دويتشه فيله: هل خرج صالح من الباب ليعود من الشباك ؟

الأحد 08 إبريل-نيسان 2012 الساعة 10 مساءً / مأرب برس - سعيد الصوفي
عدد القراءات 5043
 
 

تصطدم عملية الانتقال السلمي للسلطة في اليمن بتعقيدات كثيرة وتشابك المصالح، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول مدى نجاح الرئيس اليمني الحالي عبد ربه منصور في مواصلة الإصلاح وتحجيم نفوذ سلفه علي عبد الله صالح وأتباعه.

في 21 فبراير الماضي أنتخب اليمنيون الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيسا توافقيا استنادا إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن الدولي (2014)، غير أن عملية الانتقال السلمي تصطدم بتعقيدات كثيرة وكبيرة تكاد أن تحول دون التقدم بإنجاز مهام المرحلة الانتقالية الثانية، حيث يتشبث الرئيس السابق علي عبد الله صالح برئاسة حزب المؤتمر - الحاكم سابقا – والذي يملك نصف حقائب حكومة الوفاق الوطني. فضلا عن ذلك يسيطر أبناؤه وأقاربه على معظم الوحدات العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى الكثير من رجال صالح الذين ما زالوا يتقلدون مواقع عليا ومناصب قيادية.

ويحاول صالح من خلال هذه المواقع التأثير على عمل الرئيس التوافقي وحكومة الوفاق الوطني، محدثا بذلك أزمة كادت أن تعيد الوضع إلى نقطة البداية. ولعل ما يؤكد ذلك لجوء قائد القوات الجوية الأخ غير الشقيق لصالح، محمد صالح الأحمر إلى إغلاق مطار صنعاء الدولي، في محاولة لرفض قرار الرئيس عبد ربه منصور هادي بتعين بديلا له في قيادة القوات الجوية.

تجدر الإشارة إلى أن صالح نفسه سبق له أن هدد بسحب وزراء حزبه من الحكومة ردا على خطاب رئيس الحكومة (باسندوة)، كشف فيه ما قال أنها تدخلات بقايا النظام السابق تعيق عمل الحكومة، الأمر الذي يثير السؤال، هل حقا ترك صالح السلطة فعلا؟ أم أنه خرج من الباب ليدخل من الشباك؟

 في حوار مع (دوتشيه فيله) أعرب الصحفي محمد الشرعبي عن اعتقاده بأن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي "ما يزال مكبلا بنفوذ سلفه الذي خرج من دار الرئاسة ولم يخرج من السلطة".

"نجاح الرئيس مرهون بالدعم الدولي"

المعارض السياسي، قائد سيف عبده، يبدو أكثر تفاءلا فيقول، لـ(دوتشيه فيله) ان "هادي يملك قدرات وحس سياسي يجنبانه الوقوع في الكمائن التي يحاول البعض أن يوقعه فيها". ويشير سيف إلى عدد من المواقف التي حاول صالح أن يجر هادي إليها، ولكن هادي "نجح في تجنبها وحافظ على علاقة متوازنة مع كافة أطراف النزاع". ويعتقد المعارض السياسي، أن حيادية هادي "جعلت منه شخصية توافقية رغم انتماءه لحزب سلفه".

من جانبه يؤكد عبد الحافظ الخامري، أستاذ علم النفس بجامعة صنعاء، أن الرئيس اليمني الحالي "قادر على اتخاذ قرارات شجاعة". وهو أيضا ما أكده محمد الحليف، أستاذ الإدارة والتخطيط التربوي بجامعة صنعاء واعتبر أن "من استطاع أن يكون في محل إجماع الفرقاء لا شك أنه يستطيع أن يحول التحديات إلى فرص للنجاح".

لكن الحليف يربط قدرة هادي على النجاح بجدية الدعم والمساندة الدوليين. فيما يحدد منصور الصلوي، أحد قيادات الحراك الثوري بساحة صنعاء ما قال أنها عوامل دعم وتقوية نفوذ الرئيس هادي بـ"التصعيد الثوري وتماسك الساحات وبالذات ساحة صنعاء التي تناست العمل الثوري ولجأت إلى ما أشاعه صالح وأعوانه من فتنة فريق ضد الحوثين والآخر ضد الإصلاح، وكذا تماسك المشترك وعدم الرضوخ والاستسلام أو التنازل".

أما الصحفي اليمني حمدي الحمدي، رئيس تحرير أسبوعية الوثائقية المستقلة، يرى أن قدرة ونفوذ هادي "مرتبط بحجم ونوعية الدعم والمساندة الخارجية، استنادا إلى المبادرة الخليجية" ويعتقد الحمدي أنه بدون هذا الدعم فإن هادي سيظل أسيرا لمن أختاره مرشحا توافقيا".

تغيير شكلي لن يمس العمق

ولكن القيادية في الحراك الثوري بمحافظة تعز، الكاتبة بشرى المقطري، ترى أن ما سيحدث في يمن ما بعد 21 فبراير سيكون تغييرا شكليا، لن يمس العمق وتقول: "سترى شكل النظام الجديد في صور الرئيس التوافقي أينما وجهت عينيك ورأسك في محاولة فريدة لتغيير بؤس المشهد.

 وتضيف في نفس السياق: "بنفس مساحة صور الديكتاتور القديم، وبنفس خلفية الإضاءة نفس الشعارات السابقة التي لا تجعل لك خيارا في النظر أو حتى في الضحك على كيف تؤول الأمور في بلادنا لهذه السخرية المريرة ". كما تشير الكاتب اليمنية إلى أن الوضع الراهن يعبر عن "تغيير شكلي" يتمثل في "إزالة بعض المتاريس في صنعاء"، إلا أنها ترى أن "لغة الاصطفاف والتخندق والحقد ستجدها في كل مكان تذهب إليه، لأن مراكز القوى التي تربعت على حكم اليمن ونهبه ما زالت على حالها، ولم تهزها الثورة أو تحدث خلخة على سطح مائها الآسن".

اكثر خبر قراءة عين على الصحافة