متكي في المنامة: لن نعتذر ولم نرد يوماً على تهجمات الصحافة البحرينية .. اتهامات إيرانية جديدة لـ "شيوخ العرب": سنحول الخليج الفارسي إلى خليج من الدماء

الإثنين 16 يوليو-تموز 2007 الساعة 01 مساءً / مأرب برس - متابعات
عدد القراءات 6021

واصل حسين شريعت مداري (مستشار مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي) في ركن "مفكرة اليوم" في صحيفة كيهان دفاعه عما قال إنه حق إيران التاريخي المدعوم بالوثائق في جزر أبو موسي وطنب الصغرى والكبرى وشبه جزيرة البحرين.

 وحمل شريعت مداري -وهو المدير العام للصحيفة- على ردود الأفعال التي عبر عنها عدد من الصحف العربية وخاصة الخليجية بشأن هذه القضية، وقال إن تلك الردود لو تم جمعها لخرجت في مجلدات كبيرة مؤكدا أنها بدل أن ترد بالوثائق وسرد الحقائق ردت بالسباب.

 وأضاف أن ردود الأفعال العربية تقتضي إعادة التأكيد على مجموعة من النقاط أولها أن كيهان دعمت ما أوردته بالوثائق التي تثبت حكم إيران للجزر الثلاث طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى.

 وقد أكدت الوثائق من ضمن ما أكدته -حسب الكاتب- أن البحرين كانت لعقود سابقة إحدى محافظات إيران وأنه تم فصلها بعد أخذ ورد جرى بين شاه إيران محمد رضا بهلوي وحكومتي أميركا وبريطانيا. وتساءلت الصحيفة إن كان يمكن إنكار هذه الوقائع تاريخيا.

 وحمل الكاتب على مجلس التعاون الخليجي وقالت إن عمر أي دولة فيه لا يصل إلى مئة عام، مشيرا إلى أن تلك الدول بادرت بالشتائم بدل أن تقدم الشكر والتقدير لإيران التي اعترفت باستقلال البحرين بكل رحابة صدر رغم خيانة الشاه بشأن ذلك الموضوع.

 واعتبر أنه من العجيب أن يتم التغاضي عن كل الاتهامات والأكاذيب التي تمتلئ بها صحف مجلس التعاون الخليجي ضد إيران، مستدلا بما قال إن صحيفة سعودية أوردته من ادعاءات وصفتها كيهان بأنها مضحكة بخصوص الأهواز، في حين يتم التعامل مع وجهة نظر موثقة لصحيفة إيرانية بأنه ذنب لا يغتفر.

 ورأى شريعت مداري أن مطلب الإمارات بشأن إعادة الجزر الثلاث ادعاء أحمق أجوف لا يملك أي مستند قانوني، وأن دول مجلس التعاون الخليجي تلجأ إلى الصراخ والفوضى للفرار من الواقع ولأنها تخاف من فتح حديث جدي مدعوم بالوثائق والأبعاد القانونية.

 وقال إن هذه الدول في الوقت الذي تهاجم فيه إيران صمتت وتصمت أمام ادعاء دولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل، كما لم تنبس ببنت شفة عندما أعلن بوش بعد أحداث سبتمبر/ أيلول 2001 أنه سيحدث تغييرا جغرافيا سياسيا في المنطقة.

 ووجه الكاتب إلى مجلس التعاون سؤالا حول معنى إصراره في بياناته الختامية على تأكيد حق دولة الإمارات في الجزر الثلاث إذا كان يحترم القانون والوثائق الدولية التي تؤكد حق إيران في الجزر الثلاث وفي البحرين أيضا.

 وقال موجهة خطابه إلى دول المجلس "يستحيل أن تخرج الجزر الثلاث من السيطرة الإيرانية، فلماذا لا تتوقفون عن ترديد هذه المسخرة؟".

 وختم شريعت مداري بالقول إن إيران تقاوم الظلم والطغيان منذ 28 عاما، وإن الثورة الإسلامية بنظر الكثير من المسلمين ليست محصورة في إيران، وذلك لأن الإسلام كما تراه الجمهورية الإسلامية وعلى عكس رؤية بعض دول مجلس التعاون الخليجي، أكبر من العرب والترك والكرد وغيرهم.

هذا وارتفعت حدة التصريحات الايرانية المعادية لدول الخليج بشكل عام وللبحرين على الخصوص امس بعد انضمام الاصلاحيين في طهران الى المتشددين منهم مهددين بتحويل »الخليج الفارسي« الى خليج من الدماء, في وقت كان وزير الخارجية الايراني في المنامة منوشهر متكي يحاول التقليل من ادعاءات صحيفة »كيهان« ومديرها حسين شريعتمداري(مستشار مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي).

وفيما عاود شريعتمداري التطاول على سيادة دولة خليجية في مقال له امس زاعما »ان موقف كيهان يمثل آراء العديد من الشعبين الايراني والبحريني«. انضمت الى مزاعمه صحيفة »اعتماد« الاصلاحية التي يملكها رئيس البرلمان السابق مهدي كروبي والتي كتبت في مقالها الافتتاحي امس : »اذا كان هناك خطر يهدد شبرا من تراب اراضينا, سيتحول الخليج الفارسي الى خليج من الدماء, حيث من المحتمل ان تشهد المنطقة تحولا و تغيرا. وفي مثل وقوع هذا الامر ستتضرر دول المنطقة والاكثر منها الدول العربية الصغيرة. فعلينا ان نكون يقظين وألا نتلاعب مع ايران لانها كاللعب مع ذيل الاسد«.

وتحت عنوان »كلام مع الشيوخ العرب« قالت صحيفة »اعتماد«: »عندما تواجه ايران في شأنها وموقعها الدولي والامني, تحديات او تهديدات في المجتمع الدولي تسعى بعض الحكومات العربية لانتهاز الفرص وتظهر ردود فعل غير طبيعية في رأس سياساتها الخارجية كتلك التي تخص قضية الجزر الايرانية دوما في الخليج الفارسي«.

كما تطرق المقال الافتتاحي الى تاريخ انشاء مجلس التعاون الخليجي ومساندته لنظام صدام في حربه مع ايران زاعما: »ان هذا الخطأ ادى الى احتلال صدام للكويت و تشتيت زعمائها كلاجئين وهذا كان مكافأة لتلك المساندات. كما ان الخطأ الثاني للساسة العرب تزوير مفردة »الخليج العربي« الخاطئة حيث عليهم ان يعلموا ان اسم هذا الخليج سيبقى دوما في التاريخ »فارسي« ولم تكن هذه التحريفات التاريخية والسياسية الا أداة بيد اعداء الاسلام والاستقرار والامن والشعوب في المنطقة«.

وتابع المقال ادعاءاته: »ان الخطأ الآخر لهؤلاء الساسة الحديثي العهد هو تكرار امور مزورة وخاطئة حول الجزر الايرانية. فعلى هؤلاء الساسة ان يقرأوا التاريخ قليلا حيث اذا ركزنا على التاريخ و الجغرافيا ستتضرر العديد من الدول, فالجمهورية الاسلامية هي وريث لحكومات عتيدة وامبراطوريات كبيرة, حيث لم تزول حتى الان خرائط الامبراطوريات الاخمينية والاشكانية والساسانية والصفوية والافشارية و حتى الزندية والقاجارية.. فالشعب الايراني العظيم لم تكن له اي ادعاءات تجاه اي شبر من الدول - الامم الاخرى لكن اذا ارادوا ان يفتحوا ملف الجزر الايرانية فمن الطبيعي الا تبتهج دولة البحرين العربية بذلك لان سوابق الاثنين مرتبطتان«.

وامتدت انتقادات المقال لزيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد لدولة الامارات منوها بان اي من الرؤساء الايرانيين لم يزوروا هذا البلد.

في غضون ذلك, وبينما التقى الاصلاحيون مع المتشددين على التطاول على دول الخليج عاد مدير مؤسسة كيهان الصحافية امس ليدافع عما كتبه الاثنين الماضي مستندا إلى الوثائق التي نشرتها وزارة الخارجية البريطانية بعد 30 عاما, مدعيا: »وفقا لهذه الوثائق المتقنة ان البحرين كانت جزءا من الاراضي الايرانية لكن ممثلي الحكومة الايرانية في عهد الطاغوت (الشاه السابق) منحوا هذه المحافظة الايرانية, حيث لم يحق لهم ذلك«.

الى ذلك قال شريعتمداري في مقابلة مع وكالة الطلاب الايرانية »ايسنا«: صحيح ان هذا (مقال يوم الاثنين) موقفي لكنه موقف العديد من الناس في داخل ايران و في دولة البحرين ايضا.

وزعمت صحيفة »كيهان« في عددها الصادر امس: ان العديد من الناس في ايران و البحرين اشادوا بمقال كيهان الافتتاحي الصادر الاثنين الماضي وذلك بارسالهم رسائل قصيرة بالنقال و البريد الالكتروني مؤكدين ان على الجمهورية الاسلامية ان تتخذ موقفا هجوميا ازاء الادعاءات الواهية لبعض دول »الخليج الفارسي« وان تدافع عن حقها المطلق.

وفي موقف يختلف عن هؤلاء, اكد مساعد وزارة الخارجية لشؤون الدول العربية والافريقية محمد رضا باقري تعزيز وترسيخ العلاقات بين ايران والبحرين وقال ان اثارة التوتر في العلاقات بين طهران والمنامة ليس لصالح البلدين والمنطقة.

واشار باقري امس في حديث مع مراسل »ارنا« الى زيارة وزير الخارجية منوشهر متكي الى البحرين وقال ان سياسة النظام ووزارة الخارجية تأتي في اطار عدم التوتر في العلاقات مع دول »الخليج الفارسي«.

وقال ان زيارة متكي الى البحرين لم ترتبط بالقضايا الاخيرة وانها كانت مخططة من قبل. مشيرا الى ان النظرة السياسية والتنفيذية تختلف عن النظرة الاعلامية اذ ان النظرة الاعلامية هي اعلام وجهات نظر الاصدقاء لكن نظرة وزارة الخارجية مبنية على تعزيز العلاقات مع دول المنطقة.

واشار الى الجهود التي تقوم بها وزارة الخارجية لاقرار المودة بين ايران ودول الخليج وان زيارة متكي الى البحرين تأتي في هذا الاطار مؤكدا استمرار اللقاءات وتبادل وجهات النظر بين الجانبين.

كما اشار باقري الى المواقف غير الودية التي تطرح من قبل الصحف البحرينية وبعض دول المنطقة في هذا المجال مؤكدا ان نتائجها تكون لصالح العدو المشترك للبلدين.

وقال باقري ان اثارة الفتن والفرقة بين المسلمين مدرج اليوم على جدول اعمال الولايات المتحدة الاميركية والكيان الصهيوني ولهذا فعلى صحف المنطقة ان تتجنب طرح مثل هذه المواضيع.

وفي سياق زيارة متكي الى المنامة, اكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد ال خليفة ونظيره الايراني عمق العلاقات الثنائية بين البلدين ووصفاها بأنها »حميمة وأخوية«.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده وزير الخارجية البحريني مع نظيره الايراني الزائر امس تركز على الادعاءات الايرانية بشأن سيادة البحرين واستقلالها التي وصفها الشيخ خالد بأنها »استفزازات مغرضة«.

وقال الشيخ خالد ان مملكة البحرين »تلقت تطمينات من القيادة الايرانية وتأكيدات على حميمية العلاقات بين البلدين« مؤكدا أن الجانبين أظهرا الرغبة الكبيرة في دفعها الى الامام على مختلف الاصعدة والميادين.مشيرا الى أن الزيارة الحالية لنظيره الايراني جاءت لوضع النقاط على الحروف بشأن ما اثير من لغط في الصحافة وتداعيات التصريحات الايرانية التي مست سيادة البحرين واستقلالها.

واكد أن العلاقات التي تجمع الجانبين اكبر من ان تمس او يطالها المغرضون, مشيرا الى ان المحادثات خلصت الى ضرورة عقد اجتماع للجنة المشتركة بين البلدين في المستقبل القريب للبحث في سبل تطوير العلاقات بين الجانبين في شتى المجالات.

من جانبه قال وزير الخارجية الايراني »اننا نعي أهمية العلاقات المشتركة التي تربطنا بدول الخليج وبخاصة البحرين«.مشيرا الى أن التوتر لا يخدم مصلحة البلدين وهو ينعكس بصورة سيئة على كلا الجانبين اذ أن ما يضر البحرين سيضر ايران والعكس صحيح.

واضاف »لسنا هنا لتقديم اعتذار فبما اننا لا نطالب الصحف المحلية بتقديم اعتذار حين التطرق الى الشؤون السياسية فليس من الواقعي أن نقدم نحن كجهة رسمية الاعتذار عما تكتبه الصحافة«.

في غضون ذلك أعرب رئيس البرلمان العربي الانتقالي محمد جاسم الصقر عن دهشة واستغراب البرلمان العربي لما ذكرته صحيفة »كيهان« الإيرانية من أن البحرين جزء من الأراضي الإيرانية.

وأكد الصقر في بيان وزعته الجامعة العربية امس »أنه في الوقت الذي تبذل فيه الجهود العربية الصادقة والمخلصة لتوطيد أواصر العلاقات مع إيران والعمل على تقريب القواسم المشتركة معها, يأتي هذا الادعاء غير المبرر ليؤثر بالسلب على تلك الجهود«.

ودعا رئيس البرلمان العربي إيران إلى المبادرة بنفي هذا التصريح احتراما لمبدأ حسن الجوار, وحفاظا على علاقات الصداقة والتعاون مع العالم العربي, والتزاما بقرارات الأمم المتحدة التي أكدت بشكل قاطع على عروبة مملكة البحرين وسيادتها واستقلالها الوطني.