اختتام فعاليات الحملة الدولية القطرية للتنقيب عن الآثار في اليمن

الثلاثاء 06 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 الساعة 06 صباحاً / مأرب برس - كوكب محسن :
عدد القراءات 5007

اختتمت أمس فعاليات الحملة القطرية الدولية للتنقيب عن الآثار في اليمن التي استضافتها قطر على مدار يومين تحت شعار (اكتشاف - إنقاذ - حماية) وقامت بتنظيمها هيئة متاحف قطر بحضور عدد كبير من العلماء والخبراء في مجال التنقيب والآثار ومعالي الدكتور عبدالكريم الارياني المستشار السياسي لفخامة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وسعادة عبدالملك سعيد عبده سفير الجمهورية اليمنية في قطر، وفي هذا الاطار قال سعادة الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني نائب رئيس هيئة متاحف قطر ان الهيئة بصدد ارسال وفد الى صنعاء لبحث سبل التعاون مع السلطات اليمنية في مجال الآثار بهدف تذليل الصعاب التي تواجه العلماء والبعثات الأثرية التي تعمل في المواقع الأثرية في المدن اليمنية التاريخية التي مازالت قيد الدراسة والابحاث كمأرب وسبأ وبراقش وغيرها من الاماكن التاريخية والتراثية المهمة، مشيرا الى ان احدى أهم النقاط التي ستتم مناقشاتها مع الجانب اليمني هي توفير الحماية للبعثات والافراد العاملين في مجال التنقيب والبحث، اضافة الى صيغ التعاون الادارية والقانونية وما يتعلق بالنواحي اللوجستية وطرق تنظيمها بين الجانبين بحيث يتولى الجانب القطري الاعلان عن اية مكتشفات للبعثات العاملة في اليمن.

وأضاف في جلسة المناقشات الختامية التي شهد فصولها فندق الشرق بحضور مجموعة من اعضاء البعثات العاملة في اليمن من المانيا وفرنسا وغيرهم من الجنسيات الاخرى ان قطر تتعهد بمد العاملين في مجال التنقيب والبحث والآثار في اليمن بكافة الامدادات اللازمة اداريا ولوجستيا. وقال نحن نصبو الى طرق جديدة في التنقيب تنفرد بها الحملة القطرية الدولية للتنقيب عن الآثار في اليمن، مشيرا الى ان الادارة القطرية سوف توفر كافة الوسائل العلمية وغيرها من سبل الراحة التي تعين العلماء في اعمالهم البحثية والتنقيبية، كما ستعمل مع الجانب اليمني على تأمين كافة المشروعات التي سيتم العمل عليها او الموجودة بالفعل في اشارة الى بعض الانتهاكات التي تتعرض لها بعض الحفريات والابحاث الجارية على الارض بسبب عمليات التخريب او التدخل من بعض الاشخاص او القبائل القاطنة في المنطقة، مقترحا في هذا الشأن ان يتم اسناد مهمات الامن والحماية الى سكان المنطقة انفسهم مما يجنب الكثير من العمال والقائمين على المشروعات الأثرية التعرض الى المشكلات من السكان المحليين.

وعرض سعادته بعض المشروعات التي تعمل بالفعل كمشروع براقش، وقال نحن نحاول ان تكون هناك صيغ من الارتباط بهؤلاء العاملين سواء كانوا افرادا او بعثات للوقوف على مطالبهم وتأمينها لهم ومدهم بالموارد اللازمة والامكانات اللوجستية التي قد يحتاجون اليها مستقبلا، وقال انه سوف يتم الاتصال بهؤلاء بمجرد اللقاء مع المسؤولين اليمنيين وتوقيع الاتفاقات اللازمة في هذا الاطار ومن ثم يمكن ان تبدأ عمليات التسوير لحماية المواقع التي يعملون فيها.

واضاف انه سيتم خلال زيارته لليمن والمقرر القيام بها خلال شهر ان يتم ايضا اختيار المواقع التي سيتقرر تسويرها وبدء العمل فيها على الفور، وذلك بعد تأمينها تماما من جانب الحكومة اليمنية وبالاتفاق معها على اساس هذا المبدأ بحيث يكون لهذه المواقع اشارات خاصة بها وذلك تكريسا لحماية المواقع الأثرية التي هي احد اهداف هذه الحملة.

كما أشاد د. حسن بالتطور الاجتماعي والثقافي الذي تشهده اليمن وقال ان العقلية اليمنية في البادية تغيرت واصبحت اكثر انفتاحا وتطورا، واضاف نتمنى ان تتحقق اهداف حملتنا في الحماية والتنقيب عن الآثار اليمنية، مشيرا الى ان المشروع قد يستغرق خمس سنوات على ان يتم الانتقال الى المرحلة الثانية من العمل خلال عام في مناطق اخرى كحمير وحضرموت، مقترحا ان يتم عمل فرق عمل للبحث في الاماكن الجديدة عن النقوش التي تتواجد في اماكن متفرقة على الحجارة في المناطق الصحراوية، كما يمكن ان يمتد ذلك ليشمل بعض المواقع البحرية المعروفة في التاريخ العربي والتي طمرها البحر منذ قديم الزمن.

وامل الشيخ د. حسن ان يشهد العمل في اليمن تحسنا ملموسا في هذا المجال بعد دخول اليمن كعضو كامل في مجلس التعاون الخليجي مما ينعكس فيما بعد على صناعة السياحة ويكون له مردوده على الدخل اليمني، وقال انه سيكون هناك اجتماع آخر يضم كافة العاملين في مجال التنقيب والآثار في اليمن سيتم عقده بعد شهرين او في مطلع عام 2008 على الاكثر لوضع اللمسات الأخيرة على المشروع والبدء في الانطلاق به.

من جانبه قال السيد محمد جاسم الخليفي مستشار المتاحف والآثار بهيئة متاحف قطر لـ الشرق ان المشروع القطري الذي يتبناه حضرة صاحب السمو امير البلاد المفدى هو مشروع حضاري بغض النظر عن اي امور اخرى لانه يهدف الى مساعدة بعض الدول العربية التي لديها كنوز اثرية وحتى الآن لم يلق عليها الضوء إما لبعض الامور المالية التي تنقص هذه الدول او غيرها من العوامل المؤثرة، كما انه مشروع انساني يخدم الانسانية عامة وليس دولتين فقط فدول العالم بحاجة الى معرفة تاريخها واثارها ومن ثم فهدف هذا المشروع حضاري في المقام الاول وانساني ايضا، واضاف انه من خلال مشروع التنقيب عن الآثار وترميم الآثار التي تم اكتشافها في السابق في جمهورية اليمن القصد منه الحماية ومعرفة قيمة الكنوز التي بين ايدينا بعد ان كانت الدول الاجنبية هي التي تتولى ذلك لفترات طويلة، الآن أتى الوقت الذي يقوم فيه ابناء الوطن العربي باكتشاف كنوزهم ولو انه بمساعدة بعض العناصر او العلماء الاجانب، وحول المشروعات التي تعمل فيها قطر خلاف المشروع اليمني قال الخليفي انه حسب ما اشار الشيخ حسن بن محمد آل ثاني فإن مشروع إقامة محطات في الوطن العربي مثل مصر والسودان وسوريا والآن اليمن بعضها تعرقل بأمور داخلية تخص الدول نفسها ولكن الامل معقود على ان هذا المشروع يرى النور في القريب العاجل من خلال تولي دولة قطر تمويل هذا المشروع ومساعدة اليمن في كشف كنوزها الحضارية.

من جانبه قال د. يوسف عبد الله المستشار اليمني والمسئول عن المشروع من الجانب اليمني في ورقته التي عرض لها ان اهداف المشروع البحث والتنقيب في المواقع الأثرية اليمنية من اجل تطوير العلوم الأثرية والجهود السياحية في اليمن وتهيئتها لتكون في متناول عشاق الآثار، واضاف ان من هذه المواقع على سبيل المثال لا الحصر هجر ابوزيد (مدينة يهر) عاصمة الدولة الاوسانية، وبراقش (مدينة يثل) العاصمة الدينية لدولة معين، ومدينة معين (قرناو) عاصمة الدولة المعينية، ومدينة مأرب عاصمة الدولة السبئية، وتمنع (هجر كحلان) عاصمة الدولة القتبانية، مشيرا الى اهمية المشروع الذي يأتي في أوج مرحلة الزحف العمراني وتزايد التنمية الجارية في الاراضي المحيطة بتلك المواقع ناهيك عن عمليات السطو والاتلاف لمعالم تلك المواقع الأثرية.

* الشرق

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة سياحة وأثار