انقلاب الميليشيا يورث اليمنيين الفقر  

مأرب برس

   

أنتج انقلاب ميليشيا الحوثي على الدولة ومؤسساتها في سبتمبر 2014، مأساة إنسانية، وقلب حياة اليمنيين رأساً على عقب، إذ استولت الميليشيا على مصادر الثروة في البلاد، وعلى مفاصل الدولة بقوة السلاح، ما أصاب الحياة العامة والوضع الاقتصادي بالشلل، وانخفضت عمليات البيع والشراء والعمل بالأجرة اليومي، الذي يعتمد عليه معظم اليمنيين. وتوسعت رقعة الفقر في اليمن بعد أربع سنوات على الانقلاب وبات شبح المجاعة يتهدّد الجميع.

ووفق تقرير اقتصادي صادر عن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، فإنّ نسبة الفقر في اليمن ارتفعت إلى 85 في المئة من إجمالي عدد السكان البالغ أكثر من 27 مليوناً. وإمعاناً في التضييق على اليمنيين أوقفت الميليشيا الإيرانية صرف رواتب موظّفي الحكومة والمعلمين والأكاديميين في مناطق سيطرتهم. وتحوّل مئات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين، إلى باعة متجوّلين في شوارع صنعاء والحديدة، ذلك أنّ إيقاف ميليشيا الحوثي صرف مرتباتهم الشهرية أجبرهم على خوض معركة يومية غير متكافئة مع الخبز، ومن يعاني منهم أمراضاً مزمنة وجد نفسه غير قادر على شراء الدواء لإنقاذ حياته.

ويعتبر رئيس قسم الآثار السابق في كلية الآداب بجامعة صنعاء، عبدالغني على سعيد، آخر ضحايا التجويع الحوثي، إذ توفي بعد أن كان يعاني من مرض السكري وضغط الدم، بسبب تدهور أوضاعه الاقتصادية، فيما أجبر رئيس اتحاد الكتاب والأدباء اليمنيين محمد القعود، قبل نحو عام، على بيع مكتبته لتسديد مديونيته، ودفع إيجارات سكنه المتراكمة لشهور عدة، بعد أن صادرت ميليشيا الحوثي مرتبات الموظفين.