ملاكمة عربية.. لا ملاكمة ولا كيك بوكسينج

أول الأسباب التي دعت المتابعين للسخرية من هذه البطولة وتبرئتها من العالمية كان أن البطولة ليست بطولة ملاكمة ولا حتى كيك بوكسينج لأنها لم تلتزم إطلاقا بقوانين اللعبتين، وطريقة أدائها لم تكن ممتعة نهائيا.. أما الثاني فكان اسم الاتحاد المنظم للبطولة وهو الاتحاد الدولي للملاكمة العربية، والتي لم يسمع بأي نشاط أقامته من قبل سوى بطولة العام الفائت في دبي.. أما الثالث وهو ما حدث مع أغلب الصحفيين الذين حاولوا البحث في جوجل عن أسماء اللاعبين المشاركين في البطولة، وكانت النتائج سلبية حيث لم يحصلوا على أي أخبار تخص هؤلاء اللاعبين، وكم شاركوا في بطولات سابقة، وكيف أحرزوا الأحزمة الذهبية من قبل.

ارتباك الهادي السديري

ارتباك الهادي السديري - رئيس اتحاد الملاكمة - في جميع المؤتمرات الصحفية بطريقة إجاباته على أسئلة الصحفيين، الذين سألوه عن هوية اتحاده، وما هي بطولاته، كان من الأسباب الرئيسة التي جعلت المتابعين ينكرون بأن هذه بطولة عالم.

رئيس الاتحاد معلق

لم نسمع من قبل عن رئيس اتحاد دولي أو حتى محلي أو حتى رئيس فرع اتحاد في أية دولة من دول العالم قد تحول إلى معلق على المباريات التي يقيمها اتحاد، وهذا ما قام به رئيس الاتحاد العالمي للملاكمة العربية عندما تحول إلى معلق على مباريات البطولة، وهو ما جعل العديد من المتابعين يسخرون من البطولة ويؤكدون أنها ليست عالمية.

هل هم ملاكمون حقًّا..

أحد الناشطين في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تساءل عن الأبطال المشاركين في البطولة وعن لياقتهم البدنية التي ظهروا بها، وقال: إن بعضهم لا يملكون لياقة الملاكمين ولا حتى حركاتهم، والجميع شاهد كيف انسحب بعضهم وفقدوا كل تركيزهم في جولات مبكرة من نزالاتهم.

هل هذه حقيقتهم..

يقول الزميل محمد أحمد النعماني: إن خبيرًا لبنانيًّا في لعبة الملاكمة، وهو صديق له وبطل لبناني أولمبي سابق اتصل به من أجل هذه البطولة، وقال له: إنه تابع البطولة على شاشة التلفزيون بعد أن قرأ بأن بطولة عالمية للملاكمة أقيمت في صنعاء، لكنه استغرب منها وعن كيفية استسلام اللاعبين فيها سيما فوز اللاعب اليمني منصف الحميقاني، وكيف رمى الخصم المسيطر والأقوى منه له بالمنشفة.

النعماني نفسه قال: إن أحد أصدقائه الأجانب، والذين يعرفون الهادي السديري شخصيًّا أخبره بأن الهادي السديري يستغل اسم هذا الاتحاد من أجل الحصول على الإعلانات التجارية كما أخبره بأن اللاعبين المشاركين في البطولة هم أصدقاء الهادي السديري وليسوا ملاكمين محترفين.

ويواصل الزميل النعماني استغرابه من هذه البطولة بالقول: بطولة عالمية للمحترفين في صنعاء والحكام اليمنيون الذين أداروا النزالات وربما كلهم ليس لديهم شارات دولية في الكيك بوكسنج، فكيف سيحكمون مباريات محترفين في الكيك بوكسنج، وهم أصلًا حكام في الملاكمة.. ويضيف: بطولة عالمية يتم فيها الوزن بالبدلات والحميقاني تم وزنه بالزي الشعبي اليمني.

أكذوبة الـ70 قناة..

كان رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة العربية يقول: هناك سبعون قناة أجنبية سيحضرون إلى اليمن من أجل هذه البطولة، وفي الأخير اكتشف الجميع بأنها أكذوبة كبرى، فلم تحضر سوى سبع قنوات اليمنية فقط، ولم تتناول أخبارها سوى القنوات الفضائية اليمنية، وهذا عامل شك كبير أيضًا يدل على أننا استغفلنا وكذب علينا بأننا استضفنا بطولة عالمية.

انسحاب نسيم

انسحاب نسيم من قاعة الملاكمة كان بمثابة قطع الشك باليقين عن أن هذه البطولة ليست عالمية وليست بطولة ملاكمة، وحول ذلك تساءل الزميل خالد هيثم في عمود نشرته الزميلة "اليمن اليوم" بالقول: فهل كنا بحاجة لبطولة الملاكمة "كما سماها" القائمون، وبتلك الأموال التي صرفت، في وضع كالذي يعيشه

الوطن الذي يطلب فيه الجنوب الانفصال، وهل كنا في حاجة لننفق تلك الأموال لحدث يستفيد منه قلة قليلة فيما هناك أندية لا تمتلك قيمة شراء "كرة"، والاسم أنها أندية تحتضن إبداعات الشباب.

بالعامية أقولها: "استغفلوك يا رئيس" حين نالوا ما نالوه من خلال رعايتكم للحدث "البهلواني" الذي لم يحقق أية غاية للرياضة اليمنية التي لا يوجد فيها مسار للعبة، وإن قالوا: جانب دعائي للبلد فهي الكذبة الكبرى التي رفضها ملاكمنا العالمي "نسيم" حين غادر القاعة على ذمة الصحفي "محمد النعماني" وما نشره في "يمني سبورت".

الحكاية بتفاصيلها موجعة للغاية والمال العام الذي يُصرف بموافقة وزير المالية صاحب المواقف العجيبة التي ترفض مصالح المواطن وحقوقه وترضى بتلك الهزليات.

أخيرًا..

بعد أن حاولنا توضيح الصورة لبعض الذين ظنوا بأن البطولة كانت عالمية هل سيقتنع المسؤولون في وزارة الشباب والرياضة وأيضًا رئاسة الجمهورية بأن هذه البطولة ليست بطولة عالمية، وتم استغفالنا بها، وهل سيتم فتح ملف يتم التحقق من خلاله من هو المسؤول عن هذه الكذبة الكبرى.