الأهمية الاقتصادية لليمن ومدى تأثيرها على السوق العالمي للنفط (تقرير)
الموضوع: اقتصاد
 
 

أسعار النفط صعودًا في الأسواق العالمية أمس الخميس في اعقاب قيام المملكة العربية السعودية وحلفائها بتوجيه ضربة عسكرية ضد معاقل الحوثيين في اليمن لإنهاء حكمهم الإنقلابي وإعادة السلطة الشرعية في البلاد. وبالرغم من أن اليمن لا ينتج كميات كبيرة من النفط، ثمة أسباب تفسر تأثر أسواق النفط بهذا العمل العسكري:

ما هي أهمية اليمن بالنسبة لسوق النفط العالمي؟

اليمن بلد منتج للنفط بكميات صغيرة، لكنه يقع في مركز بعض من أهم مسارات الطاقة في العالم. فهو يشترك في الحدود مع جنوب شرقي المملكة العربية السعودية، أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم، كما أنه مجاور لمضيق باب المندب، رابع أكبر نقطة شحن في العالم من حيث الحجم، حيث مر زهاء 3.8 مليون برميل نفط يوميا قد مرت عبر هذا المضيق في العام 2013، وفقا لـ إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. ومن ثم، فإن غلق مضيق باب المندب سوف يقود إلى تعليق الحاويات في الخليج العربي والحيلولة دون وصولها إلى خليج السويس وخط أنابيب سوميد، ما يلزمها بتحويل مسارها حول الطرف الجنوبي لـ أفريقيا، بحسب الوكالة الدولية للطاقة.\

ما هي احتمالية غلق مضيق باب المندب؟

يشكك المحللون في إمتلاك المسلحين الحوثيين المدعومين من جانب إيران الأسلحة الحديثة لغلق مضيق باب المندب أو حتى التسبب في تعطيل لحركة الشحن في المنطقة. لكن الحوثيين قالوا إنهم سوف يبقون على المضيق مفتوحا أمام حركة الشحن النفطي.

ما هم حجم النفط الذي ينتجه اليمن حاليا؟

اليمن وهو منتج صغير للنفط وفق معايير الشرق الأوسط، شهد تراجعا حادا في إنتاج النفط إلى نحو 130.000 برميل يوميا في 2013، أو ما يعادل نسبته حوالي 0.1% من الانتاج العالمي، من أكثر من 440.000 برميل يوميا قبل إندلاع الاحتجاجات المناوئة للحكومة والتي قادت إلى فراغ في السلطة في العام 2011، بحسب الوكالة الدولية للطاقة.

هل تسحب الشركات النفطية أعمالها من اليمن؟

الانقلاب السياسي في اليمن وجه بالفعل صفعة قوية لصناعة النفط المحلية، مجبرا الشركات على وقف عملياتها الانتاجية وتسريع العمال قبيل أسابيع من بدء الهجمات العسكرية الحالية. وفي يناير الماضي، أقدمت " أوكسيدينتال بيتروليوم كورب" النفطية التي تتخذ من هوستون مقرا لها والتي كانت تعمل في اليمن منذ قرابة ثلاثة عقود تقريبا، على سحب عمالها إلى خارج البلاد بعدما ااقتحم المسلحون الحوثيون مقرها في العاصمة صنعاء التي يحكم الحوثيون قبضتهم عليها في الوقت الراهن.

ومنذ ذلك الحين، قال مسؤولون تنفيذيون ومحليون إن شركات " دي إن أو إيه إس إيه" النرويجية و " دوف إينرجي جروب أوف دبي" و " نيكسين إنك" المملوكة من جانب مجموعة " كنوك ليميتيد" الصينية، تتجه إلى التنازل عن حقوقها في حقول النفط التي تنتج ألاف البراميل يوميا.

هل من المرجح أن تواصل أسعار النفط صعودها في اليمن؟

تقود التهديدات الناجمة عن صراع إقليمي أوسع نطاقا في إضطراب الأسواق العالمية، لكن تبقى مسألة الفوران في أسعار النفط معتمدة في النهاية على الطريقة التي سترد بها إيران ، الدولة الشيعية، على المملكة العربية السعودية، البلد السني الذي يقود الحملة العسكرية ضد الحوثيين الشيعيين في اليمن. وقالت " بي في إم"، الشركة العاملة في مجال الوساطة النفطية في مذكرة لعملائها: “ إننا نشهد عودة التفوق الجيوسياسي. فما لم ترد طهران على نحو عدائي، سيكون هذا التفوق قصير الأجل. فالأسس لا تتغير، ولكن القلق يتغير، بل ومن الممكن أن يتلاشى بسرعة"

وكانت أسعار النفط قد ارتفعت أمس الخميس بنسبة 6% بعدما شنت المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، وحلفاؤها ضربات جوية على أهداف للحوثيين في اليمن.

وأثارت هذه الخطوة مخاوف من احتمال اتساع نطاق الصراع في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط، وتعطل الإنتاج في المنطقة. وارتفع سعر الخام الأمريكي لنحو 51 دولار للبرميل، كما ارتفع خام برنت إلى 59.71 للبرميل خلال التداول في آسيا.

وجاءت الغارات الجوية التي تقودها المملكة العربية السعودية بعدما تحركت الجماعات المتمردة المدعومة من إيران باتجاه مدينة عدن الساحلية الجنوبية. ويشارك في العملية العسكرية إلى جانب المملكة العربية السعودية كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر والكويت.

وأثارت التطورات الأخيرة المخاوف من أن تشارك إيران - المنافس الإقليمي للسعودية - في الصراع.

يذكر أن إيران والسعودية عضوان بمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، التي تنتج نحو 40 بالمئة من إجمالي النفط في العالم.

مأرب برس - وليد الجبر
الجمعة 27 مارس - آذار 2015

أتى هذا الخبر من مأرب برس | موقع الأخبار الأول :
https://marebpress.net

عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://marebpress.net/news_details.php?sid=108325