كيف أصبحت الولايات المتحدة أخطر على تركيا من خصومها

مأرب برس

أصبحت الولايات المتحدة أخطر علي تركيا من خصومها وأن شهر العسل الذي كان قائما بين حزب العدالة والتنمية وواشنطن لم يدم بعد الربيع العربي.

هكذا رأي الكاتب الصحفي سعيد الحاج في مقال بموقع ترك برس بعنوان "الولايات المتحدة: أخطر على تركيا من خصومها" أنه مع وصول العدالة والتنمية للحكم عام 2002، دعمت واشنطن ملف انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي -بعد تجميده لسنوات طويلة -وضغطت على دول الاتحاد لبدء مرحلة التفاوض معها، قبل أن يأتي غزو العراق عام 2003 بما لم يرغبه الطرفان، حين رفض البرلمان التركي السماح للقوات الأمريكية الغازية باستخدام أراضيه. لكن عام 2009 حمل جديداً على مستوى العلاقة الثنائية حين اختار أوباما مخاطبة العالم الإسلامي لأول مرة من أنقرة، مادحاً "النموذج التركي" الذي ينبغي أن يعمم على المنطقة.

وذكر أن شهر العسل لم يدم على ما يبدو طويلاً بين العاصمتين، خصوصاً مع ثورات العالم العربي التي اتخذت فيها تركيا مواقف متقدمة في قضايا المنطقة وأبعدتها نسبياً عن الخط الأمريكي، وهنا بدأ مسلسل استهداف حزب العدالة والتنمية ورئيسه أردوغان غربياً وأمريكياً، تمثل في: حملات إعلامية أمريكية ضد الحكومة والحزب الحاكم خلال أحداث "جزي بارك" عام 2013، وإطلاق اسم "الربيع التركي" عليها منذ أيامها الأولى، بكل ما يحمله ذلك من دلالة وادعاءات الرشاوى والفساد التي طالت عدداً من الوزراء في الحكومة وأبنائهم نهاية 2013، والتي اعتبرتها الحكومة التركية "انقلاباً قضائياً" عليها يقوده "فتح الله كولن" المقيم في الولايات المتحدة، وتمنّع الأخيرة عن تسليمه لأنقرة رغم عديد محاولاتها ونداءاتها.

وتابع أنه تم توجيه اتهامات للقيادات السياسية التركية بدعم الإرهاب (تنظيم الدولة -داعش) عبر قنوات سياسية وإعلامية عديدة، في مقدمتها نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ونيويورك تايمز.

وأشار إلي أن هناك دعم أمريكي للفصائل الكردية المسلحة في الشمال السوري، المصنفة إرهابية في تركيا، وهو دعم تضمن غطاءً جوياً لدخولهم بلدة تل أبيض في حزيران/ يونيو 2015 والذي نتج عنه تطهير عرقي للبلدة من التركمان والعرب، استغلالاً لحالة الاضطراب التي سادت تركيا بعد الانتخابات البرلمانية وتجاهلت أمريكا المطالب التركية بإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا، والتنسيق مع روسيا على حل سياسي للأزمة السورية.