشتدت مطالبة التأجر- تحتفظ الصحيفة باسمه- بالمبلغ قام الرجل باعطاء التاجر وثيقة الملكية لبيته كرهن إضافي حتى يكف عن نفسه عناء المطالبة والإذلال الذي كان يتعرض له من قبل التاجر صباح مساء.. وزاد التاجر من ضغوطه على الرجل مشترطاً أنه كلما تأخر التسديد فإن المبلغ سيتضاعف كأرباح مقابل المشروع فوافق الرجل على مضض مؤملاً أنه سيشفى من مرضه ويسدد وينقذ منزله من البيع.

لكنه مات قبل أن تحقق أمنيته مخلفاً وراءه ديناً كبيراً لأولاده الصغار وزوجته السودانية، وقبل أن يوارى جسده التراب تفاجأ الناس بحضور التاجر الذي بدلاً من أن يقدم العزاء والمواساة للأم الثكلى وأبنائها الحزانى قام بمطالبتهم بتسديد المبلغ أو أنه سيغلق البيت ويبيعه أو يعطيهم مبلغ إضافي ويشتري البيت مما زاد من مرارة الحزن للأسرة وسط ذهول المشيعين الذين حاولوا مراجعته فأبى متمسكاً بمطلبه.

ولأن الأسرة عاجزة عن التسديد فقد رفع ضدهم شكوى إلى قسم الشرطة ومن ثم للمحكمة مما جعل الأسرة عرضة للإهانة والتردد على تلك المصالح ووجد الأبن الأكبر (16 عاماً) نفسه أمام ملاحقة الشرطة التي تتردد كل يوم على البيت مطالبة بتسديد المبلغ فأدخل السجن رغم صغر سنه ومكث فيه لأسبوع وأطلق سراحه بكفالة.

ونظراً لاشتداد المطالب من القسم والمحكمة إضطر الابن للإختفاء والهروب في مكان لا تعرفه اسرته حتى الآن، الأمر الذي دفع الأم للعمل في أحد مراكز الإتصالات لتوفير لقمة العيش لابنائها وكان عليها أن تواصل نضالها في المحكمة في ذات القضية فدخلت وحيدة دون محامي فهي لا تملك ما تعطيه لمحامي يترافع عنها وآملت كثيراً في تعاطف المحكمة معها أو تراجع التاجر عن مطالبه لكنه أصر على إستلام مبلغه علماً بأنه لا يملك أي دليل على اتفاقه مع والد الأيتام بأن يعطيه أرباحاً فوق مبلغه الأصلي سوى شهادة بعض ساكني الحارة الذين شككت الزوجة بشهادتهم واتهمتهم بالتواطؤ مع التاجر.