أمية الحاسوب في اليمن تتلاشى أمام رغبة الحكومة واندفاع الموطنين نحو التعلم

الخميس 31 مايو 2007 الساعة 06 مساءً / مأرب برس - مهدي البحري - وكالة سبأ
عدد القراءات 4193

اعتبر مسئولين في وزارتي الاتصالات والتربية والتعليم وجهاز محو الامية مشروع محو الأمية الأبجدية الذي تبنته وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بداية الطريق نحو محو الأمية الالكترونية وامية الحاسوب للدفع قدما بعجلة التنمية الاقتصادية..مؤكدين على ضرورة تبني الجهات والمصالح الحكومية مثل هذه المبادرات للتخلص من الأمية الأبجدية.

وأوضحوا ان اعلان وزارة الاتصالات كأول وزارة خالية من الامية الابجدية سيعمل على لفت انظار الناس الى اهمية محو الامية وما يترتب عليه من مضاعفة الانتاج ورفع الوعي والعائد الاقتصادي ،لان التعليم يمثل النافذة الهامة للانطلاق واستشراف المستقبل .

ويرى وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس كمال حسين الجبري الامية ابرز عوائق التنمية الاقتصادية والاجتماعية .. مشيرا الى انه لا يمكن الحديث عن تقنية المعلومات ومحو امية الحاسوب ولدينا أمية ابجدية.

وقال " ستظهر نتائج هذا العمل من خلال مضاعفة الانتاج وتحسين الاداء والوعي، وكذا العائدات الاقتصادية ،فالتعليم يمثل النافذة الهامة للانظلاق للمستقبل بكافة تقنياته ".

واكد ان السبب الرئيس للجهل الذي يقود إلى اعمال خارجة عن القانون يتمثل في الامية ، فجهل القائمون بكيفية طرح آرائهم ومتطلباتهم يدفعهم للقيام بأعمال تضر بالوطن والمواطن على حد سواء ".

وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالسلام الجوفي يصف محو ابجدية العاملين لدى وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والجهات التابعة لها بالبادرة المتميزة والنادرة.. ويقول " هذا المشروع ناجحا ونموذجيا ، وستعمل وزارة التربية والتعليم حاليا على الاعداد لإعلان مدينة عدن خالية من الامية كأول مدينة يمنية ".

واكد الجوفي أن التعليم مفتاح لكل الاعمال الجيدة والمتميزة، وان لايمكن اطلاقا الحديث عن تنمية اقتصادية في ظل وجود الامية .

فيما يشير رئيس جهاز محو الامية وتعليم الكبار احمد عبدالله الى أن اعلان وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات خالية من الامية يعد شرفا كبيرا لكافة المنتسبين للوزارة والجهات التابعة لها .. منوها بأن هذا العمل يأتي تتويجا لأول لقاء عقد في ابريل 2006 عند تدشين المشروع.

وكشف رئيس الجهاز أنه يجري حاليا الإعداد لتنفيذ مشروع مماثل لمحو الامية في القوات المسلحة .

ويلفت رئيس لجنة محو الامية بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات عبدالكريم الآنسي الى ان المشروع خطوة ايجابية ورسالة مشتركة مع وزارة التربية والتعليم وجهازمحو الامية تنطلق من خدمة قضايا المجتمع .. مؤكدا ان المشروع نجح رغم الصعوبات التي اعترضها نتيجة لتظافر الجهود التي عملت على انجاحه وتحقيق الهدف السامي منه.

ويؤكد مدير عام الاعلام والعلاقات بالمؤسسة العامة للاتصالات يحيى محمد المطري ان الامية الابجدية كانت عقبة تم إزالتها للاتجاه نحو استخدام التقنيات الحديثة وجهاز الحاسوب والرقي بقدارت الموظفين، والذي تسعى وزارة الاتصالات من خلاله لتوفير متطلبات النهوض الحديث.. منوها بأن نجاح هذا المشروع سيدفع الوزارة الى البدء بمشروع محو امية الحاسوب.

ويقول المتحرر من الأمية جمال اليمني "44 عاما" يعمل سائق بوزارة الاتصالات " استفدت من المنهج وتعلمت اشياء كثيرة اهمها ان اتعلم للحياة فالحياة بلا علم لا طعم لها ولا لون ، وانصح كل الاميين أن يلتحقوا بفصول محو الامية فالتعليم افضل من الجلوس في اوحال الظلمة" ..ويشاطره الراي زميله حسن الشميري الذي يؤكد انه متفائل بحصوله على شهادة التحرر من الامية.

ويشير الى ان الظروف الصعبة في بداية حياته هي التي حالت بينه وبين التعليم .. مؤكدا انه سيواصل دراسته والحصول على شهادة اكبر .

وقال " اتمنى ان يرى كل الاميين النور وان يتعلموا ليشعروا بالفرق بين الجهل والعلم ".

وتعتبر حوريه الكهالي متحررة من الامية وأم لثلاثة اولاد تعمل بمدينة التكنولوجيا مشروع محو الامية بالنسبة لها فرصة العمر التي اتت على طبق من ذهب ..موضحة ان تعليم الفتاة في قريتها كان عيبا.

وقالت " ساواصل مشوراي فلم يعد هناك شيئ صعب بعد ان كسرت حاجز الامية الذي فرضته علي الاعراف والتقاليد".

وتوافقها سعود العريف متحررة من الامية و احدى العاملات بالمؤسسة العامة للاتصالات .. مشيدة بجهود الوزارة في توفير هذه الخدمة لمن في مثل ظروفها .. واشارت الى ان العام الذي قضته في برنامج محو الامية تطلب منها القراءة الدائمة والتعليم المستمر واستفادت كثيرا خلال ذلك وشعرت بالفرق بين الجهل والامية كما تقول.

الامر الذي سيجعلها حسب تعبيرها الى مواصلة ذلك حتى بمعاونة اولادها في البيت حتى لاتفقد ما تلعمته .