حكومة هنية : هناك شرذمة مجرمة تصر على استمرار القتل بهدف إشعال حرب أهلية ..

السبت 27 يناير-كانون الثاني 2007 الساعة 04 مساءً / غزة / مأرب برس / رندة عود الطيب/ خاص
عدد القراءات 3418

لليوم الثاني على التوالي تواصلت الصراعات الدموية الدائرة بين حركتي فتح وحماس في غزة ، ليرتفع عدد القتلى من كلا الطرفين إلى ثمانية عشر قتيلا وأكثر من ستين جريحا ....!!

وأفاقت مدينة غزة اليوم السبت على أصوات إطلاق النار الكثيف والانفجاريات المتلاحقة, فيما شهدت شوارع المدينة حالة من التوتر الشديد, وسط مشاهد لم يألفها المواطنون في العادة

وأكدت مصادر طبية فلسطينية سقوط قتيلين وإصابة ثالث بجراح اليوم في اشتباكات بالقرب من الجامعة الإسلامية غرب مدينة غزة.

وحسب المصادر المحلية والطبية فقد قتل في ساعات الفجر الأولى احد عناصر جهاز الأمن الخاص في اشتباكات وقعت في شارع عمر المختار بمدينة غزة؛ كما أدت الاشتباكات المتفرقة في تل الهوى .

 وسمع إطلاق نار كثيف في المنطقة التي يقع فيها مقر الأمن الوقائي وفي محيط مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة .. وقال شهود عيان : إن تبادلاً لاطلاق النار يقع بين الحين والآخر في مدينة غزة , فيما تطارد سيارات يستقلها مسلحون بعضها البعض في شارع الجلاء وسط المدينة وبالقرب من مقر السرايا "تجمع الأجهزة الأمنية" إلى تل الهوى, دون ورود معلومات كافية عن نتائج هذه الاشتباكات.

وفي تطور آخر أختطف مسلحون مجهولون ظهر اليوم السبت إبن شقيق الناطق باسم حركة فتح في غزة عبد الحكيم عوض, خلال تواجده بالقرب من مستشفى الشفاء بغزة واقتادوه الى جهة مجهولة.

وقالت مصادر محلية في مدينة غزة : إن عناصر القوة التنفيذية التابعة لوزير الداخلية " الحماسي " سعيد صيام تحاول اقتحام مقر جهاز الأمن الوقائي بين اللحظة والأخرى, فيما يعمد عناصر الجهاز إلى صد محاولات الاقتحام، وسمعت في ساعات ليل الجمعة وفجر أمس السبت أصوات انفجارات عالية بالمكان.

وكانت الاشتباكات التي اندلعت منذ مساء الخميس ويوم الجمعة أسفرت عن مقتل 15 فلسطينينا بينهم طفل يبلغ عمره عامان في الاشتباكات الدائرة بين أنصار حركتي فتح وحماس في أنحاء متفرقة من قطاع غزة . 

 إلى ذلك أعلنت كتائب الأقصى التابعة لحركة فتح أنها أفرجت عن جميع المختطفين والبالغ عددهم تسعة أفراد والذين تم احتجازهم في مدينة نابلس ، شمال الضفة الغربية ..جاء ذلك بعد أن أنهت القوة التنفيذية حصارها لمنزل الناشط الفتحاوي "منصور شلايل" في مخيم جباليا نتيجة تدخل قوات الأمن الوطني الفلسطيني وحرس الرئاسة، بعد حصار استمر لساعات، وقعت خلاله اشتباكات عنيفة وتبادل إطلاق نار عنيف قُتل على إثره فلسطينيين وأصيب عدد اخر.

وقالت كتائب الأقصى في نابلس :إن المجموعة التي اختطفتها كانت أثناء التدريب وصودرت الأسلحة التي كانوا يتدربون عليها؛ واضافت أنها ليست بمعزل عما يجري في قطاع غزة من اعتداءات بحق كوادر وأبناء فتح وهي ستدافع عن نفسها

الحكومة الفلسطينية : هناك شرذمة مجرمة تصر على الاستمرار في القتل و سفك الدماء بهدف إشعال حرب أهلية

وتعقيبا على الأحداث الدامية ، وبعد وقف مفاوضات الحوار لتشكيل حكومة وحدة وطنية, وإعلان حركة "تجميد الحوار" مع حركة فتح ؛ أصدرت الحكومة الفلسطينية ابقيادة حركة حماس بيانا (( وصل مأرب برس )) ، قالت فيه : إنها تنظر بخطورة بالغة إلى التطورات الأخيرة في الضفة الغربية و قطاع غزة و التي سقط فيها ضحايا و مصابين و انتهكت فيها حرمات المساجد و البيوت .

وتابع البيان : إن الأحداث الخطيرة بدأت لدى تعرض أفراد من القوة التنفيذية إلى عملية قتل غادرة في شمال قطاع غزة فجرت خلالها سيارة تابعة للقوة التنفيذية و استشهد فيها احد أفراد القوة و اصيب آخرون ,ثم جرت عمليات إطلاق نار ضد أفراد هذه القوة و عناصر من حركة حماس شمال قطاع غزة من قبل أفراد و مجموعات معلومة و إطلاق القذائف على بيت وزير الخارجية , د . محمود الزهار ، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة على هذه الاعتداءات الآثمة و التي لم يكن وراءها سبب سوى إعادة توتير الأجواء و زيادة الاحتقان في الشارع الفلسطيني بعد أن مر بفترة من الهدوء و الاستقرار .

وأضاف البيان الحكومي : انه لم يرق للبعض أن يرى الشارع الفلسطيني بنعم بالهدوء و الأمن و أن يرى الحوار الفلسطيني قد انطلق محققا خطوات ايجابية و طيبة , فاثر اللجوء إلى أساليب مجرمة في القتل و الاغتيال و سفك الدماء و التعدي على الحرمات وصلت إلى حد انتهاك حرمات المساجد و قتل المصلين و إطلاق النار على الأبرياء بقصد القتل, إضافة إلى عمليات الخطف التي طالت الأبرياء في الضفة الغربية .

وأوضح البيان : انه و بالرغم من الجهود التي بذلت بهدف احتواء الموقف ووقف عمليات القتل إلا أن هؤلاء الشرذمة المجرمة أصرت على الاستمرار في القتل و سفك الدماء بدون وجه حق ,و ليس لها من هدف سوى إشعال حرب أهلية تحرق الأخضر و اليابس و تحرم شعبنا من لحظة راحة و اطمئنان ..

وورد في بيان الحكومة الفلسطينية : إن هؤلاء الموتورين الذين يشيعون في الأرض فسادا و خرابا و قتلا و إشاعة للفوضى و الاضطراب هم اقرب ما يكونون إلى خدمة أعداء شعبنا و تنفيذ مخططاته .

وتابع البيان : " لقد استبشرنا جميعا بانطلاق الحوار الوطني و كنا نأمل أن يقودنا ذلك إلى صيغة وفاق و اتفاق يجمع شمل شعبنا في طريق واحد و يضمد جراحاتنا و يصحح مسارنا ,إلا أن هؤلاء ذوي النفوس المريضة يأبون إلا أن يفسدوا علينا كل معنى للفرح و الاستبشار فزرعوا الخوف و الرعب و الحزن و الألم في كل بيت و شارع و روعوا الآمنين في الطرقات و المساجد ..

وجاء في البيان : إنهم لا يريدون حوارا و لا وحدة وطنية ..أنهم لا يرغبون في وفاق وطني بل ما يريدونه هو القتل و الانقسام و خلق الإحباط و الشعور باليأس من خلال أفعالهم المجرمة .

وأخيرا أكد بيان الحكومة الفلسطينية التي تقودها حماس بان هؤلاء المجرمين لن يفلتوا من العقاب وسينالون جزاءهم العادل آجلا أم عاجلا بسبب ما اقترفوه من جرائم بشعة بحق أبناء شعبنا و بسبب خروجهم عن كل القيم و الأعراف و انحرافهم إلى مستوى لا يعرف خلقا و لا دينا .. وأن الحكومة الفلسطينية ستعمل بكل جهد مستطاع لإعادة الأمن و الهدوء و فرض النظام و منع هؤلاء القتلة من العبث بأمن شعبنا و حياته ..