وشقيقته من العاصمة صنعاء تطالب العراقيين بـ " الثأر" ووصفت المحاكمة أنها كانت سياسية وليست قانونية

الجمعة 23 مارس - آذار 2007 الساعة 07 صباحاً / مأرب برس - متابعات
عدد القراءات 31537

تسربت معلومات قليلة عما جرى في غرفة اعدام نائب الرئيس العراقي السابق طه ياسين رمضان، في حين طالبت شقيقته بـ"الثار" له.

وقال باسم رضا الحسيني مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي، ان رمضان الذي حكم عليه بالإعدام بتهمة قتل 148 شيعيا في الثمانينات، «شنق في الساعة 03.00 بالتوقيت المحلي (12.00 ت غ)» فجر امس الاول. وقال ان «الإعدام تم من دون اي انتهاكات في حضور مسؤولين من مكتب رئيس الوزراء ووزارة العدل»، مشيرا الى «حضور قاض ومحام عملية الاعدام شنقا». وأضاف ان عملية الشنق تمت في بغداد، انما في مكان مختلف، مؤكدا «استخدمنا مكانا مختلفا هذه المرة، لم يكن المكان ذاته حيث تم اعدام صدام والآخرين».

وتابع الحسيني «اتخذنا احتياطات خاصة لئلا يتكرر ما حدث لبرزان. وقبل الاعدام، قمنا بأخذ وزن رمضان لكي يكون الحبل مناسبا بما فيه الكفاية بعد استشارة أحد الخبراء. لم يحدث اي انتهاك هذه المرة». وختم قائلا ان «ثياب رمضان وأغراضه الشخصية تم تسليمها الى محاميه» في حين سلم جثمانه الى أقاربه.

وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، ان رمضان لم يقل شيئا قبل إعدامه.

وقال الشيخ علي الندى زعيم عشيرة البيجات التي ينتمي اليها صدام، ان «مراسم الدفن بدأت فور تستلم جثمانه من القوات الاميركية في تكريت»، موضحا أن «مروحية نقلت الجثمان من بغداد الى قاعدة اميركية شمال تكريت». وتم دفن رمضان في الباحة المجاورة لقاعة المناسبات، حيث دفن صدام وبجوار قبور كل من عواد البندر وبرزان التكريتي ونجلي صدام عدي وقصي. ورمضان هو رابع مسؤول كبير في نظام الرئيس المخلوع ينفذ فيه حكم الاعدام بعد إعدام صدام في ديسمبر (كانون الاول) الماضي وعواد البندر وبرزان التكريتي في يناير (كانون الثاني). وأكد الندى أن عشيرة البيجات «ستتولى إقامة مجلس عزاء على روح رمضان لمدة ثلاثة أيام». ورافق الجثمان عشرات الأشخاص من العوجة وتكريت.

وقال زكي أحمد من سكان تكريت لوكالة الصحافة الفرنسية «شرف لنا دفنه هنا لأنه من المناضلين مع الرفيق صدام حسين». وقد أعدم رمضان فجر امس في الذكرى الرابعة للاجتياح الأميركي للبلاد.

وقالت خديجة ياسين رمضان أخت نائب الرئيس العراقي، إن أخاها مات شهيدا للمبادئ العراقية والأمانة والعدالة. وقالت خديجة لمراسل وكالة الانباء الالمانية من مقر إقامتها في العاصمة اليمنية صنعاء، إن محاكمة رمضان كانت سياسية وليست قانونية، مضيفة أنه «جرى اختطافه واغتياله». كما حثت خديجة العراقيين على «الثأر» لقتل أخيها.

وكان بديع عارف، المحامي من هيئة الدفاع عن صدام حسين، قال ان رمضان «اجرى اتصالا هاتفيا بعائلته وأبلغهم انه سيعدم وسيواجه الموت لأنه لا يهابه.. كان هادئا وطلب من الاصدقاء الدعاء له».

من جانبه اعتبر وفيق السامرائي المستشار العسكري والأمني للرئيس العراقي جلال طالباني، امس، أن إعدام رمضان يشكل «نهاية لحقبة مظلمة» في تاريخ العراق. وقال السامرائي الذي شغل منصب مدير الاستخبارات العسكرية في حقبة الرئيس الراحل صدام حسين قبل أن يفر إلى خارج البلاد في التسعينيات من القرن الماضي «لقد كان رمضان عنصرا وعضوا أساسيا في القيادة العليا للنظام السابق، وكان عن عمد مشاركا في كل ما حصل بدراية وقناعة». وأضاف «اعتقد أن إعدامه هو طي صفحة من التاريخ من تلك الحقبة المظلمة».

وأدان مجلس أوروبا إعدام نائب الرئيس العراقي السابق واعتبره عملا «لا انسانيا» وان لم تشبه مخالفات كما حدث في حالات الاعدام السابقة. وقال الامين العام لمجلس اوروبا تيري ديفيس في بيان صدر في ستراسبورغ «في سياق حمام الدم اليومي الذي يسيل في شوارع بغداد، على السلطات ان تركز جهودها على اعتقال المجرمين الذين ما زالوا مطلقي السراح بدلا من اعدام الموجودين في السجن».

وأضاف المسؤول الاوروبي أن «عمليات الإعدام في العراق لم تعد تتسم بمخالفات، لكنها تبقى غير انسانية»؛ في إشارة الى التجاوزات والحوادث التي تخللت إعدام صدام حسين الذي تعرض لإهانات وشتائم قبل اعدامه الذي سجل سرا في شرائط فيديو عرضت على الانترنت، وأيضا اعدام برزان التكريتي الذي فصل رأسه عن جسده.

واعتبرت موسكو إعدام رمضان، «تصفية حسابات» تحول دون قيام مصالحة وطنية. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي «لا بد من البحث عن وئام ومصالحة وطنية بدلا من القيام بخطوات استعراضية تنم عن تصفية حسابات أكثر منها الأخذ في الاعتبار مصالح الدولة».

وفي وقت سابق نقلت وكالة انترفاكس عن ناطق باسم وزارة الخارجية ميخائيل كامينين، قوله «نأسف لإعدام نائب الرئيس العراقي السابق، ونشدد على ان مثل هذه الخطوات لا تساهم في استقرار البلاد». وأضاف المتحدث «وحده الانطلاق في الحوار الفعال بين كافة قوى العراق ومشاركة المجتمع الدولي في هذه العملية ـ بما فيهم جيران العراق ـ كفيل بخدمة استقرار الوضع في العراق فعلا، لاسيما على الصعيد الامني».

المصدر وكالات + الملف