اعتذر رئيس تحرير صحيفة "مجازينت" النرويجية المسيحية للمسلمين يوم الجمعة عن نشر رسوم تسخر من النبي محمد اثارت ضجة شملت احراق السفارة النرويجية في سوريا.

وعقب تقديم الاعتذار قام فيبيورن سيلبيك الذي دافع في البداية عن نشر الرسوم في العاشر من يناير كانون الثاني بوصفها تعبيرا عن حرية الرأي بمصافحة احد زعماء المسلمين في النرويج الذي قال انه يعتبر ان الجدل قد انتهى. وقال سيلبيك في مؤتمر صحفي "اتحدث شخصيا بنفسي الى المجتمع الاسلامي لاقول انني اسف بسبب جرح مشاعركم الدينية." وتابع "لم نكن نقصد قط الاساءة الى احد."

واضاف "باعتباري رئيس تحرير.. لم أكن أدرك كم هو مؤلم نشر هذه الصور لذلك اعتذر اليوم عن ذلك."

وقال ايضا انه "يأسف بشدة" لما سببه ذلك من ضيق وكدر للمسلمين.

وكان سيلبيك من بين اول من اعاد نشر الرسوم الكاريكاتيرية التي ظهرت العام الماضي في صحيفة يولاندس بوستن الدنمركية وقال في البداية انه ليس هناك ما يدعوه للاعتذار. ويقول انه تلقى اكثر من 20 تهديدا بالقتل عبر البريد الالكتروني. واضرم الاف المتظاهرين السوريين النار في سفارتي النرويج والدنمرك في مطلع الاسبوع وتعرضت القوات النرويجية في افغانستان لهجوم من متظاهرين. واحرقت اعلام نرويجية في مظاهرات فلسطينية. وكان سيلبيك قد تراجع جزئيا الاسبوع الماضي عندما قال انه لو كان يعلم بردود الفعل التي ستنجم عن نشر تلك الرسوم التي تصور احداها النبي محمد وهو يرتدي عمامة على شكل قنبلة ما نشرها. ورحب المجلس الاسلامي في النرويج باعتذار سيلبيك وقال اعضاؤه انهم سيوفرون له الحماية.

وقال محمد حمدان رئيس المجلس الذي صافح سيلبيك عقب مؤتمر صحفي مشترك استضافه وزير العمل والاندماج الاجتماعي النرويجي بارني هاكون هانسين "اي شخص يمسه كأنه مسنا نحن."

واضاف "اعرف ان عنده ابناء في مثل عمر ابنائي. اريد ان يكبر ابناؤه مع ابنائي ويعيشون سويا في سلام ويصبحون اصدقاء." وقال "نبينا محمد قال ان "كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون."

واشاد هانسين بالمصالحة التي توصل اليها سيلبيك وحمدان. وقال "عندما يبني هذا الشخصان جسورا فهي تهييء اساسا للمصالحة والامل في ان يحذو حذوهم الاخرون."

رويترز