الرئيس هادي يكشف معلومات لأول مرة عن الجيش وحربه ضد القاعدة واستخدام طائرات أمريكية

الخميس 22 أغسطس-آب 2013 الساعة 06 مساءً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 6604
 
 

كشف الرئيس عبدربه منصور هادي، عن مساعي لامتلاك الجيش اليمني لطائرة بدون طيار.. مضيفاً "لقد بحثت مع الادارة الأمريكية موضوع مساعدتنا بهذه التكنولوجيا".

وأشار الى أن اليمنيين أذكياء وسوف يستطيعون استيعابها بأسرع وقت ممكن، مبيناً أن هذه التكنولوجيا دقيقة جدا، مؤكداً أن ما حدث في المعجلة بمحافظة ابين من خطأ، وأدى الى سقوط ضحايا كثر لم تكن طائرة بدون طيار ولكن كان صاروخ كروز.

وأشاد الرئيس هادي بطلبة الكليات العسكرية، والأمنية بمختلف تخصصاتها، مؤكداً أنهم كانوا في أوج الأزمة التي نشبت مطلع العام ٢٠١١م صمام أمان ومن خلالهم أمكن تدارك الكثير من التداعيات والمشاكل الكبيرة التي حدثت جراء الانقسامات في صفوف الجيش والأمن.

وأكد الرئيس - في كلمة ألقاها أمام طلاب كليه الشرطة اليوم الخميس - أن الانقسامات في صفوف القوات المسلحة كانت كبيرة، ومزعجة، ولولا عناية الله سبحانه وتعالى لكان اليمن قد تعرض إلى محنة كبرى مثلما يجري في سوريا وليبيا والصومال أو غير ذلك.

وعن الحرب ضد الإرهاب، قال "كان تنظيم القاعدة الارهابي قد جمع عناصر له من جميع انحاء العالم لإقامة امارة اسلامية له في ابين وأجزاء من شبوة، والقوات المسلحة كانت مشغولة بسبب الانقسامات ومقاتلة بعضها البعض والطائرات لا تستطيع التحرك او الإقلاع، كما تعرضت قاعدة الديلمي في صنعاء لتخريبات من قبل القاعدة الإرهابي، وكان مطار الحديدة العسكري محاصر.

وأضاف بأنه "كان لا بد من العمل بأي شكل من الاشكال لتلافي الموقف من أجل الحرب ضد الإرهاب، وكلفنا إزاء ذلك لواء من الحرس الجمهوري ولواء من الفرقة الاولى مدرع سابقا للذهاب الى ابين لمواجهة تنظيم القاعدة الارهابي واجتثاثه من هناك بالتعاون مع اللجان الشعبية من أبناء المنطقة.

وتابع قائلا "بفضل الله سبحانه وتعالى، تحققت الغايات المطلوبة، وتم هزيمة تنظيم القاعدة، حيث كانت الطائرات الحربية اليمنية تقوم بمائة طلعة في اليوم الواحد، وفرت فلولهم بالمئات إلى الجانب الآخر من البحر باتجاه القرن الإفريقي فيما فر البعض الى الجبال مذعورة كالفئران ولم يتبقى منهم سوى شراذم قليله تقوم بأعمال يائسة وطائشة وجبانة تقوم باغتيالات ضباطنا هنا وهناك".

وأضاف رئيس الجمهورية "لكننا سوف نلاحقهم حتى يجنحوا للسلم، ويتركون السلاح ويعودون الى رشدهم كمواطنين يمنيين وليسوا كأعداء لليمن، ويطردون الأجانب الذين يقومون معهم بالأعمال الإرهابية.

وأشار الرئيس إلى أن اتفاقية الحرب على الإرهاب كانت مباشرة بعد احداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١م، في الولايات المتحدة الامريكية حينما ذهب الرئيس السابق علي عبد الله صالح الى واشنطن ووقع على اتفاق شراكه اليمن بالحرب ضد الإرهاب باعتبار اليمن مصنفة الدولة الثالثة بعد افغانستان وباكستان بوجود عناصر تنظيم القاعدة الارهابي.

ونوه بأن ذلك التعاون في إطار مكافحة الإرهاب الدولي لتنظيم القاعدة، وتعاون اليمن مع الولايات المتحدة في هذا المنحى منذ ذلك التاريخ، مشيرا الى أن الطائرة بدون طيار التي تقوم بعمليات هي جزء من ذلك التعاون بيننا وبين الولايات المتحدة الامريكية وتقوم بهذه المهمات من عام ٢٠٠٤م، وبحسب مقتضيات الحاجة لتلك المهمات.

وبين أن ذلك التعاون ليس ترفا بل لأننا لا نملك التكنولوجيا المطلوبة لتنفيذ مثل هذه المهام العسكرية الدقيقة، قائلاً "كنا من قبل نشكو للعالم ما نتعرض له من إرهاب من قبل هذا التنظيم خلال التسعينات حين كان الارهابيون من تنظيم القاعدة يخطفون السياح ويفجرون الشركات ويقطعون الطرقات الا أن احدا لم يسمعنا او يقدر حجم مشكلتنا".

وأضاف إن "تنظيم القاعدة حرم اليمن من السياحة وهي قطب اقتصادي مهم جدا ويشغل آلاف العمال، ويفتح الفنادق ويعدد الاستهلاك بالإضافة الى تأثر الاستثمار بصوره مباشرة، حيث ظهر هذا التنظيم اعلاميا بصورة غول في اليمن اساء الى سمعته والى مكانة الانسان اليمني اينما ذهب".

وكشف الرئيس أن اتفاق اليمن بالشراكة بالحرب ضد الارهاب كان مصدقا عليه من قبل مجلس الدفاع الاعلى عام ٢٠٠١م، وقال إن "البعض اليوم يتباكى على السيادة بصورة مستغربة، ألم تكن الطائرات بدون طيار تضرب من قبل في أبين وفي حضرموت وفي مأرب وفي الكثير من الأماكن، إلا انها عندما وصلت الى بعض المناطق قالوا هذا اختراق للسيادة الوطنية".

وتساءل "الم تكن السيادة على كل شبر من أرض اليمن ام أن السيادة في مكان معين من أجواء اليمن؟، ولكن نقول للجميع أن السيادة من أول ذرة تراب يمني من حدوده في الجهات الأربع شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.

وقال الرئيس "ليس سراً التعاون في مجال محاربة الإرهاب، فلدينا مشاركة في غرفة عمليات في جيبوتي، ولدينا ضباط مشاركين في غرفة عمليات في البحرين على مستوى عسكري دولي من أجل ملاحقة ومكافحة ومراقبة الارهابيين باعتبارهم تنظيم إرهابي دولي على مستوى العالم".

وذكَر الرئيس بالمأساة التي حدثت في ٢١ مايو عام ٢٠١٢م في ميدان السبعين اثناء تدريب البروفات للعرض العسكري والعملية الارهابية الشنيعة التي اودت بالمئات من القتلى والجرحي من الجنود الشباب الابرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه المعركة.. وقال "ولهذا سوف نلاحق الارهاب ولن نسمح بتكرار ما حدث".

ونوه الرئيس عبد ربة منصور هادي الى أن العمليات الأخيرة ضد تنظيم القاعدة قد نجحت في قتل أربعين إرهابيا من قيادات التنظيم وعناصره.. لافتاً الى أنه تم كشف العديد من الخلايا والسيارات المفخمة وأحيطت العديد من العمليات وتفجير سيارتين كانت تحمل كل منهما سبعة أطنان من مادة "تي ان تي" شديدة الانفجار.

وحول إغلاق عدد من السفارات الغربية في اليمن، أوضح هادي أن اجتماع عدد من القادة الإرهابيين في محافظة مأرب والذي جرى خلاله اتصالات بين الظاهري والوحيشي كانا سببا لمفهوم مغلوط أدى الى ذلك الاعلان عن الإجراء الاحترافي في قفل السفارات، وقال "لقد اتضحت الصورة ولم يكن هناك اي مخاوف على مستوى كبير كما كان مقصودا في كلام المدعو الوحيشي".

ودعا الرئيس رجال الصحافة والإعلام الى توخي الدقة والموضوعية فيما يتناولونه، مشيراً الى أن "بعض الفضائيات تتبارى في الإساءة والألفاظ المقذعة على حساب المصلحة الوطنية العليا وتتهكم على حساب المبادئ والأخلاق التي يجب أن نكون أحرص على تضميد الجراحات والسمو فوق الخلافات وفتح صفحة جديدة والابتعاد عن التحريض وغلق ملفات الماضي".

وأكد الرئيس أن الاعلام والصحافة يجب أن تكون قدوة في العمل والبناء المخلص من أجل بناء الوطن وليس معولاً للهدم.

وأكد أن الحوار الوطني الشامل يمضي باتجاه المخرجات التي ستشكل معالم المستقبل اليمني الجديد القائم على العدل والحرية والمساواة، ودستور يضمن المواطنة المتساوية والحرية والعدالة، وجيش وطني يعكس ويجسد تماسك الوحدة الوطنية لكل اليمنيين باعتبار هذه المؤسسة هي القدوة في تجسيد اللحمة الوطنية.

وطالب الرئيس من كل القوى الوطنية الشريفة الوقوف بكل حزم وقوه من أجل انجاح الحوار الوطني الشامل والخروج الآمن لليمن الى بر الامان.

 

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن