العطاس: لم يكن فى بال علي صالح أن يتحد مع الجنوب.. وإنما أراد أن يستولي على الجنوب

الخميس 18 يوليو-تموز 2013 الساعة 09 مساءً / صحيفة مأرب برس -
عدد القراءات 5495
 
استغرب حيدر العطاس - رئيس الوزراء الأسبق - المغالطات التي رواها الرئيس السابق على عبدالله صالح في سياق تصريحاته لبرنامج "الذاكرة السياسية"، الذي بثته قناة "العربية". 

وعن الأيام الأولى من المفاوضات بين الجنوب والشمال حول شكل الدولة القادمة قال العطاس: "عندما تشكلت الحكومة فى 1985م والرئيس علي ناصر محمد كان رئيس وأمين عام الحزب، قمت بزيارة إلى الشمال لإصلاح العلاقات معهم هناك، وكان علي عبدالله صالح رئيس دولة الشمال، وكنت بصدد محاولة تجديد الصلة وتثبيت الشراكة التي بدأها علي ناصر محمد، وذهبت في هذه الزيارة، وعقدَت اللجنة الوزارية المشتركة لتثبيت العلاقة بين الشمال والجنوب، وما كان مطروح قضية الوحدة لكن ما طرح هو قضايا الصراع المسلح بين الشمال والجنوب، لم يكن عملًا منهجًا للوحدة فى العام 1985م عندما قام الرئيس علي ناصر يؤسس المجلس اليمني الموحد بالسماح لحرية الحركة والشركات المتبادلة، وهذه البداية الحقيقية لاندماج المصالح بين الشمال والجنوب، على جانب الاقتصاد الثقافي، العلوم، حرية العمل، حرية التنقل، ولم يكن يقصد به الاندماج السياسي كما حصل سنة 1990م، والذي جرنا إلى مشاكل كثيرة .

وتابع قائلًا: "كان علي عبدالله صالح فى ذلك الوقت قاطعًا العلاقات مع دولة الجنوب وإعاق النشاط الذي كنت أقوم به حينها، فتدخل (القذافي) لحلّ الخلاف بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية، فذهبت في نوفمبر 1986م إلى ليبيا، وأتى علي عبدالله صالح إلى هناك، والتقينا عند معمر القذافي لمحاولة إنهاء التوتر الذي نشب بعد 1986 بين الشمال والجنوب، فقال (القذافي): إلا الوحدة.. الوحدة هذا، استدركت وقتها فى مشروع طرحه القذافي في الجامعة العربية، وهو مشروع الاتحاد العربي، فقلت أنا موافق على الوحدة، لكن قلت خلينا نوافق أولًا على المشروع الذي طرحه القذافي، وهو الوحدة بين الجمهورية العربية اليمنية والجمهورية الديمقراطية، لكن الاجتماع فشل لأن علي عبدالله صالح لم تعجبه الفكرة، فهو لا يريد إلا الجنوب - فقط - وثرواته .
وتطرق العطاس لمرحلة الوحدة مع الشمال، والتي حاول “صالح” في لقائه مع قناة "العربية" قلب الحقائق كعادته قائلًا: هناك الكثير من الدول لم تكن تريد أن يذهب إلى الجنوب للوحدة مع الشمال بتلك الطريقة الاندماجية، فالوحدة التي تمت عام 1990م برغم عدم توافر التكافؤ بين الشمال والجنوب كان أمامها فرصة للنجاح، لكن علي عبدالله صالح قتل هذه الفرصة؛ لأنه لم يكن فى باله أن يتحد مع الجنوب إنما أراد أن يستولي على الجنوب؛ لأنه كانت عنده نظرة في أن الجنوب هو تابع للشمال، وهذا فقط الخلاف الرئيسي بيننا، فعندما كنا نقول له: ممارساتكم تسيء للوحدة والشعب الجنوبي، فكان يقول: إن الجنوب فرع عاد للأصل، فكنا نقول لهم: إن الجنوب أصل اتحد مع أصل، وإذا عندكم نظرية غير هذه النظرية يجب إعادة النظر في ذلك .