حزب التحرير الفلسطيني: اتفاق مكة كارثة والانتخابات شَرَكْ أُعد لحماس .. وقوى اليسار الفلسطيني تدرس عدم المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية

الخميس 15 فبراير-شباط 2007 الساعة 06 مساءً / مأرب برس/ القدس المحتله/ رندة عود الطيب / خاص
عدد القراءات 3088

في الوقت الذي أعربت فيه كافة الفصائل والفعاليات والمؤسسات الفلسطينية الرسمية والأهلية عن تفاؤلها من اتفاق مكة بين حركتي فتح وحماس الذي أكد علىتحريم إراقة الدم الفلسطيني وتأكيد الوحدة الوطنية لتحقيق الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني ،و اعتماد لغة الحوار كأساس لحل الخلافات بين الإخوة وصولا لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ؛ في ذات الوقت اعتبر حزب التحرير الفلسطيني اتفاق مكة هو إقرار واعتراف بإسرائيل و هو مقدمة لإزالة بقايا ما اسماه ( ورقة التوت ) التي كانت تغطي المناورات اللفظية ليحل محلها الاعتراف المباشر دون أية قصاصة من ورق - على حد تعبير الحزب - .

ووصف الحزب في بيان له وزع على الصحافيين في مدبنة طولكرم الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة ، وصف التوقيع على هذا الاتفاق بمثابة كارثة ، وقد زاد من فظاعتها وجرأتها على دين الله أمور ثلاثة :

أولها :أنها وقعت في الشهر الحرام و في البلد الحرام ، وان الجريمة فيه اشد من غيره.

ثانيها : أن صنعوا لها عملية ( إخراج ) بتصعيد اقتتال أهل السلطة و أهل الحكومة وسفك الدماء البريئة لإدخال الرعب في قلوب أهل فلسطين ليقبلوا بالاتفاق الكارثة حقناً للدماء .

 ثالثا: أن جاء هذا الإقرار والاعتراف بدولة اليهود في الوقت الذي هي فيه تصعد إجرامها في حفريات المسجد الأقصى وقضمه بالتدريج على مرأى و مسمع من الحكام و السلطة .

وجاء في البيان أيضا : " انه بدلاً من تحريك الجيوش لنصرة الأقصى فهم يوقعون الاتفاقيات التي تنص على ( الالتزام و الاحترام ) بقرارات "تقر بكيان اليهود المغتصبين للأقصى والمرتكبين للمجازر فيه " .

وأضاف بيان حزب التحرير الفلسطيني : "لقد كان واضحاً لكل ذي بصر و بصيرة ، منذ أن نجحت ، أو ما اسماه الحزب " أنجحت " حماس في الانتخابات الفلسطينية بهذه الكثرة الكاثرة من الأصوات ، أن شركاً أعد لحماس لتوصيلها إلى الحكم لتنتهي إلى ما انتهت إليه فتح من قبل ، وهو التدرج في خطوات القبول بكيان اليهود والمناورة اللفظية لترويض الأتباع إلى حد الاعتراف الصريح بدولة اليهود في المحتل من فلسطين عام 1948 مقابل توقع سماح اليهود بشبه دولة هزيلة في المحتل من فلسطين عام 1967 أو في جزء منه ، وذلك لتحصل دولة اليهود على اعتراف الحركات الفلسطينية المغلفة بالإسلام كما حصلت من قبل على اعتراف الحركات الفلسطينية المغلفة بالعلمانية والوطنية ، فيكون بذلك اليهود قد أطبقوا على معظم فلسطين بموافقة من يسمون أنفسهم بالوطنيين والعلمانيين والإسلاميين ، وتعلن دولة اليهود بذلك أن احتلالها لفلسطين أصبح شرعاً مستقراً بأمن و سلام ".

وختم البيان برسالة وجهها إلى المسلمين قال فيها " إن فلسطين تناديكم ، وتستغيث بكم أن تنقذوها من احتلال اليهود ، فإن لم تستطيعوا أو لم تمكنوا من إنقاذها اليوم ، فلا تقروا احتلال اليهود بأي شبر منها ، حيث التنازل عن جزء يقود إلى التنازل عن أجزاء فإنه من يهن يسهل الهوان عليه ".

ثلاث قوى فلسطينية تدرس عدم المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية

وأعلنت ثلاث قوى فلسطينية يوم الأربعاء أنها تدرس إمكانية عدم المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي اتفقت حركتا ( فتح ) و ( حماس ) على تشكيلها في مكة المكرمة .

وقالت الهيئات القيادية للجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين وحزب الشعب الفلسطيني في بيان لها : أنها تدرس مسألة عدم الاشتراك في حكومة الوحدة الوطنية و البقاء في صف المعارضة النيابية احتجاجا على ما وصفته " بالمحاصصة بين حركتي فتح وحماس في أعقاب اتفاق مكة.

ووصف البيان الذي (( حصلت عليه مأرب برس )) اتفاق حركتي فتح وحماس بشأن حكومة الوحدة " " بأنه صفعة وجهت للقوى الأخرى في الساحة الفلسطينية في موضوع الشراكة السياسية والتي حسمت بيد الطرفين فتح وحماس في حين أبقى للفصائل الأخرى الفتات".

ومن المقرر أن يشرع رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية بتشكيل الحكومة الجديدة عقب استقالة الحكومة الحالية وتسلمه لكتاب التكليف الجديد بتشكيل الحكومة.

 وكانت حركتا فتح وحماس قد اتفقتا في قمة مكة الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين الملك المفدى عبد الله بن عبد العزيز على منح حركة حماس 9 حقائب وزارية وست لفتح وخمس للمستقلين وأربع حقائب للكتل البرلمانية الأخرى في المجلس التشريعي ..

مأرب برس تلتقي بقادة اليسار الفلسطيني

هذا وفي الوقت الذي أعلن فيه مسئول كبير في السلطة الفلسطينية أن هناك صعوبات كثيرة تواجه ممثلين الرئيس الفلسطيني ، محمود عباس في العاصمة الأمريكية واشنطن حيال تسويق حكومة الوحدة الوطنية التي تم الاتفاق على تشكيلها بين حركتي فتح وحماس في مكة المكرمة ..في ذات الوقت لم تخف فصائل اليسار الفلسطيني ( الجبهتين الشعبية والديمقراطية ، وحزب الشعب ) خيبة أملها مما وصفته بـ تكريس الثنائية والاستقطاب الحاد بين حركتي فتح وحماس , مؤكدة أنه إذا ما بقي اتفاق مكة بين فتح وحماس ولم تشارك فيه القوى الأخرى فسيكون نتيجته الفشل نتيجة للملفات التي ربما ستعترض تطبيقه على ارض الواقع لا سيما الملف الأمني ..

و بعد أن حصلت "مارب برس "على بيانات لليسار الفلسطيني ناقدة لاتفاق مكة التقت بقادة اليسار لاستطلاع رأيهم وأخذ مواقفهم عن قرب ..

النائب قيس عبد الكريم ، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أكد ترحيب جبهته باتفاق مكة بين حركتي فتح وحماس الذي شكل خطوة ايجابية وهامة على طريق حقن الدم الفلسطيني ووضع حد للفتنة وفتح الطريق من اجل تعزيز الوحدة في مجابهة التحديات الخطرة التي يواجهها الشعب الفلسطيني .. وفي حديث خاص لـ" مأرب برس " قال النائب عبد الكريم : نحن نتطلع إلى تنفيذ هذا الاتفاق والبدء بحوار وطني شامل من اجل وضع آليات التطبيق ولتحديد الأسس التفصيلية والمعالم والبرنامج المفصل لحكومة وحدة وطنية مرتقبة بمشاركة جميع ألوان الطيف السياسي الفلسطيني ، وكذلك البدء بعملية تطوير وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية من خلال انتخابات المجلس الوطني تجري على أساس تمثيل نسبي .

ويدعو النائب عن الجبهة الديمقراطية , الذين وقعوا على اتفاق مكة, للعودة إلى الحوار الوطني الشامل, للوصول إلى حكومة وحدة وطنية حقيقية تقوم على الشراكة السياسية وليس المحاصصة, إضافة إلى برنامج سياسي مشترك منبثق من وثيقة الوفاق الوطني, وقائم على أساس قرارات الشرعية العربية والدولية .. مؤكدا على ضرورة إقرار قوانين التمثيل النسبي في العمليات الانتخابية, لضمان الوحدة ودمقرطة مؤسسات المجتمع والمؤسسات الوطنية, وللخلاص من التفرد والاحتكار والمحاصصة, مشددا على أهمية التئام اللجنة الوطنية العليا لتفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية وفقاً لما ورد في وثيقة الوفاق الوطني.

و "" في تعقيب الجبهة الديمقراطية على توزيع الحقائب الوزارية ..حيث تحدثت وسائل الإعلام على 9 حقائب لحماس و6 لفتح وكل كتلة برلمانية حقيبة واحدة بحيث يكون للجبهة الديمقراطية حقيبة واحدة و5 حقائب لمستقلين ، "" ، قال النائب عبد الكريم في تعقيب الجبهة الديمقراطية على هذه التوليفة الوزارية : " إن ما جرى في مكة هو حوار ثنائي، وحوار محاصصة واقتسام نفوذ، يفتقد للشراكة الحقيقية ..وأشار زيدان إلى أن ما جرى يمكن تعديله، عن طريق الحوار الشامل لإعادة النظر في بعض القضايا، ومنها طبيعة وعدد الوزارات، مؤكدا على أن المعروض حاليا هو تهميش للقوى الأخرى على الساحة الفلسطينية.

الجبهة الشعبية غير راضية على توزيع الحقائب وتعلق موقفها من المشاركة في حكومة الوحدة

وجددت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين انتقادها لاستمرارية الحوار الثنائي بين حركتي فتح وحماس ؛ وقال النائب عن الجبهة جميل المجدلاوي لـ (( مأرب برس))) إنه إذا بقيت الأمور في حدود الاتفاق الثنائي بين حركتي فتح وحماس, فإن ذلك يمثل رسالة سلبية منهما لباقي القوى، حيث سيكون من الطبيعي أن تتحدد مواقف هذه القوى على ضوء هذه الرسالة.

وفيما إذا كانت هذه المواقف هي عدم المشاركة قال انه من المبكر الحديث عن عدم المشاركة؛ وإنما سيتم تحديد الموقف من المشاركة في الحكومة على ضوء ما سيجري.

وأكد المجدلاوي على انه لم يجر اتصال بعد بالجبهة للمشاركة في الحكومة، عازياً ذلك إلى عدم البدء بالحوارات بشأن تشكيلها، مشيراً إلى أن ذلك سيكون بعد تقديم الحكومة الحالية استقالتها, وتسلم رئيس الوزراء المقبل كتاب التكليف.

وقال النائب عن الجبهة:" لسنا طرفاً في الاتفاق الثنائي بينهما وهذا الاتفاق يطرح مجموعة أسئلة حول ما ورد عن البرنامج السياسي فإذا كان البرنامج السياسي هو ما ورد في كتاب التكليف فنحن نرى أن هذا يشكل هبوطاً عن وثيقة الوفاق الوطني وأيضاً طرحنا تساؤلاً حول أسس المشاركة التي تجعل من الحكومة القادمة حكومة وحدة وطنية فعلية لأننا نعتبر ما جرى بين الأخوة في حركتي فتح وحماس هو اتفاق ثنائي بينهما لا يمكن قبول التعامل معه على طريقة إما أن تأكلوا ما تركناه لكم أو ما نحن سائرون به بشكل ثنائي.

وشدد المجدلاوي على ضرورة أن تكون حكومة الوحدة الوطنية مستندة على وثيقة الوفاق الوطني وخاصة اللقاءات البرنامجية وأسس تشكيل المؤسسات التنفيذية والائتلافية بشكل عام وان تكون تجسيدا لشراكة حقيقة تحفظ التعددية والديمقراطية وتمكن من الممارسة الشفافة التي تعود بكل شيء للجماهير،وقال: إن هذه الأسس التي ستطرحها الجبهة عندما يبدأ الحوار مع رئيس الوزراء المكلف أو مع الحركتين.

وفي رده على سؤال لــ (( مأرب برس))) هل أنتم راضون عن توزيع الحقائب الوزارية ، أجاب المجدلاوي : بالتأكيد نحن غير راضون .. كون العلاقات الفلسطينية لم تقوم في يوم من الأيام على هذه القاعدة اعتقد أنها لم تقوم على هذا ؛ إن حركتي " فتح وحماس " اتفقتا على هذا ،وكأنهما تقولان فإما أن تقبلوه أو ترفضوه ؛ العلاقات الفلسطينية لا تقوم على هذا الأساس وبرأيي لن تقوم .

وفي رده على سؤال هل أنتم راضون عن فكرة المحاصصة ومنطقها واقتسام النفود بين الحركتين ، أجاب بالتأكيد نحن غير راضون .

وفي رده على سؤال آخر هل لديكم اعتراض ستقدموه في الاجتماعات اللاحقة ، أجاب المجدلاوي لدينا اعتراض على المنهج والآليات ، نعم نحن نفهم أن حركتي فتح وحماس هما الحركتان الأكبر على الساحة الفلسطينية ، ولكن هذا لا يعطيهم الحق في اقتسام كل شيء ، وترك ما يتركانه للآخرين ..

ويقول المجدلاوي : " ان ما جرى في اتفاق مكة بين الفصيلين "فتح وحماس" لا يعكس الوجهة التي سعينا من خلالها على أن يكون اتفاقا شاملا يحشد كل القوى لمواجهة التحديات القادمة ؛ مستبعدا أن يعمل اتفاق مكة على إخراج الوضع الفلسطيني من الأزمة لأن سبب الاقتتال الماضي هو فشل توصل الطرفين إلى اتفاق , وإذا ما بقي اتفاق مكة بين فتح وحماس ولم تشارك فيه القوى الأخرى فسيكون نتيجته الفشل نتيجة للملفات التي ربما ستعترض تطبيقه على ارض الواقع لا سيما الملف الأمني.

حزب الشعب: المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية مبنية على النقاش الذي سيفتح في غزة

أما الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني ، بسام الصالحي, فقال : إن المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية مبنية على النقاش الذي سيفتح في غزة والإطلاع على طبيعة الاتفاق وما جاء في تفاصيليه , معلقا المشاركة في الحكومة القادمة , على المشاورات في غزة, وطبيعة البرنامج الحكومي وآليات المشاركة وإذا لم يتم ذلك سنبقى في المعارضة .. إلا أن الصالحي استدرك قائلا : نحن مرتاحون إلى القضايا الرئيسة التي تم الاتفاق عليها في مكة ؛ مؤكدا أن أهم ما في اتفاق مكة انه أوقف نزيف الدم والذي كاد يحطم النسيج الاجتماعي والنظام السياسي الفلسطيني.

مشعل ينفي خلافات على حكومة الوحدة ويؤكد التزام حماس باتفاق مكة

ويوم أمس أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ، المتواجد في العاصمة السورية "دمشق" عدم وجود خلافات في موضوع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، مؤكداً التزام حركته اتفاق مكة وسرعة تنفيذه .. ونفى ترشيحه لمنصب نائب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية لأن المسألة ليست مناصب أو غنائم توزع وقال مشعل عقب لقاءه كلاً من نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم : إن الأيام المقبلة ستشهد بحثاً تفصيلياً في موضوع تشكيل حكومة الوحدة، وتابع : حكومة الوحدة الوطنية ستتشكل، والحصار لا بد أن يرفع، ولا عذر للمجتمع الدولي في عدم رفع الحصار الظالم، والذي يصر على استمرار الحصار سيعزل نفسه عن المجتمع الدولي لأن غالبية الدول رحبت بالاتفاق الفلسطيني»، مضيفاً: من يعادي فتح وحماس معاً يعادي كل الفصائل والشعب الفلسطيني. نحن مصرون على وفاقنا وتنفيذه، ومصرون على ضرورة رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني .

وأكد مشعل أن اجتماعاً قريباً سيعقد في دمشق للاتفاق على بعض الخطوات التحضيرية لإعادة بناء منظمة التحرير وتفعيلها، ومنها تسمية المستقلين، ليكون تمهيداً للقاء الذي سيعقد في القاهرة وفق الآلية التي حددها إعلان القاهرة عام 2005.

وقالت مصادر رسمية : إن مشعل أطلع الشرع والمعلم على نتائج اجتماعات مكة والاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الفلسطينيين لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وعبر الشرع عن ارتياح سورية لهذا الاتفاق الذي من شأنه تعزيز الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني بما يخدم تحقيق تطلعاته المشروعة وكسر الحصار الجائر المفروض عليه ، فيما شدد المعلم على أهمية تطبيقه بما يضمن وحدة الشعب الفلسطيني من أجل التصدي لممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خصوصاً في محيط الحرم القدسي الشريف.

عباس أرجأ خطابه بعد اشتراط هنية

وكان مستشار الرئيس الفلسطيني ، نبيل أبو ردينة قد أكد أن الرئيس محمود عباس أجل خطابه الذي كان مقررا اليوم الخميس "15/2" إلى اجل غير مسمى دون أن يذكر الأسباب .

وقال ابو ردينة في مؤتمر صحفي مقتضب عقده مساء الأربعاء في مدينة رام الله : " نحن ملتزمون باتفاق مكة ولا نقبل أي تغيير أو فرض شروط جديدة ومطلوب من الجميع الالتزام باتفاق مكة بالكامل ويجب أن يتجنب الجميع الحديث عن أية شروط ..وحول التصريحات التي أدلى بها بعض قادة حماس والتي تحدثت عن خلافات يجب حلها قبل تقديم هنية استقالته قال، أبو ردينة " إن ذلك الحديث يتناقض مع روح الوحدة الوطنية والوفاق التي بثها هذا الاتفاق الذي جاء ثمرة طيبة للجهود التي بذلتها الشقيقة المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز".

وأضاف مستشار الرئيس الفلسطيني " أن بعض التصريحات التي يطلقها البعض من خلال وضع اشتراطات من خارج الاتفاق، وتتنافى مع جوهره لا يمكن التعامل معها أو القبول بأساليب الابتزاز، ذلك أن اتفاق مكة واضح لا لبس فيه ولا غموض، ولا يقبل التأويل ، وتعدد التفسيرات، كما أن أية اشتراطات توضع على تنفيذه ترمي فعلياً إلى التهرب مما يلقيه على الأطراف الموقعة عليه من مسؤوليات واستحقاقات وطنية غير قابلة للاجتهاد".

وأوضح أبو ردينة " أن اتفاق مكة المكرمة الذي أسس لمرحلة جديدة من الوفاق الوطني، ونأى بالساحة الفلسطينية عن خطر الانزلاق إلى هاوية الاقتتال والاحتراب الداخلي، وأنقذ السلم الأهلي، وأعاد الاعتبار للوحدة الوطنية، يعتبر إنجازا وطنياً للشعب الفلسطيني وقواه وفصائله، ما يحتم على الجميع الحفاظ عليه وحمايته، والشروع في تطبيقه دون أي تأخير.

عقبة جديدة في طريق الاتفاق

وكان النائب عن حركة حماس ، د. يحيى موسى قد رجح عقد لقاء بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية لدي عودة الأول لغزة الخميس ، مشيراً إلى بعض النقاط العالقة التي ستبحث في اللقاء .

وقال النائب د. يحيى موسى : إن استقالة رئيس الوزراء الآن -تمهيداً لتشكيل حكومة الوحدة- سابق لأوانها ، موضحا أن نقاطاً عديدة ما زالت تحتاج للبحث قبل هذا الاستقالة، منها: كل قرارات ومراسيم الحكومة الحالية التي تم تعطيلها سابقاً، بالإضافة لبحث موضوع وزارة الداخلية، حيث إن الرئيس لم يعطي موقفاً بشأن المرشح المستقل الذي طرحته حماس، وهو حمودة جروان .

و نوه موسى إلى نقطة أخرى، وهي أن اتفاق مكة ضَمن لحماس ترشيح ثلاثة وزراء مستقلين ولفتح ترشيح اثنين، وقال:" فتح تريد احتساب مرشح وزارة الخارجية د. زياد عمرو على أنه رُشح من حماس، رغم أن الرئيس هو من رشحه..!".

وأشار إلى أن المرشح الفتحاوي لمنصب نائب رئيس الوزراء لم يعرض بعد، مستبعداً أن يكون النائب محمد دحلان ، ومرجحاً أن يكون شخصية من الضفة الغربية المحتلة.

وكانت مصادر مقربة من حركة حماس قد قالت يوم الأربعاء :إن اسماعيل هنية ، رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي والمكلف بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية , يؤخر تقديم استقالة حكومته الحالية إلى حين استجابة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لثلاثة شروط تتمثل في:

أولا : موافقة الرئيس على جميع القرارات التي اتخذتها حكومة حماس بما فيها" تشكيل القوة التنفيذية والتعيينات التي أقرتها الحكومة التي ترأسها حركة حماس.

ثانيا: الاتفاق المسبق على تسمية وزير الداخلية.

ثالثا : احتساب وزير الخارجية د . زياد أبو عمرو على حصة المستقلين الذين تختارهم فتح وليس على حصة المستقلين من حصة حماس علماً أن اتفاق مكة يمنح فتح تسمية 3 مستقلين وحماس مستقلين اثنين.

ويوم أمس الأربعاء أكد د . اسماعيل رضوان الناطق باسم حركة حماس في غزة أن إعلان استقالة حكومة هنية متوقفة على نتائج لقاء الرئيس عباس ورئيس الوزراء اليوم الخميس في غزة.

وأكد, رضوان أن المعيق الأساسي أمام تشكيل الحكومة هو الاتفاق على الشخصية التي سترأس حقيبة الداخلية, بالإضافة إلى الاتفاق مع الفصائل والتفاهم معها حول مشاركتها في الحكومة والحصول على تأكيدات من الرئيس بموافقته على القرارات التي أصدرتها الحكومة الحالية؛ لكنه عاد وقلل من أن تقف تلك النقاط عائقا كبيرا , منوها إلى أن لقاء الرئيس ورئيس الوزراء سيذلل تلك المعيقات؛ مضيفا : " أن الرئيس عباس وافق على القرارات والتعيينات التي أقرتها الحكومة الحالية ولكن سنؤكد ذلك خلال لقاء هنية بالرئيس اليوم في غزة ، ونفى رضوان الأنباء التي تحدثت عن احتفاظ حماس بأسماء وزراء لشغل مناصب وزارية في الحكومة المقبلة , مؤكدا أن الحركة في اجتماعات دائمة ومكثفة لبحث الأسماء المناسبة .

وكان محمد المدهون رئيس ديوان رئيس الوزراء قد قال : إن حركة حماس قدمت لفتح وللرئيس عباس اسمي مرشحيها لوزارة الداخلية وهما حمودة جروان وناصر مصلح, موضحا انه ""لم يأت رد حتى الآن ، إذا لم يتم قبولهما فمن الممكن أن تنظر حماس بترشيح شخص ثالث مستقل لهذا المنصب".

فتح لا تقبل بالشروط

من جهته رفض عبد الحكيم عوض المتحدث حركة فتح تدخل حركة حماس في اختيار وزراء فتح في حكومة الوحدة المرتقبة ، واستغرب عوض تصريحات قادة حماس ووضعها اشتراطات جديدة واحتساب ، زياد أبو عمر من المستقلين الذين أسمتهم حركة فتح وان آلية اختيار الوزراء في الوزارات السيادية جرى الاتفاق عليه في مكة وأن باقي الوزارات المستقلة جرى الاتفاق عليها كذلك.

واعتبر عوض الشروط والتصريحات عائقا أمام بدء الإجراءات الدستورية لتشكيل حكومة الوحدة التي جرى الاتفاق عليها في مكة واصفا تصريحات قادة حماس بأنها تشويش على ما تم إنجازه في مكة.

وشدد عوض على ضرورة الالتزام نصا وروحا بما تم الاتفاق عليه برعاية المملكة العربية السعودية مؤكدا التزام حركته التزاما كامل بكل ما اتفق عليه.

وأوضح الناطق باسم حركة فتح انه لا يحق لأي شخص من قيادات حركة حماس التدخل في موضوع تسميه وزراء حركة فتح في حكومة الوحدة ؛ مضيفا أن مسألة ترشيح نائب لرئيس حكومة الوحدة شأن فتحاوي سواء كان هذا المرشح هو محمد دحلان أو غيره من الحركة ؛ وأكد عوض على أن اتفاق مكة لا يشترط أن يكون نائب رئيس الوزراء من الضفة الغربية ومن يقرر اختيار وزراء فتح المشاركين في حكومة الوحدة فقط اللجنة المركزية للحركة ؛والمجلس الثوري وقيادات حركة فتح .

هنية: نحن ماضون نحو الإجراءات الدستورية

وكان رئيس الوزراء ، اسماعيل هنية قد قال في مستهل الاجتماع الأول للحكومة بعد اتفاق مكة : إن حكومته تسير باتجاه تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بموجب اتفاق مكة.

وأضاف هنية :" نحن ماضون نحو الإجراءات الدستورية المتعلقة بهذا الخصوص وسنسرع بهذه الإجراءات لترى حكومة الوحدة النور في اقرب وقت ممكن .

وأكد هنية على دعم مجلس وزرائه لاتفاق مكة والعمل بموجبه على كافة الصعد وباتجاه كافة العناوين الواردة في الاتفاق؛ مؤكدا على اهمية الالتزام بالاتفاق من قبل الجميع وخاصة ما يتعلق بصون الدم الفلسطيني..

وقال محمد المدهون رئيس ديوان رئيس الوزراء : إن "لقاء سيعقد بين عباس وهنية الخميس على الأغلب وسيجري الاتفاق على الاستقالة والتكليف" ، موضحا أن الحكومة المستقيلة "ستبقى حكومة تسيير اعمال".

وينص اتفاق مكة الذي ابرم في الثامن من شباط/فبراير على تشكيل حكومة وحدة وطنية بين فتح وحماس على أن تتولى حماس تسع حقائب وزارية وتختار ثلاثة وزراء مستقلين بينهم وزير الداخلية على أن تتولى فتح ستة وزارات وتسمي وزيرين مستقلين بينهم وزير الخارجية.

عباس يلتقي هنية اليوم لمناقشة تشكيل حكومة الوحدة

وفي نبأ لاحق وصل (( مأرب برس)) أكدت الحكومة الفلسطينية الحالية التي تقودها حركة حماس تمسكها باتفاق مكة وحرصها على تطبيقه نصا وروحا، مشيرة ان رئيس الوزراء يرحب بلقاء الرئيس في غزة اليوم الخميس، مؤكدة أن اللقاء سيساهم في دفع الأمور قدما خصوصا فيما يتعلق بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

واضافت الحكومة في بيان لها " وصل مأرب برس" أن الحديث عن طرح شروط واشتراطات لتطبيق اتفاق مكة هي اختلاقات اعلامية هدفها التأثير السلبي على مجريات الامور, مؤكدة بان عددا من القضايا التفصيلية ضمن الاتفاق ستطرح خلال لقاء عباس – هنية.

وحذرت الحكومة الفلسطينية من المعلومات التي وصفتها بالمغلوطة والتأويلات غير الدقيقة التي تنشر في وسائل الإعلام حول اللقاء المتوقع بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء هنية في غزة، مشيرة أن بعض المعلومات من شانها اثارة البلبلة والاضطراب وخلق اجواء سلبية في الشارع الفلسطيني.

 وعن تأخير تشكيل الحكومة وتقديم كتاب الاستقالة، عزى متحدث باسم حماس ذلك إلى ما قال عنه أنه من الطبيعي أن يتخلل عملية تشكيل الحكومة مشاورات شكلية وروتينية لا تمس جوهر الاتفاق، مشدداً على حرص الحركة على نجاح الاتفاق، ومبشراً بالخروج بحكومة الوحدة الوطنية قريباً ..

صعوبات تواجه وفد عباس في واشنطن حيال تسويق حكومة الوحدة 

وأعلن مسئول كبير في السلطة الفلسطينية أن هناك صعوبات كثيرة تواجه ممثلين الرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاصمة الأمريكية واشنطن حيال تسويق حكومة الوحدة الوطنية التي تم الاتفاق على تشكيلها بين حركتي فتح وحماس في مكة المكرمة ..

وقال المسئول الذي فضل عدم كشف هويته في تصريحات لوسائل الإعلام الفلسطينية : إن رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير ، د . صائب عريقات ، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، ياسر عبد ربه حاولا مرارا وتكرارا إقناع المسئولين الأمريكيين بخطة سير حكومة الوحدة إلا أن المسئولين الأمريكيين أبدو تحفظاتهما حيال وزراء حركة حماس في حكومة الوحدة .. وأضاف المسئول الفلسطيني أن المسئولين الأمريكيين ابلغا عريقات وعبد ربه رفضهما التعامل مع وزراء حماس إلا أن ممثلين عباس أصرا على إقناع واشنطن بحكومة الوحدة في محاولة لرفع الحصار السياسي والاقتصادي عن الشعب الفلسطيني ..وأشار المصدر الفلسطيني إلى أن المحادثات انصبت على التحضير للقاء القمة المرتقب بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي ، أيهود أولمرت ، ووزيرة الخارجية الأمريكية ، كونداليزا رايس في التاسع عشر من هذا الشهر والقضايا الأساسية وهي الأمن والدولة الفلسطينية حيث وصفت المحادثات بالايجابية والمثمرة.

حماس : لن يكون لدينا مشكلة مع الرئاسة .. نحن ملتزمون تماما بما جاء في اتفاق مكة

هذا وأكدت حركة حماس التزامها الكامل بما تم الاتفاق عليه في مكة والذي نص على احترام حكومة الوحدة للاتفاقات الموقعة وقرارات الحكومات السابقة.

وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية " حماس" خالد مشعل في تصريحات صحافية له من دمشق أن حركته ملتزمة بما جاء في كتاب تكليف الحكومة" الذي ينص على احترام الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل مؤكدا أنها تعتمد "لغة سياسية جديدة".

وقال مشعل في تصريحاته : "نحن ملتزمون بما تم الاتفاق عليه في مكة المكرمة وقبلها في وثيقة الوفاق الوطني للأسرى وان كتاب التكليف للحكومة التي سيكون برنامجها على أساس القواسم المشتركة لكل الفصائل ملتزمون به".

وأوضح مشعل "نعم اتفاق مكة لغة سياسية جديدة لحماس" ، و"احترام الاتفاقيات لغة جديدة لأن ذلك ضرورة وطنية ويجب أن نتحدث بلغة تتناسب مع المرحلة وفي إطار رؤية مشتركة مع جميع الفصائل" ، لكنه أضاف انه "يبقى لكل فصيل قناعاته السياسية".

من ناحيته قال المتحدث باسم حماس ،د . إسماعيل رضوان : إن حركته تلتزم التزاما كاملا باتفاق مكة وبما يحافظ على المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني ولا توجد أية تحفظات لحماس وإذا كان لها مواقف فإنها ستكون داخل الحركة فقط ؛ مضيفا: نحن لن يكون لدينا مشكلة مع الرئاسة تجاه ما يتم التصريح به وذلك من باب الحفاظ على الوحدة الوطنية .وأكد رضوان أن البرنامج الحكومي لحكومة الوحدة سينبثق من وثيقة الوفاق الوطني وسيصاغ ضمن محدداتها, وسيكون البرنامج ملبيا للقاسم المشترك لكل الفصائل ؛ مشيرا إلى أن الحكومة الفلسطينية الحالية ستقدم استقالتها فور عودة الوفود إلى غزة, على أن يباشر رئيس الوزراء المكلف اسماعيل هنية بتشكيل حكومة الوحدة خلال فترة أسبوع.

فحوى اتفاق مكة

ووقعت حركتا فتح وحماس اتفاق مكة ، وتلا مساء الخميس"8/2" نبيل عمر المستشار الإعلامي للرئيس عباس نص الاتفاق ونص كتاب التكليف لرئيس الوزراء اسماعيل هنية ؛ وجاء فيه :

- التأكيد على تحريم إراقة الدم الفلسطيني وتأكيد الوحدة الوطنية لتحقيق الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني.

-الاتفاق على اعتماد لغة الحوار كأساس لحل الخلافات بين الإخوة.

-الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة والشروع العاجل في اتخاذ الإجراءات الدستورية لتكريسها.

-المضي قدما في إجراءات إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية استنادا إلى اتفاقيتي القاهرة وإعلان دمشق.

- تأكيد مبدأ الشراكة السياسية على قاعدة التعددية السياسية.

 كما تلا نبيل عمرو مستشار الرئيس نص كتاب التكليف الذي سيرسله الرئيس محمود عباس لرئيس الوزراء اسماعيل هنية وجاء فيه ادعوكم خلال الفترة القادمة كما نص عليها القانون الأساسي لتشكيل حكومة وحدة وطنية..كما ادعوكم كرئيس للحكومة القادمة للالتزام بمصالح الشعب الفلسطيني العليا والحفاظ على مكتسباته كما أقرتها المجالس الوطنية المتعاقبة وقرارات القمم العربية واحترام اتفاقات منظمة التحرير.