آخر الاخبار

رئيس مقاومة صنعاء الشيخ منصور الحنق يوجه مطالب عاجلة للمجلس الرئاسي بخصوص جرحى الجيش الوطني .. والمقاومة تكرم 500 جريح تفاصيل يوم دامي على الحوثيين في الضالع وجثث قتلاهم لاتزال مرمية.. مصادر تروي ما حدث في باب غلق بمنطقة العود اليمن تبتعث ثلاثة من الحفاظ لتمثيل اليمن في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته بجيبوتي قصة موت جديدة تخرج من سجون الحوثيين.. مختطف في ذمار يموت تحت التعذيب ومنظمة حقوقية تنشر التفاصيل واحصائية صادمة حملة إلكترونية لإحياء أربعينية مدير دائرة التصنيع الحربي اللواء مهندس حسن بن جلال تعطل كافة أنظمة السداد الالكتروني شركة الاتصالات اليمنية تليمن ويمن نت.. تفاصيل الاسباب قائد الأسطول الأمريكي يتحدث عن السبب الذي يجعل موعد انجاز مهمة القضاء على خطر الحوثيين بالبحر الأحمر غير معروفا حتى الآن؟ القيادي الحوثي يوسف المداني يعترف : كل عمليات التفجير لمنازل خصوم المسيرة تتم بتوجيهات عبدالملك الحوثي وهو من يحدد موعد التفجير- فيديو بخسارته من الإمارات 3-0.. هل تضاءلت فرص المنتخب اليمني في المنافسة؟ الحكومة تعد لمشروع لائحة جديدة تنظم أوزان نقل البضائع على الشاحنات

الهروب الكبير لسجناء القاعدة يثير أسئلة حول تقصير او تواطؤ

السبت 18 فبراير-شباط 2006 الساعة 03 مساءً / مأرب برس / صنعاء ـ من محمد الديلمي
عدد القراءات 4893

  أدي فرار 23 سجيناً من القاعدة في الثالث من شباط (فبراير) الجاري إلي ردود فعل إقليمية ودولية متباينة وضعت السلطة اليمنية في موقف حرج بسبب الغموض الذي اكتنف اكبر عملية فرار لمن يوصفون بـ أخطر أعضاء القاعدة . وقال اللواء مطهر المصري نائب وزير الداخلية اليمني خلال مناورة عسكرية يمنية ـ بريطانية مشتركه بدأت الخميس أؤكد علي أن التحقيق مستمر والأجهزة الأمنية ستتمكن من القبض عليهم .

وتعد المناورة العسكرية بالذخيرة الحية التي تنفذ عند أطراف الصحراء في اليمن رسالة طمأنة من الحكومة اليمنية إلي العالم بوجود مساعٍ تبذل لاستعادة أعضاء القاعدة الذين فروا عبر نفق حفروه من سجن في العاصمة صنعاء، بينهم متهمون بتنفيذ هجومين علي المدمرة الأمريكية (كول) لعام 2000 وناقلة النفط الفرنسية العملاقة (ليمبورغ) عام 2002. وافترضت صحيفة 26 ايلول المقربة من القصر الرئاسي في عددها الجمعة أن الفارين استخدموا الطريقة نفسها التي حاول 600 عراقي معتقل تنفيذها للهروب من أكبر السجون العراقية الذي تحرسه القوات الامريكية خلال شهر آذار (مارس) 2005.

وحاولت الصحيفة في عرضها لتفاصيل محاولة الهروب العراقية إبعاد الشبهة عن أي تقصير أو تواطؤ أو تشكيك في مصداقية الأجهزة الأمنية اليمنية. وقلل مسؤول أمني في حديث مع يونايتد برس انترناشونال من احتمال فرص العثور علي الفارين من أحد أكثر سجون المخابرات تحصيناً رغم التحقيقات التي طالت نحو 170 من المعتقلين علي ذمة الانتماء إلي القاعدة، لا زالت السلطات تتكتم علي نتائج سير التحقيقات معهم.

وكشفت برقية صادرة عن السفارة الامريكية في صنعاء إلي مقر وزارة الخارجية في واشنطن، نشرت تفاصيلها الصحف الأمريكية أمس استنتاجا بأن عملية الفرار لم تكن لتتم بدون تواطؤ وتسهيل من داخل جهاز المخابرات اليمنية ذاته، المسمي بالأمن السياسي. وقال مصدر يمني مطلع إن ما أصبح يطلق عليها عملية الهروب الكبير أدت إلي تدخل المخابرات الأمريكية والفرنسية في سير التحقيقات، وسط اتهامات أمريكية بضلوع مسؤولين في جهاز المخابرات اليمنية بتسهيل عملية الهروب. وأكد المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن السجناء الفارين هم من أبلغوا عن واقعة فرارهم، موضحاً أن محققين من مكتب التحقيقات الفدرالية الأمريكي الذي يمتلك مكتبا له في صنعاء، ومحققين فرنسيين شرعوا منذ يومين بإجراء تحقيق مشترك مع جهاز الأمن القومي.

وكانت واشنطن ساعدت اليمن قبل سنوات علي تأسيس جهاز مخابرات جديد رديف لجهاز الأمن السياسي هو جهاز الأمن القومي، بناء علي نصائح امريكية بأن الأمن السياسي قد يكون مخترقا من الموالين للتنظيمات الدينية.

وأدت تلك التطورات إلي حث السفارة الأمريكية لرعاياها في اليمن علي تعزيز إجراءات أمنهم وعدم التردد علي الأماكن المزدحمة، معتبرة أن الأمريكيين هم الأكثر عرضه للهجوم في اليمن.

وأقامت الشرطة اليمنية وقوات الجيش حواجز تفتيش علي الطرقات بحثا عن الفارين، ووزعت صورهم في الأماكن العامة. وفي سياق التشجيع علي المساهمة بعملية اعتقال الهاربين عرضت الحكومة اليمنية مكافأة نقدية تنوف عن خمسة وعشرين ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلي اعتقالهم.

ووصف مراقبون الطريقة التي تعامل بها اليمن مع الحادث بـ الهادئة والمتعقلة رغم أن الامريكيين حركوا قطعا بحرية في المياه الدولية اليمنية بنيّة استفزاز اليمن، ودفعها للقبول بأية تدخلات امريكية، لكن الأمر لم يجر علي هذا النحو. وقال عدد من صيادي البحر الأحمر وخليج عدن إن زوارق بحرية امريكية تتبع سفنا حربية تتخذ من قاعدة بجيبوتي مركزاً لها زادت من عمليات التمشيط والمراقبة للسفن والمراكب التي تبحر من الموانئ والمراسي اليمنية وأجبرت بعضها علي التوقف لتفتيشها في عرض البحر.

واستمرارا للانتقادات الامريكية الموجهة لليمن طالب عضوا مجلس الشيوخ الامريكي كارلين ليفن وتشارلز شومر بمعرفة ما إذا كانت الأجهزة الأمنية اليمنية مخترقة من القاعدة، في وقت أشار بيان لوزارة الدفاع الامريكية إلي أن سفنهم تراقب المياه الدولية علي طول السواحل اليمنية لمنع هروب الفارين واعتقالهم.

وفرضت السعودية حالة طوارئ علي حدودها مع اليمن خوفا من تسلل الفارين الـ 23 إلي المملكة وعززت من مراقبتها للحدود اليمنية التي تشكو من تسرب سلاح ومتسللين عبرها، في حين أعلن وزير الداخلية اليمني الدكتور رشاد العليمي أن صنعاء سلمت الرياض خلال الفترة الماضية 69 من أعضاء القاعدة تمكنوا من التسلل إلي الأراضي اليمنية العام الماضي.

ولم تُكشَف أي معلومات عن نتائج استدعاء النيابة الجزائية رئيس ووكيل جهاز الأمن السياسي (المخابرات) والتحقيق معهم، إلا أنه تتردد توقعات بتغييرات محتملة في الجهاز امتصاصاً لجزء من السخط والانتقاد الخارجي.

وأيّاً تكن طريقة الفرار فإنها تحيل الموضوع إلي السؤال نفسه الذي أثارته عملية فرار سابقة في عدن، وعن مدي وجود مراكز نافذة داخل الجهاز الأمني والحكومي مرتبطة بعمليات الفرار ومتورطة بعلاقات واسعة مع عناصر تنظيم القاعدة في اليمن.

وكانت صحيفة 26 ايلول نفسها ذكرت أن 13 من الفارين الـ 23 هم من المتهمين بحادثة تفجير المدمرة الامريكية (كول) وناقلة النفط الفرنسية (ليمبورغ)، بينهم جمال البدوي، المتهم الثاني في قضية (كول)، وهو نفسه الذي قاد عملية الهروب السابقة لمتهمي (كول) من سجن عدن بعد حفره مع 8 من رفاقه منفذا داخل دورة مياه السجن. ورأي المعارض اليمني عبد الله سلام الحكيمي أن تكرار الحادثة بالتفاصيل والأشخاص أنفسهم يعزز الشكوك بوجود دعم لوجستي علي مستوي عال، توفره مراكز داخل النظام اليمني انطلاقاً من مصالح غير واضحة تماما. وكانت صنعاء استجابت خلال الأعوام الفائتة لطلب امريكي بالتحقيق مع بعض قيادات عسكرية يمنيه من خلال لجنة تحقيق تابعة للمخابرات الامريكية، وقد تم التحقيق بالفعل إلا أن نتائجه لم تعلن. وقال مراقبون إن الغموض ما يزال يكتنف الملفات المتعلقة بالقاعدة بشكل عام، وتضيف حوادث الفرار ألغازاً أخري إلي سلسلة الألغاز التي تحيط بطبيعة نشاط القاعدة في اليمن والتعامل الحكومي معه، وأيضاً استحقاقات التحالف الرسمي مع الحملة الدولية في حربها علي الإرهاب.

عن / القدس العربي

 

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن