معتصم في نقابة الصحفيين التي لم تحرك حتى اللحظة ساكناً

الأربعاء 28 فبراير-شباط 2007 الساعة 10 مساءً / مأرب برس- خاص
عدد القراءات 3516

أعلن الزميل عابد المهذري اعتصامه منذ اليوم بمقر نقابة الصحفيين اليمنيين إلى حين يشهد موقفاً جادا من زملائه أبناء المهنة إواء التعسفات والاستهدافات التي يتعرض لها ممن ساءتهم سياسة صحيفته .

ونفى المهذري لـ(مأرب برس) صحة ما يتناقله الزملاء الصحفيون عن أن النائب العام وجه بإيقاف تنفيذ الحكم القضائي الصادر بحقه مطلع الشهر الجاري .

وقال "أنه أبلغ نقيب الصحفيين بقضيته وأطلعه على طبيعة تفاصيلها، وأنه -النقيب- أبدى حينها استعداده في التعاون والتضامن .. إلا أن شيئاً ملموساً لم يتم حتى الآن لأيقاف الحكم القضائي المسيس..".

وطالب الزميل المهذري القيادة اليمنية بتكرار القرار المصري الذي صدر أمس بحق أحد الصحفيين المصريين، وقال أنه يأمل في صدور قرارٍ حكيم على غرار القرار المصري الأمر الذي من شأنه تعزيز توجهات الرئيس الخاصة بإلغاء حبس الصحفي .

وفيما يلي نص البيان الذي تلقاه (مأرب برس) من أسبوعية (الديار) الأهلية التي يرأس تحريرها الزميل المهذري:

الزميل عابد المهذري يعتصم في نقابة الصحفيين والمعنيون يتفرجون..صحيفة (الديار) في مرمى استهداف السلطة.. ورئيس التحرير بين خياري الموت (قتلاً) أو السجن بحكم (قضائي) مُسيّـَس!!

• لأننا من أبناء محافظة صعدة.. وصعدة لها حساباتها السياسية "الخاصة" لدى السلطة الحاكمة.. فإننا منذ سنوات في مرمى الاستهداف التعسفي من النظام وأجهزته والقوى النافذة المدعومة منه.

• العام الماضي 2006م كان مأساوياً بالنسبة لنا في صحيفة "الديار" الأهلية.. خلاله واجهنا هجمات شرسة من عديد أطراف رسمية ومتنفذه.. وكان الزميل عابد المهذري صاحب الامتياز رئيس التحرير المطلوب الأول لقراصنة التكميم وأعداء الحرية والديمقراطية والصحافة المستقلة.

• في الربع الأول من العام تعرض رئيس التحرير لمحاولات عدوانية سافرة استهدفت حياته إثر قيام مجموعة مسلحة تابعة لتجار أسلحة كبار بمطاردته وملاحقته في العاصمة صنعاء معلنين نية قتله.. وهي العملية التي انتهت بنهب سيارته عقب اقتحام منزل صديق له بقوة السلاح وأمام المأرب بحضور ضباط في أجهزة الشرطة اليمنية التي لم تف قياداتها ممثلة بنائب رئيس الوزراء وزير الداخلية بالتزاماتهم لمجلس نقابة الصحفيين اليمنيين بضبط ومحاكمة المتورطين في الاعتداء على الزميل عابد المهذري ومن يقف وراءهم من تجار الأسلحة الذين كانت الصحيفة قد تناولت قضايا تجارة السلاح وصفقات التسليح في اليمن بجرأة وشفافية.

• لم يقف الأمر عند هذا الاعتداء.. بعدها بفترة وجيزة أقدم ثلاثة ضباط من مخابرات الأمن السياسي باعتداء غاشم على الزميل/ عابد المهذري رئيس التحرير بأسلوب بلطجي همجي غادر خلال محاولة اعتقاله أثناء حضوره مؤتمر صحفي نظمته الغرف التجارية لدعم الرئيس الصالح بفندق موفنبيك بحضور سفراء الدول الشقيقة والصديقة الذين استهجنوا هذا الاعتداء الذي جاء على خلفية نشر صحيفة "الديار" تقرير صحفي عن إنقلابات أبناء الزعماء العرب على آبائهم في الوطن العربي بعنوان "أحمد.. هل ينقلب على أبيه ويصبح رئيساً للجمهورية" لم يخرج عن حدود المهنية الإعلامية وضوابط النشر الصحفي..

• بعد هذا العدد منعت وزارة الإعلام طباعة صحيفة "الديار" في مطابع مؤسسة الثورة الحكومية لأسباب غامضة.. وقامت الوزارة ذاتها بمصادره العدد التالي بحجة الحفاظ على الأمن القومي للبلاد لتضمن الإصدار مادة صحفية تكشف بالمعلومات سيناريو لإغتيال الرئيس بتفخيخ مجاري أمانة العاصمة.. وبسبب كتابات رئيس التحرير الناقدة لممارسات النظام ومناصرة الخطاب الإعلامي لتكتل المعارضة اليمنية "اللقاء المشترك" في منافسات الانتخابات الرئاسية والمحلية.. تزايدت الضغوط والمضايقات للزميل/ عابد المهذري والتضييق على صدور الصحيفة.. لتصل عقب انتهاء العملية الديمقراطية مباشرة إلى اعتقال الناشر رئيس التحرير بتوجيهات عليا وتهمة ساذجة تتذرع بقانونية إصدار الصحيفة فيما الحقيقة وراء ذلك تتعلق بالتوجه الذي تنتهجه الصحيفة دفاعاص عن قضايا البسطاء ضد عتاولة الفساد بطرح لا يخلو من صراحة وشجاعة لافتة.

• وفي الوقت الذي تشهد محافظة صعدة حرب مسلحة طاحنة.. تصدر محكمتها الجزائية حكماً غيابياً قضى بسجن الزميل عابد المهذري رئيس التحرير لمدة عام كامل مع النفاذ العاجل على خلفية قضية نشر من عام 2002م رفعها رئيس "محكمة ساقين" الذي كانت الصحيفة قد تناولت ممارساته الخارجة عن القانون معززة بوثائق إدانة صادرة عن هيئة التفتيش القضائي أدت إلى عزله بقرار من مجلس القضاء الأعلى.. ليأتي صدور الحكم الجائر في هذه التوقيت الحساس وبعد 4 سنوات من المماطلة في البت بالقضية.. دالاً على أن الحكم القضائي مجرد توظيف سياسي هدفه تصفية حسابات السلطة مع رئيس التحرير نتيجة مواقفه الرافضة للحرب في صعدة وتصديه لتجار الحروب المتكسبين من قوت الشعب ودماء الأبرياء.. ولأن ظروف الحرب المتفاقمة قد حالت دون تمكن الزميل/ عابد المهذري من تلبية شروط المحكمة المشددة على حضوره شخصياً لاستلام الحكم وتقديم طلب الاستئناف الذي قوبل برفض قاطع ما لم يكن عبر رئيس التحرير شخصياً الذي كان حضوره إلى محكمة صعدة يعني مباشرة تنفيذ الحكم عليه بالسجن أو تقديمه لقمة سائغة للمتربصين به من تجار السلاح المنتمين لمحافظة صعدة.. وهو الأمر الذي أدى إلى مرور فترة الاستئناف المحددة بأسبوعين دون استكمال الإجراءات المطلوبة مع وعود من النائب العام عبر نقيب الصحفيين للتدخل وتسوية الإشكال الذي يتعارض مع توجيهات رئيس الجمهورية بمنع حبس الصحفيين إلا أن سفر النائب العام إلى خارج الوطن متزامناً مع انشغال نقيب الصحفيين اليمنيين بقضايا بعيدة عن انتهاك الحريات حال دون أن مستجدات مطمئنة خصوصاً وأن المحامي الذي ترافع عن القاضي المدان ضد الصحيفة ضابط عسكري كبير في القوات المسلحة(!!) .

• أمام كل ذلك جاء خيار اعتصام رئيس التحرير الزميل/ عابد المهذري داخل مقر نقابة الصحفيين اليمنيين اعتباراً من عصر اليوم الأربعاء 28/ 2/ 2007م احتجاجاً ديمقراطياً كتعبير سلمي وحضاري على ما تتعرض له الصحيفة من استهداف ومنع ومصادرة وما يواجهه هو من استهدافات تهدد حياته بمخاطر الاغتيال أو السجن والاعتقال سيما وشواهد القمع والاعتداء واضحة في حوادث كثيرة حدثت مؤخراً وتعرض لها من قبل وما يزال يواجهها حتى اللحظة دون أي دور مسئول من الجهات الأمنية.. التي يبدو موقفها السلبي تجاه ما يتعرض له الزميل/ عابد المهذري وكأنها متواطئة ضمنياً مع الجناة وتتسر على من يقفون وراءهم.. فيما يظهر أن السلطات القضائية تبارك هذا الموقف وتناصره عملياً من خلال الحكم الغيابي بالسجن القادم من محكمة صعدة تمهيداً لمحاكمة أخرى في صنعاء جرى تحريكها الآن على هامش قضية رفعها البنك الوطني ضد صحيفة "الديار" التي كانت السباقة في كشف ما يدور داخل البنك من تلاعب واختلاس لأموال المودعين قبيل إشهار إفلاسه بعدة أشهر وسيمثل الناشر رئيس التحرير أمام المحكمة مطلع شهر مارس للترافع في واحدة من أغرب القضايا المنظورة أمام القضاء اليمني في الوقت الذي ثبتت فيه إدانة قيادات البنك الوطني بما سبق وأن حذرت منه الصحيفة في تناولاتها النابعة من مبادئ الانتصار للرسالة الصحفية السامية.

• عبر هذا البلاغ التفصيلي.. نضع رفاق الدرب في المنظمات والفعاليات والأطر الصحيفة والحقوقية والسياسية والمدنية والمهتمة بحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير داخل الوطن وخارجه.. في صورة ما يحدث.. طالبين تضامن ومساندة ودعم الجميع.. بالوقوف إلى جانب قضيتنا العادلة وأمام المحنة التي نواجهها وحيدين دون سندٍ أو نصير عدى تسلحنا بالعزيمة الصلبة وإرادة ثابتة تحتاج إلى المؤازرة..

محيين وفاؤكم المأمول وتفاعلكم الدائم..

صادر عن صحيفة الديار

صنعاء الموافق 28/ 2/ 2007م

الأربعاء

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن