كشف سفير جمهورية المانيا الاتحادية بصنعاء السيد"مايكل كلور شولودر" عن التجهيز والإعداد لإقامة متحف  للآثار المنقب عنها في محافظة مأرب , وذلك بهدف كشف الهوية اليمنية وتوضيح التاريخ اليمني للعالم , وتنمية المنطقة بشكل عام.

وأشار في حديثه لـ"مأرب برس" إن المعهد الألماني للآثار بدأ العمل والتجهيز لإعداد العمالة اليمنية لإدارة ذلك , من خلال التدريب والتأهيل.

سفير ألمانيا والذي قام بزيارة تفقدية الخميس الماضي إلى مديرية صرواح حيث هناك تعمل البعثة الألمانية المكونة من (13 خبير آثار ألماني ) للتنقيب والكشف عن الآثار أطلع إلى ما توصلت إليه البعثة في عملها المستمر منذ قرابة شهر " أكد على ضرورة التركيز على دعمها للتنمية في هذا المجال , وفي حين أبدى استعداده للتمديد بالعمل والتوسع فيه قال: "إن ألمانيا ليس لديها شيء سري تعمل من أجله , واعتبروا قلوبنا مفتوحة لكم ونحن واثقين أن قلوبكم مفتوحة لنا".

ووصف علاقة اليمن بألمانيا بالقوية منذ أكثر من (50 عام) إذ أن التاريخ والأوضاع بين البلدين متشابهة حيث أعادت اليمن وألمانيا توحيد نفسها, معتبراً ألمانيا أكثر الدول دعماً لليمن ومشجعةً وداعمةً للتنمية.

وأشار إلى انه قام خلال الأسبوع الماضي مع البنك الألماني للإعمار بتوقيع مع وزير التخطيط والتنمية لدعم التنمية في اليمن بمبلغ (80 مليون دولار).

رئيسة البعثة الألمانية – مديرة المعهد الألماني للآثار- دكتورة / إريس جرلاخ" والتي تعمل مع فريقها في التنقيب بمديرية صرواح لخصت في حديثها لـ"مأرب برس" أهداف عملهم في ثلاثة أشياء " التنقيب عن الآثار واكتشافها وترميمها وصيانتها , وإعادة السياح إلى تلك المنطقة , وأن يكون هنالك متاحف لعرض ما تم اكتشافه من الآثار".

وفي الوقت الذي أكدت فيه على التجهيز لافتتاح متحفاً يضم الآثار المكتشفة مدعوماً من الصندوق الاجتماعي للتنمية خلال العام القادم, أوضحت أن التركيز في عملهم على الأعمدة وترميمها وصيانتها , مشيرةً إلى أن مساحة المنطقة الأثرية التي يعملون فيها وقد يستمر العمل لأكثر من عشر سنوات تبلغ ( 3 هكتار) وهي عبارة عن منطقة دينية وتوجد فيها ما بين 6-7 معابد , تعود تاريخها حسب المعلومات المنحوتة إلى الملك (كرب) احد ملوك مملكة سبأ حكم منطقة اليمن بأكملها.

من جهته أعتبر الشيخ ناجي بن علي الزايدي – محافظ محافظة مأرب " اكتشاف المعبد سيعود بالنفع على اقتصاد مأرب وتدفق السياحة إليها.

وقال في حديثه لـ"مأرب برس"سنعمل على إيجاد آلية لاستكمال إظهار ما يجب إظهاره من المواقع الأثرية في مأرب.

وقلل الزايدي" من تأثير الحوادث الأمنية المتكررة على مأرب على السياحة, معتبراً الأمن والاستقرار تحسن كثيرا بمأرب كما جاء في التقرير الأمني الأخير, مضيفاً: إن الجهود الأمنية مستمرة من أجل الاستتباب الأمني , رغم أن مأرب تقع في منطقة جغرافية صحراوية مفتوحة وكذا وجود النفط فيها" .

وأكد على "أن السياح مرتبة أقاماتهم ومؤمن لهم أماكن السياحة التي يزورونها وأثناء تنقلاتهم .

وكشف محافظ مأرب عن توقيع اتفاقية مع وزارة الأشغال بعمل طريق ( مأرب – البيضاء) بطول 106 كم يتم تنفيذها الأسبوع القادم وبتكلفة 6 مليار دولار.

وأكد الشيخ عبد الله الطاهري – مدير مديرية صرواح " على استمرارية العمل بالتنقيب والسعي لكشف مزيداً من المعالم الأثرية , لما سيعود ذلك بالفائدة الكبيرة على مأرب واليمن عامة والمديرية خاصة , لافتاً إلى أن الاكتشافات الأثرية تكون بدعم الجهود الألمانية وتعاون أهالي المنطقة, مؤكداً على تقديم التعاون الكامل من أبناء صرواح للبعثة الألمانية.

وقال :مبخوت مهتم الشريف – مدير الآثار بمأرب " إن ما قامت به البعثة الألمانية بتعاون الجهود المحلية قد نتج عن اكتشاف أحد ثاني أهم المعالم الدينية في مملكة سبأ بعد معبد أوام , وما تم اكتشافه هو "معبد وعول" صرواح نسبة إلى الوعل المقدس الذي كان يقدم قربان عند السبئيين , كما أن التنقيب نتج عن كشف اكبر لوحة كتابية للحضارة السبئية بطول 7 أمتار. مشيراً إلى أن عمل البعثة الألمانية الحالية قد بدأ منذ 2001م ولا زالت أعمال الصيانة والتنقيب مستمرة.

وأوضح مدير الآثار" إن ما يتم العمل عليه حالياً هو ترميم وصيانة للمعلم الديني, والسعي لكشف ماهية مبنى آخر مهم جداً قد يكون قصراً أو مجمع إداري. مؤكداً " انه لولا جهود التنمية المحلية والأمن ما تمكنا من إنجاح المشروع".

وفي ختام زيارة السفير الألماني لمديرية صرواح برفقة زوجته وإبنه ووفداً صحفياً أهداه محافظ محافظة مأرب درع المحافظة .