المتشدون الإسلاميون يدفعوا باليمن الحافة الهاوية

مأرب برس

في أخر عدد لمجلة فوريغين بوليسي الأمريكية “ السياسة الخارجية ، تحليل الأسباب المتوقعة لانهيار الصومال و اليمن كذلك طاجيكستان.

حيث بين التحليل أن الذي يجري في الصومال أو اليمن و طاجيكيستان،لا يدخل في اطار الاهتمام العالمي، كإيران و كوريا الشمالية والأزمة الاقتصادية، بالرغم وحسب رأي المجلة أن أزمات هذه البلدان لها عواقب اقتصادية و سياسية عالمية خطيرة.

و قبل الحديث عن اليمن، أشار التحليل الى عدد من الدول التي استطاعت تجاوز و التعايش مع عدد من الأزمات السياسبة و الاقتصادية حتى الوبائية الخطيرة، كباكستان التي بالرغم من حكومتها المدنية ، الا أن الجيش أصبح هو طوق النجاة الوحيد بالرغم اعتقاد الكثير أن باكستان دخلت في اطار ما يسمى “ بالدولة الفاشلة . و أوكرانيا الذي نشبت بها أزمة حاده بين أقطابها السياسية بين رئيسها و رئيس وزرائه و كذلك زعيمة المعارضة. ، وكذلك المكسيك ، استطاعت التعايش مع وباء أنفلونزا الخنازير ،و كذلك الزلزال، كل هذا حصل قبل الانتخابات النيابية، و التي أجريت بسلاسة و هدوء  .

أما بالنسبة لليمن، فتكتب المجلة و غير بعيد عن الصومال ، يأتي اليمن بــ 20 مليون نسمة، في مناطق سُكانية صغيرة، تكاد تنعدم فيها الموارد الطبيعية، بجوار المملكة العربية السعودية، وتقول المجلة أن اليمن الى الأن ليست دولة فاشلة، و لكن المتشددين الإسلاميين، يدفعوا باليمن الحافة الهاوية

فقبل سنوات تقول المجلة أرتكبت القاعدة خطاء كبيرا ، بمواجهتها الحكومة السعودية ، و لكن تنظيم القاعدة تعلم من أخطائه،فأزدهر في الحدود الجنوبية للمملكة في اليمن، هذه المنطقة التي تتحول و بسرعة إلى أيديولوجية حاضنة، ومركزا للعمليات اللوجستية للتشدد الاسلامي، حسب زعم التحليل في اطار عملية متسلسلة و خطيرة. طوال الأعوام الأربعة الماضية أنقسمت الحركة الاسلامية في اليمن الى قسمين ، الجيل القديم و الذي يعارض العمليات بداخل اليمن ( البلد الذي يعتبرونه ملاذ أمن) ، و الجيل الجديد، و الذي يعمل بمرونة أكثر ، و أقل رسمية، حيث مازال قتل الأمريكيين في العراق أكثر جاذبية، و لكن هذا لا يمنع من قتلهم كذلك في اليمن.

  وتشير المجلة المتخصصة في السياسة الخارجية ان الحكومة اليمينة قادرة المحافظة على الامن في العاصمة صنعاء ، و لكنه لا يمكنها السيطرة على المناطق الريفية ذو الطابع القبلي،حيث يتجلى هنا الطابع الأفغاني ، حيث تتعامل القبائل المحلية مع المتطرفين المحليين. حيث نقطة ضعف الحكومة اليمنية، فالحكومة اليمنية تعتمد على الامدادات النفطية بشكل أساس، مما يزيد من خطورة تعرض المنشئات النفطية و الغازية للخطر. فحسب التوقعات فان اليمن وصلت الى قمة استنزافها لمواردها النفطية (والماء) مما سيؤدي الى نضوب محتمل خلال السنوات الـ 10 و الـ 15 القادمة.

ويتساءل التحليل ،لماذا ينبغي على العالم أن يهتم باستقرار اليمن؟ يجيب أن انهيار اليمن سيؤثر أمنيا على السعودية، و المشاكل الأمنية في السعودية بدورها ستؤثر سلبا على الامدادات النفطية في العالم. علاوة على ذالك العمليات الارهابية العابرة للحدود ، و تواجه السعودية أيضا تصاعد الاقتتال في شمال اليمن ، الذي يدفع اليمنيين بالنزوح عبر الحدود، الى السعودية. و يحذر التحليل كذلك اذا ما تم استخدام اليمن كقاعدة للإرهاب البحري، على غرار القراصنة الصوماليين، فستتأثر الملاحة الدولية للغاية .

و في ختام التحليل، تقول مجلة فوريغين بوليسي ان الأحداث في اليمن و الصومال و كذلك طاجيكيستان، لا تتصدر عناوين الأخبار العالمية، و لكن لاحداثاتها تأثير مضطرد و قوي على دول العالم.