الإثنين 29 يوليو-تموز 2013 الساعة 03 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 2646
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش فى بيان لها مساء أمس الأحد إن الكثيرين من المتظاهرين المؤيدين لمرسي والذين لا يقل عددهم عن 74 المقتولين في اشتباكات مع عناصر الأمن المركزي في مصر ومع رجال بثياب مدنية كانوا يقفون بجوارهم، أصيبوا بالرصاص في الرأس أو الصدر، حيث قتل هؤلاء يوم 27 يوليو على مدار عدة ساعات أثناء اشتباكات بأحد الطرق القريبة من اعتصام الإخوان المسلمين في رابعة العدوية.
وأجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات مع سبعة شهود على وقائع العنف، وراجعت العديد من مقاطع الفيديو التي تصور الأحداث، وقدر بعض العاملين في الحقل الطبي ممن أجرت معهم هيومن رايتس ووتش المقابلات أن بعض الوفيات ترقى إلى مصاف القتل المستهدف؛ لأن مواضع الطلقات يرجح أن تؤدي إلى الوفاة.
حيث تعرض المتظاهرون للرصاص والقتل على مدار فترة لا تقل عن ست ساعات أثناء اشتباكات مع قوات الأمن المركزي (شرطة مكافحة الشغب) على أحد الطرق الرئيسية بالقاهرة، و كانت رايتس ووتش في المستشفى الميداني عند استقباله للعديد من الموتى والجرحى، وأخبرها أفراد طاقمه الطبي أن "أغلبية إصابات الرصاص في الرأس والعنق والصدر"، وقال أربعة أطباء أجريت معهم مقابلات إن زاوية الطلقات النارية تدل على إطلاقها من أعلى.
وشددت هيومن رايتس ووتش على أنه على حكام مصر المؤقتين، العسكريين والمدنيين، توجيه أمر فوري بإنهاء استخدام الذخيرة الحية إلا في حالات الضرورة القصوى لحماية الأرواح.
وبحسب سبعة شهود ومقاطع الفيديو التي راجعتها رايتس ووتش، بدأت الاشتباكات بين مؤيدي مرسي والشرطة المصحوبة برجال في ثياب مدنية في نحو الحادية عشرة مساءً عند اقتراب مؤيدي مرسي من منزَل كوبري 6 أكتوبر المؤدي إلى طريق النصر، ويبعد الموقع مسيرة دقائق قليلة من مسجد رابعة، حيث يعتصم مؤيدو مرسي منذ 30 يوماً. وقال طبيب كان يرافق المتظاهرين إن الشرطة في صحبة رجال بثياب مدنية وعربات مدرعة تابعة للشرطة كانت تحت كوبري 6 أكتوبر، وأطلقت الغاز المسيل للدموع في البداية على الحشود. وفي مقاطع فيديو منشورة على الإنترنت شاهدت هيومن رايتس ووتش مجموعة كبيرة من المدنيين تقف أمام المتظاهرين المؤيدين لمرسي، وتحفها على الأقل أربعة من العربات المدرعة وحاملات الأفراد التابعة للشرطة، بالإضافة إلى ضباط الأمن المركزي.
ووصلت رايتس ووتش إلى مستشفى رابعة الميداني في نحو الرابعة والنصف صباحاً؛ لتجد تياراً ثابتاً من الجرحى يجري نقلهم إلى داخل المستشفى، وفي فترة امتدت 30 دقيقة دخل المستشفى 8 رجال بجراح ناجمة عن طلقات نارية، أصيب خمسة منهم بالرصاص الحي في الرأس أو العنق أو أعلى الصدر. وخلال الساعتين والنصف التالية شاهد باحثو رايتس ووتش ما يقرب من ست جثث يجري نقلها من خطوط الاحتجاج الأمامية إلى المستشفى الميدانى. وقال العاملون في الحقل الطبي لباحثي "ووتش" إن اثنين من الموتى على الأقل، بينهم شاب في الثانية والعشرين وصبي في السابعة عشرة، أصيبا بطلقات نارية فردية في الجبهة.
وقال أطباء في المستشفى الميداني لـ "ووتش" إنهم نقلوا جثتين أخريين على الأقل بجراح مطابقة إلى مستشفى التأمين الصحي القريب. وكانت حالات الوفاة الأربع الأخرى التي شهدتها هيومن رايتس ووتش مصابة بطلقات نارية فردية في الصدر والجذع.
وأكدت رايتس ووتش أنها على مدار السنوات الأخيرة وثَّقت إطلاق الذخيرة الحية والخرطوش على المتظاهرين من قوات الأمن المركزي، بما في ذلك أثناء انتفاضة يناير / كانون الثاني 2011، وفي نوفمبر / تشرين الثاني 2011 في احتجاجات محمد محمود التي خلَّفت 45 قتيلاً، وفي يناير / كانون الثاني 2013 في بورسعيد التي خلَّفت 46 قتيلاً. مشيرة إلى أن وزارة الصحة قدرت حصيلة القتلى بـ 74 في نهاية اليوم.
وأكدت أن الاستخدام المفرط للقوة المميتة في الماضي، وإخفاق الشرطة في الحد من الخسائر أثناء الاحتجاجات، يدلان كلاهما على الحاجة الملحة إلى إصلاح القطاع الأمني والمحاسبة على الانتهاكات التي ارتكبتها الشرطة والجيش.
من جهته قال نديم حوري نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش "يوحي استخدام النيران المميتة على هذا النطاق وبهذه السرعة بعد إعلان الرئيس المؤقت عن ضرورة فرض النظام بالقوة، باستعداد الشرطة وبعض الساسة المروع لتصعيد العنف ضد المتظاهرين المؤيدين لمرسي، ومن شبه المستحيل أن نتخيل إمكانية وقوع هذا العدد من الضحايا بدون وجود نية للقتل، أو على الأقل وجود استهتار إجرامي بأرواح الناس".