غزة..أطفال بين نار العدوان وصدمات نفسية
الموضوع: عين على الصحافة
 
 

تسجل عدسة عين الطفل الغزاوي بشكل يومي مسلسل رعب متكرر يشمل أحداث دموية من قصف مدفعي وغارات جوية ودمار شامل لكل ما حوله من قتل وتشريد لسكان منطقته من عدوان الاحتلال الإسرائيلي ما يجعله في حالة ترقب مفزع وأثار مزمنة من الصدمات والاضطرابات النفسية.

ويعاني أطفال غزة في حرب الاحتلال التي لا تفرق بين طفل أو شاب أو شيخ، والتي حصدت أكثر من 400 طفل شهيد وآلاف الجرحى من مشاهد العنف والحرق والدمار التي تترك حرب نفسية طويلة الأمد وإعاقة نفسية اشد ضررا من الإعاقة الجسدية.

وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) "تظهر على حوالي 400,000 طفل أعراض الضائقة النفسية، والتي تشمل التبول اللاإرادي، والتشبث بالوالدين، ورؤية الكوابيس، وهم بالتالي يحتاجون إلى دعم نفسي- اجتماعي".

ويشكل عدد الأطفال دون سن الثامنة عشرة نصف سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة.

ويقوم مختصون نفسيون واجتماعيون في مركز حيدر عبد الشافي التابع لجمعية الإغاثة الطبية شمال قطاع غزة بالتدخل النفسي والعلاجي لعدد من الأطفال من مختلف الأعمار في محاولة لإخراجهم من الحالة النفسية التي يمرون بها نتيجة العدوان الإسرائيلي.

وفي هذا الإطار قال الدكتور غسان الخطيب مدير المركز في تصريحات له أمس أنه "منذ بداية العدوان يتوافد الى المركز يوميا مئات المواطنين وأطفالهم لتلقي العلاج الجسدي والنفسي".

وتابع ،"ضاعفنا عدد الأطباء والأخصائيين لتلبية احتياجات سكان الشمال والتخفيف عنهم"، منوها الى عدم وجود أماكن للعلب والترفيه للأطفال.

وأوضح الخطيب، أنهم يقدمون العلاج والدواء بشكل مجاني، مضيفا الى أن أغلب الأطفال يعانون وضعا نفسيا صعبا جرّاء العدوان، ونحاول قدر المستطاع .

وأعلنت اليونيسيف، منذ نحو أسبوعين ، استشهاد أكثر من 400 طفل وإصابة 2500 آخرين جراء هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، فضلا عن نحو 370 ألف قاصر في حاجة ملحة للمساعدة النفسية.

وقالت بيرنيلي إيرونسايد، المسؤولة عن حماية الأطفال في مقر "يونيسيف" بالقطاع "العملية الإسرائيلية في غزة كان لها تأثير كارثي ومأساوي على الأطفال".

وأشارت إلى انقطاع التيار الكهربائي ومياه الشرب وخدمات الصرف الصحي بالقطاع، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض معدية وإسهال قد يودي بحياة الأطفال دون 5 سنوات.

من جهته قال مسؤول صحة الطفل في الاغاثة الطبية الدكتور وائل أبو عون في تصريح له أمس "يصاب الأطفال بصدمة مباشرة نتيجة استشهاد أحد أفراد الأسرة أو الجيران ومشاهدته لهم، وهناك صدمة غير مباشرة".

وأضاف "قمنا في الإغاثة الطبية بتدريب طواقم وكوادر على التدخل النفسي والعلاجي للأطفال من خلال اللعب والعلاج بالتمثيل".

وتابع أبو العون "نقوم بدمج اطفال يعانون من صدمات نفسية مع زملائهم الأصحاء، لإخراجهم تدريجيا من الحالة التي يمرون بها"، مضيفا أنهم يعقدون جلسات تفريغ نفسي فردية وجماعية للأطفال المصابين بالصدمة.

وأوضح أبو عون أن حوالي 150 طفلا يترددون يوميا على المركز، مشيرا إلى أن المشاكل النفسية وآثارها لم تظهر بعد، وهي تراكمية، وستتوسع في المستقبل إذا لم يتم علاجها.

إلى ذلك قال مدير قسم الاستقبال والطوارئ في مجمّع الشفاء الطبي أيمن السحباني إن 2877 طفلاً أصيبوا بجروح مختلفة وإنهم بحاجة إلى رعاية نفسية كبيرة.

ويشير السحباني إلى أن "عشرات الأطفال المصابين نقلوا إلى المستشفى النفسي. وستقوم الطواقم الطبيّة بعد انتهاء العدوان بدراسة إمكانيّة تأمين علاج نفسي مكثّف للأطفال الجرحى. فعدد كبير منهم بحاجة إلى عناية كبيرة".

تجدر الإشارة إلى بعض الحملات التي أطلقها متطوّعون تهدف إلى التخفيف عن الأطفال في مراكز الإيواء الفلسطينية.

مأرب برس - وكالات
الإثنين 18 أغسطس-آب 2014

أتى هذا الخبر من مأرب برس | موقع الأخبار الأول :
https://marebpress.net

عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://marebpress.net/news_details.php?sid=101789