قطاع الشباب بعيون المختصين.. عشوائية وارتجالية ومكان لقبر المخصصات المالية

الأربعاء 09 أكتوبر-تشرين الأول 2013 الساعة 10 مساءً / صحيفة مأرب برس- عاصم النهمي
عدد القراءات 2699
حاولت مراراً وتكراراً ومن خلال عدة نقاشات مع زملائي من صحفيين ونقاد وموظفين ورياضيين أن أبين ما مدى فائدة قطاع الشباب بوزارة الشباب والرياضة وماهي الأنشطة التي يقيمها ومتى يزاولها وكم هي حجم الميزانية المخصصة له من الحكومة ولكني لم أحصل على جواب مشجع الجميع يجيب بأن وجود هذا القطاع مثل عدمه لأن نشاطه لايوازي حجم الدعم المخصص له وبعد ذلك قررت أن أقوم بعمل استطلاع لأخذ رأي موظفي هذا القطاع وبعض موظفي الوزارة عن هذا القطاع ولماذا تدهور العمل فيه مقارنة بالسابق ومن هو السبب وماهي الحلول وخرجت بالعديد من الآراء والتي قد تفيد في انتشال هذا القطاع من نومه وسباته العميق.. وفي المقابل عندما وصلنا القطاع وجدناه خاويًا على عروشه ولم نتمكن من الحديث مع الوكيل أو أحد من موظفي مكتبه والسبب أنهم غائبون:

عشوائية وارتجالية..


بدايتنا كانت مع الزميل الصحفي عدنان مصطفى والذي قال بأن قطاع الشباب فشل في خدمة قضايا الشباب وهو قطاع غير فعال تماما ولا يبحث تماما عن الأنشطة التي تخدم الشباب ويبحث دائما عن أنشطة لا تخصه كالمخيمات الكشفية واحتفالات إيقاد الشعلة.

ويضيف: بسبب قيادة هذا القطاع تحول عمله إلى عشوائي وارتجالي وبدون خطط أو برامج أو آليات وأصبح كل همهم هو البحث عن الفعاليات الوهمية والتي لا تتعلق بقضايا الشباب مطلقا ومن يريد أن يتأكد من فشل هذا القطاع فلينظر إلى فشله في تنظيم المراكز الصيفية والتي أصبحت عديمة الجدوى والفائدة.

ويؤكد: من أجل انتشال هذا القطاع من سباته العميق يجب على القائمين عليه وضع الخطط والبرامج والبحث عن القضايا التي تهم الشباب ومعالجتها بدلاً من الخوض في أمور لا تخصهم ولاهي من شأنهم.

القطاع ميت اكلينيكيا ومن الصعب مقارنته بالماضي


من جانبه يرى محمد عبدالإله السياغي موظف في مكتب الوكيل المساعد لقطاع الشباب بأن قطاع الشباب بوزارة الشباب بعيد كل البعد عن قضايا واهتمامات الشباب ولو رجعنا إلى الماضي لعمل المقارنة سنرى فرقا كبيرا في القيام بالأعمال والواجبات على القطاع.

مراكز وهمية


ومن ناحية المراكز الصيفية كانت تقام في جميع المحافظات وكان لها أثر ملموس في جميع المحافظات وكانت فترتها الزمنية كبيرة وكانت تصاحبها الكثير من الفعاليات رغم قلة الميزانية مقارنة بالوقت الحالي، أما الآن أصبحت في مراكز داخلية ومدة لا تتجاوز الأسبوع وتصرف لها ميزانيات هائلة والغرض منها الظهور الإعلامي لقيادات القطاع أكثر من الاهتمام بالشباب واحتوائهم بحسب قوله.

 ويضيف في الماضي كان جميع شباب محافظات الجمهورية يشاركون في إيقادها ويخيمون قبلها لمدة عشرة أيام أما الآن فلا وجود لهذا الكلام رغم وصول حجم الميزانية إلى فوق ال30 مليون وتقلص عدد الشباب المشاركين فيها ولا وجود لأبناء المحافظات الأخرى.

قطاع لجني الأموال فقط


ويواصل: للأمانة قطاع الشباب ميت اكلينيكيًا سريرياً بفضل قيادته الحالية وأصبح قطاعا مهمشا وكل غرض قيادته جني الأموال من الشركات والمنظمات والهيئات الحكومية.. مضيفا: لدي تساؤل ماذا فعل قطاع الشباب لشباب الثورة والذين هم مهمشون لا وظائف ولا دورات ولا تأهيل؟ مضيفاً: نريد أن نحصل من هذا القطاع على جواب ماذا قدمتم أو أنجزتم من عمل على أرض الواقع غير الورق والمشاريع الوهمية ورصد الميزانيات الهائلة؟.

على الجهات الحكومية التدخل ومحاسبة الفاسدين


 ويذهب علي الماوري وهو موظف في وزارة الشباب والرياضية إلى مدى أبعد وهو مطالبة الجهات الحكومية المختصة كوزارة المالية وهيئة مكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بمساءلة ومحاسبة قيادة قطاع الشباب بسبب الفساد والعبث المالي الكبير الذي يعج به هذا القطاع .

تهميش موظفي الوزارة والقطاع


 ويصف الماوري هذا القطاع بالميت لأن نشاطاته ميتة وهي مجرد حبر على ورق بحسب قوله.. وأكبر دليل هو إيكال مهام إدارية وفنية لأنشطة المراكز الصيفية والكشافة لغير موظفي الوزارة والمقربين من وكيل القطاع..

 ويدلل الماوري على فساد القطاع والعشوائية التي تدار به بما كان يقوم به مع زملائه عندما كان محاسبا ماليا لجمعية الكشافة وكيف كانت تدار بمبلغ 11 مليون تذهب منها 2 مليون للمرشدات والباقي للكشافة ونقوم بعمل مخيمات بها والآن نتفاجأ بصرف 35 مليون للكشافة والمرشدات لكننا لم نجد الفعالية في القيام بها ولا نعرف أين ذهبت تلك المبالغ سيما وأننا نسمع كثيرا عن شكوى رؤساء اللجان في المخيم الكشفي من عدم صرف المخصصات الخاصة بهم.

الوكيل دمر العمل الإداري


 وبحرقة شديدة يؤكد الموظف نبيل الفضلي أن قطاع الشباب بوزارة الشباب والرياضة دمر عندما عين عبدالرحمن الحسني وكيلا له .. مبينا أن الفساد بلغ أوجه في هذا القطاع فمدير مكتب الوكيل هو السكرتير هو المحاسب هو أمين الخازن هو المحاسب هو المراسل هو المصور وموظفو القطاع بلا أعمال .

ويضيف: تورد مبالغ مالية كبيرة من المالية إلى القطاع ولا يبان لها أثر لانعرف أين هي.. الفساد هنا كثر فمثلا أوبريت المراكز الصيفية اعتمد له 250 ألف ريال وتم رفعه إلى 2500000 والقرطاسية رفع ميزانيتها من 70 ألف إلى 700 ألف وهناك مشتريات باسم القطاع لا يعرف أين مصيرها. ويتساءل ميزانية هائلة تصرف للقطاع لكن هل ينفذ بها القطاع أنشطة هل نرى لها نتائج على أرض الواقع؟، قطاع الشباب معطل عديم جدوى.. الموظف أصبح صامتا وبدون عمل وغير قادر على الكلام لأن الحافز سينقطع أو الترقية ستهرب من بين يديه.

ضرورة تدخل الجهات المختصة


ويختم كلامه بالمطالبة بمحاكمة قيادة هذا القطاع في نيابة الأموال العامة بسبب الفساد المالي والإداري الذي يتخلل القطاع.. كما طالب رئيس الجمهورية بإقالة الفاسدين في قطاع الشباب وإحالتهم إلى المحاكم حتى ينالوا جزاءهم.. قطاع الشباب مات يا رئيس رعى الله أيام زمان .

الوكيل المساعد قطاعنا لا يحمل من اسمه نصيباً وابحثوا عن السبب


وباختصار شديد يقول وكيل قطاع الشباب المساعد أحمد العشاري إن دور قطاع الشباب في رعاية الشباب وتمكينهم وتثقيفهم وتنمية مهاراتهم والاهتمام بهم لكن هذا لا يوجد من الأساس داعياً قيادة الوزارة إلى البحث عمن هو المسؤول عن هذا التدهور .

انتهجوا العمل المؤسسي


من جهته يتمنى الموظف بقطاع الشباب عزيز الماوري من وكيل قطاع الشباب تحريك الركود فيه من خلال اعتماد اللازمة التي تقدم إليه من الإدارات العامة في القطاع من أجل تفعيله مؤكدًا بأنه لو كان العمل المؤسسي هو الطاغي لكان القطاع حاليًا يعمل بشكل منتظم وسلس.. مضيفًا بأن الإدارات العامة تتقدم بخطط سنوية وطموحة لكنها لا تلقى الدعم اللازم بتشغيل البرامج الخاصة بها. ويتمنى الماوري من قيادات الوزارة أن تلتفت لقطاع الشباب وتساويه مع قطاع الرياضة من كل النواحي لأنه المعني برعاية شباب الجمهورية وتحقيق طموحاتهم .

فشل وصفر على الشمال


 من جانبه يقول رياض العميسي بأن قطاع الشباب لا ينظم أي أنشطة ونشاطاته موسمية فقط وهو لا ينظم إلا اليوم الوطني للطفولة والشباب في كل سنة ونشاط المراكز الصيفية وهذا قليل مقارنة بحجم الميزانية التي يتقاضاها. ويضيف بأن قطاع الشباب فاشل في تنفيذ كل المهام المناطة به واصفا إياه بأنه صفر على الشمال وحمل وكيل القطاع والموظفين فيه مسؤولية التدهور.

قطاع الشباب يخدم مصالح أشخاص معينين

موظف فضل عدم ذكر اسمه قال بأن قطاع الشباب ووكيله لا يستوعبون مدى حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم لأنهم لايملكون المؤهلات التي تمكنهم من تلمس قضايا الشباب والوقوف عليها وتصحيحها وتطويرها ومعالجة كل الاختلالات فيها.. مضيفًا بأن قيادة القطاع لا تهمها مصلحة الشباب ومايهما هو مصالح أشخاص معينين فقط مبينا أن الحلول لكل الاختلالات في هذا القطاع تكمن في الحصول على كادر إداري مؤهل لا تهمه إلا مصلحة شباب الوطن فقط .

محاصصة ومقاسمة


ويرى أسعد العماد وهو من شباب الثورة الشعبية الشبابية السلمية بأن قطاع الشباب لم يقدم شيئاً لشباب الثورة ولم يشاهدوا منه شيئاً سوى المحاصصة والمقاسمة لأناس معينين والجميع يعرف منهم ولا داعي للتسمية .

فساد المراكز الصيفية تبين عشوائيتهم

ويعتقد عمرو الأغبري شاب وموظف في القطاع الخاص بأن قطاع الشباب عديم الفائدة وكل هم القائمين على هذا القطاع هو جباية الأموال والجميع يعرف مدى الفساد الكبير الذي يحصل من وراء مايسمى بالمراكز الصيفية والتي أصبحت عديمة جدوى .

الوزير يطلب تشكيل لجنة لمحاسبة القطاع


وتواصلا لفساد هذا القطاع  وجه وزير الشباب والرياضة خطاب الى وزارة المالية تضمن طلب تشكيل لجنة من وزارة المالية لفحص ومراجعة وثائق المخيم الوطني للكشافة وحفل إيقاد الشعله 2013 م  .
الجدير بالذكر أن المبلغ المخصص للمخيم الكشفي وحفل إيقاد الشعله ( 25 مليون ريال ) لم يتم توريده الى حساب الوزارة على غرار السنوات الماضية ، بل قامت وزارة المالية بتوريد المبلغ الى حساب قطاع الشباب الذي يرأسه عبدالرحمن الحسني ، الذي قام بتعيين مدير مكتبه امين صندوق أثناء سير المخيم ، وكان من المفترض أن لا يتم صرف المبلغ الا بنظر وتحت مسؤولية جمعية الكشافة التي لديها مسؤول مالي وأمين صندوق  .

تعالوا بعد العيد


موظف قال لي قبل أن أقوم بعمل الاستطلاع بأني لن أجد من يتكلم عن فساد قطاع الشباب خاصة من موظفي القطاع نفسه والسبب أن العيد اقترب ولن يتكلم أحد خوفاً من أي عرقلة في الرواتب والمكافآت والحوافز من قبل المسؤولين في القطاع وهو ما لاحظته حيث تحفظ أغلبية موظفي القطاع عن الجواب على أسئلتنا .

 مدير إحدى الإدارات في القطاع قال: قطاع الشباب يقطع أنقذوه.. لكنه رفض ذكر اسمه .