القربي : فلسطين محور الصراع واليمن لن يطرح تمرد الحوثيين على القمة لأنها قضية داخلية

الثلاثاء 27 مارس - آذار 2007 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - الرياض – الوطن
عدد القراءات 2782

أكد وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر القربي على الأهمية التي تكتسبها قمة الرياض في الظروف الراهنة التي تعيشها الأمة العربية، وقال إن انعقادها في السعودية وبرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يعطيها فرصة أكبر للنجاح، وقال إن هناك تنسيقاً في القمة بين الجانبين اليمني والسعودي على أكثر من صعيد.

وأكد القربي في حوار خاص مع "الوطن" أن اليمن لن يطرح قضية تمرد الحوثيين في صعدة على جدول أعمال القمة، وقال إن هذه قضية داخلية وستقوم الدولة بمواجهتها وحسمها، لكنه نبه إلى المخاطر التي تشكلها مثل هذه الحركات المخالفة للنظام والدستور.

ورأى أن القمم العربية أصبحت تمثل في السنوات الأخيرة أحد أهم جسور التواصل بين القادة العرب، إذ إنه خلال هذه القمم تجرى العديد من اللقاءات الثنائية التي ربما لا تعرف عنها وسائل الإعلام، ولكن تكون لها انعكاسات كبيرة وهامة في معالجة القضايا الثنائية وغيرها. وأضاف: "لا شك أن القمم العربية في إطارها المعلن أسهمت في تحريك الكثير من القضايا بخاصة فيما يتعلق بإصلاحات الجامعة العربية نفسها، وهناك مجموعة من الخطوات التي اتخذت لتحقيق هذه الإصلاحات. وفي هذه القمة هناك عدد من المشاريع الجديدة لتفعيل وتطوير أداء الجامعة العربية، إذ إن على القادة العرب أن يتعاملوا مع الجامعة العربية بالأسلوب الذي تعاملت به الدول الأوروبية مع المفوضية الأوروبية أو الاتحاد الإفريقي مع الأمانة العامة للاتحاد، وهذه مسألة أعتقد أن القادة العرب يسيرون فيها في خطى جيدة، لكنها بحاجة إلى تسريع أكثر".

وأوضح القربي أن "من أبرز القضايا التي ستقف أمامها قمة الرياض قضية الصراع العربي الإسرائيلي، وقضية لبنان. وقال: "نأمل أن تكون قمة الرياض فرصة لتقريب وجهات نظر الأطراف اللبنانية نحو حل يخرج البلاد من أزمتها الحالية. وهناك قضية ثالثة تتعلق بالوضع في العراق، إذا إن الدول العربية أمام تحد حقيقي في هذا الملف، والمتوقع أن يبحث القادة العرب في مقومات الحلول التي يمكن أن يتم تقديمها في هذا المجال، حفاظا على وحدة العراق وهويته العربية. أما القضية الرابعة التي سيقف أمامها القادة العرب في قمتهم فهي الأوضاع في الصومال، والتي تهمنا في اليمن على وجه الخصوص، ونأمل أن تقف أمامها القمة بجدية، بخاصة مع وجود نوايا أعلن عنها من قبل الحكومة الصومالية المؤقتة لعقد مؤتمر للمصالحة".

وأعرب القربي عن اعتقاده بوجود شعور عربي جماعي بأن " غياب الدور الفاعل للجامعة العربية ربما كان أحد الأسباب للكثير من الأوضاع التي تردت في منطقتنا وبين دولنا، وربما كانت الإشكالية هي الآليات التي تعمل بها الجامعة العربية وسرعة هذه الآليات التي تصلح الجامعة العربية كبيت يسهم في معالجة القضايا العربية"، مشيرا إلى أن عقد القمة بالسعودية سيعطيها زخما كبيرا نظرا لدور السعودية الفاعل في تعزيز العمل العربي.

وأكد القربي وجود تنسيق يمني مع كل الدول العربية، وعلى وجه الخصوص مع السعودية. وقال: " يهمنا في المقام الأول نجاح هذه القمة، ونأمل أن تكون خطوة في مصالحات عربية وفي معالجات عربية للمشاكل القائمة التي تعاني منها كذا دولة عربية".

وردا على سؤال حول طرح اليمن قضية تمرد الحوثيين في القمة أو في المحادثات الثنائية بين الوفد اليمني وبقية الوفود العربية. قال القربي: " لا أعتقد أن قضية الحوثي ستطرح على أعمال القمة، فأنت إذا نظرت إلى عدد من الدول العربية فستجد أن هناك جماعات إرهابية تقوم بأعمال تخريب، وتخرج عن القانون والدستور، والتصدي لتلك الجماعات مسؤولية داخلية للدولة".

وذكر القربي أنه " ذهب إلى إيران ليشرح للمسؤولين فيها حقائق الأمور بالنسبة إلى ما يدور في صعدة، ومن أن الدستور والقوانين اليمنية لا تفرق بين المذاهب الدينية في اليمن"، مضيفا: قلنا لهم إن هذه المجموعة إذا كانت تتبنى أجندة سياسية فأمامها فرصة لكي تشكل حزبا وتطرح برنامجها على الشعب اليمني، أما الأعمال التي تقوم بها في بعض المناطق فخارجة عن الدستور والقانون اليمني وبالتالي فإن تصدي الحكومة لمثل هذه الأعمال لا ينطلق من عقيدة يعتنقها هؤلاء".

و توضيحا لأسباب عدم ذهابه إلى ليبيا، مع أن هناك حديثاً عن تورطها في دعم حركة الحوثي، قال: "الليبيون جاءوا إلى اليمن وأكدوا نفس ما أكدت عليه إيران، وهو أنهم يرفضون التدخل في الشأن الداخلي اليمني، ويدينون الأعمال الإرهابية، ويدركون تماما حكمة الأخ الرئيس بمعالجة الوضع في إطار الدستور والقانون ".

وأكد أن الأعمال الإرهابية التي تقوم بها حركة الحوثي لم تؤثر على علاقات اليمن بالسعودية، مشيراً إلى أن هذا التمرد لفت نظر المجتمع الدولي إلى المخاطر التي تحملها تلك الحركة