في اليمن، رئيس جديد يواجه تحديات في الجنوب 1

الخميس 22 مارس - آذار 2012 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 7846
 
  

المصدر : نيويورك تايمز

الكاتب: لورا كاسينوف

ترجمة : مهدي الحسني

من بين كل التحديات التي يواجها رئيس اليمن الجديد، لا يوجد امرا اكثر الحاحا من قضية الجنوب التي لم تحل بعد، حيث يتوق الكثير من الناس الى الانفصال، و حيث سمح الانفلات الأمني للتنظيمات الموالية للقاعدة بالتوسع .

الرئيس عبدربه منصور هادي تحرك سريعا في محاولة لدعم الجنوب وسط عنف متصاعد و ضبابية سياسية. قام بتعيين مديرا جديدا للامن و محافظا جديدا لمحافظة عدن الجنوبية، بالاضافة الى تعيين قائدا جديدا للمنطقة العسكرية الجنوبية. لكن سكان الجنوب يقولون انه بالرغم ان تغيير الموظفين قد يساعد على الحل على المدى البعيد، الا انه ينبغي معالجة المشكلة الان بشكل اسرع .

يقول شيخ طارق عبدالله، الذي يزاول مهنة المحاماة في عدن منذ اكثر من 50 عاما عندما كان المستعمر البريطاني هنا " "الاغلبية الساحقة من اليمنيين الجنوبيين من معظم فئات المجتمع لا يريدون الوحدة. و ما يقوله الشارع اليوم هو ان الناس قد ضاقوا ذرعا تماما" .

بدات اليمن بتقييم و التعامل مع الاضرار التي اصابت الاقتصاد و النسيج الاجتماعي خلال ما يقارب عاما من الثورة الشعبية ضد علي عبدالله صالح، الرئيس الذي حكم لثلاثة عقود قبل ان يتم خلعه. ينظر الى موافقة صالح على التخلي عن السلطة بانه شرط اساسي، و ليس الحل، من اجل معالجة التحديات التي تواجه الدولة و التي حتى ما قبل الازمة كانت تجسد خصائص الدولة الفاشلة .

تلك هي الحقيقة خاصة في الجنوب، حيث لم يكن لعملية الانتقال السياسي اثر يذكر في استقرار الوضع، بل انها ضخمت من شكاوى الجنوبيين القديمة المتمثلة في التهميش السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي من قبل حكومة الشمال، منذ قيام الوحدة اليمنية بين شمال و جنوب اليمن في 1990. ذلك الشعور بالاضافة الى توسع انصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة، عمل على خلق بيئة متقلبة .

يقول محمد باشراحيل، احد سكان عدن المعروفين، و الذي يؤمن بان المشاكل السياسية و الامنية يجب حلها في ان واحد .. "لا يمكنك حل المشكلة بشكل جزئي. انها رزمة متكاملة" .

في هذه المدينة الساحلية، التي كانت في يوما ما عاصمة لدولة مستقلة، تفشت الجريمة و اصبح حكم القانون مهجورا بشكل واسع و ترى عبارة "الحرية للجنوب المحتل" مكتوبة على جدران المباني التي شيدها المستعمر (البريطاني). وعلى سبيل المثال، فالسكان يشكون من عدم قدرتهم على الذهاب الى الشرطة للابلاغ عن جريمة ما، بسبب ان العصابات قامت بحرق قسم الشرطة .

يقول احد النشطاء الجنوبيين في حي المنصورة، و هو احد احياء عدن الذي لا تجرؤ قوات الشرطة على دخوله لانه تحت سيطرة الانفصاليين .

"ما الذي يحدث عندما تفشل الحكومة؟ الناس يثورون. نحن نرفض الانتخابات و نرفض عبدربه. نحن نريد انهاء احتلال جنوب اليمن" .

و بالرغم من ان كثيرا من الانفصاليين الجنوبيين ما زالوا يتمسكون بوسائل النضال السلمية في مواجهة وحشية قوات الشرطة، الا ان العام الماضي شهد ازديادا في العنف الثوري. و اصبح اطلاق النار المتبادل ما بعد فترة الظهيرة بين قوات الامن و العصابات الانفصالية المؤلفة بشكل رئيسي من شباب عاطلين عن العمل، اصبح امر اعتيادي في بعض احياء مدينة عدن، مثل حي المنصورة و الشيخ. و في احدى المرات سمع صوت اطلاق نار و هرع السكان الى مجمع سكني يضم بنايات خرسانية بيضاء من عهد السوفييت

يقول عمر محمد، احد سكان عدن و يبلغ من العمر 26 عاما , "عندما استقل الحافلة (الباص) في الصباح، قد يقول لي الناس في محطة الباص ان لا اذهب الى الشيخ (حي الشيخ عثمان) ، او ان لا اسلك هذا الطريق، لان هناك اطلاق متبادل للنار. نحن نتقدم خطوة الى الامام و يردنا القتال خطوتان الى الوراء"

و يشكو بعض الانفصاليين من العصابات المسلحة التي تتالف من البدو غير المنضبطين، المنتمين الى مناطق ريفية مجاورة، و يذكرنا ذلك بان الجنوب نفسه بعيدا عن ان يكون وحدة متجانسة و ان الحركة الانفصالية ممزقة للغاية .

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن