اليمن يختار هادي رئيساً... ويطوي صفحة علي صالح

الأربعاء 22 فبراير-شباط 2012 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - الحياة اللندنية
عدد القراءات 3436
 
 

طوى اليمن أمس صفحة حكم الرئيس علي عبد الله صالح، وإنتخب اليمنيون نائبه عبد ربه منصور هادي (67 عاماً) رئيساً جديداً توافقياً لعامين مقبلين، ليصبح أول رئيس لليمن الموحد من الجنوب الذي شهد عصياناً مدنياً ومقاطعة الاقتراع بنسب كبيرة، واحراق مقار انتخابية وسقوط 8 قتلى. وتم تمديد فترة الاقتراع ساعتين لافساح المجال امام الحشود لدخول المراكز والمشاركة في منح الرئيس الثقة على رغم دعوات لمقاطعة العملية تشارك فيها «الحوثيون» و»القاعدة» و»الحراك الجنوبي».

واقترع ملايين اليمنيين أمس لهادي وسط إجراءات أمنية مشددة شارك فيها حوالى 130 ألف جندي. رغم ذلك، قالت مصادر امنية ان 8 أشخاص قُتلوا على الأقل في محافظتي عدن وحضرموت الجنوبيتين، بينهم 3 جنود، وسقط عشرات الجرحى في هجمات متفرقة نفذتها جماعات مسلحة تنتمي الى فصائل «الحراك الجنوبي» الانفصالية على مراكز انتخابية لمنع إجراء الانتخابات.

وتمت العملية الانتخابية في 292 دائرة على مستوى الجمهورية بشكل كامل من أصل 301 دائرة، وتعطلت في 9 دوائر بشكل جزئي في المحافظات الجنوبية لأسباب أمنية. واستولى مسلحون من «الحراك» على 44 صندوقاً انتخابياً من اصل 800.

كما منعت جماعة «الحوثيين» الناخبين من الاقتراع في بعض الدوائر خصوصاً في صعدة، الأمر الذي اضطر بعض الناخبين للتوجه إلى المراكز في المديريات خارج المدينة لكن المكتب الإعلامي للحوثيين نفى إغلاق أي مركز انتخابي.

وسارت الانتخابات في غالبية المدن والمناطق بشكل سلس وبمشاركة وصفت بأنها «معقولة من الناخبين رجالاً ونساء»، بعدما تحولت اليمن دائرة واحدة، وسمحت لمن بلغ السن القانونية بالاقتراع، بموجب الوثائق الثبوتية حتى ولو لم يكن الناخب ضمن المقيدين في سجلات الاقتراع.

ويطوي اقتراع الرئيس صفحة حكم الرئيس صالح، ويحمل الكثير من الامال لليمنيين. وبذلك يصبح اليمن اول دولة من دول الربيع العربي تشهد انتقالاً للسلطة بموجب اتفاق سياسي حفظ ماء الوجه لصالح الذي لن يحاكم مثل حسني مبارك او يُنفى مثل زين العابدين بن علي، او يقتل مثل معمر القذافي.

وأفادت وكالة «رويترز» ان النساء كن الاكثر اقبالاً على الانتخاب خصوصاً في العاصمة. وقالت الناشطة المعارضة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان لوكالة «فرانس برس» ان الانتخابات الرئاسية «يوم عيد لليمنيين لانه يوم رحيل علي عبدالله صالح وانهاء حكم المستبد والظالم وانهاء فترة من الزمن عبث بها صالح واستمرت 33 عاما».

وكان دُعي اكثر من 12 مليون ناخب من اصل 24 مليون يمني الى صناديق الاقتراع للمشاركة في هذه الانتخابات التي تعتبر مصيرية لمستقبل اليمن وحظيت بدعم كبير من القوى الاقليمية والدولية الكبرى. ولن تعرف نسبة المقترعين سوى بعد اكتمال فرز الاصوات واعلان فوز هادي بالرئاسة خلال الساعات الـ72 المقبلة ليبدأ مماسة مهامه الرئاسية بعدما يسلمه صالح السلطة رسمياً.

وفي نيويورك، قالت مصادر مقربة من صالح لـ»الحياة» إنه «سيعود الى اليمن الأسبوع المقبل بعد إعلان نتيجة الانتخابات ليسلم منصب الرئاسة الى خلفه». واضافت أن صالح «سيبقى في اليمن بصفته رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، حزب الغالبية النيابية الذي ينتمي إليه الرئيس الجديد».

واشارت الى أن صالح «الموجود حالياً في كاليفورنيا» سيعود الى صنعاء «ليحضر حفلة تنصيب الرئيس المقبل ومن ثم يغادر دار الرئاسة الى داره وليبقى في اليمن بصفته رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام».

ودعت منظمة «مركز الحقوق الدستورية» الأميركية وزارة العدل في الولايات المتحدة الى «رفع الحصانة عن صالح». وأرفقت المنظمة رسالتها الى وزارة العدل الأميركية بلائحة ادعاءات ضد «حكم صالح» وجهتها الى قسم حقوق الإنسان والى المدعي الخاص في وزارة العدل الأميركية وتضمنت ملخصاً «لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن خلال العام الماضي بما فيها أعمال قتل لمئات المتظاهرين السلميين من قبل قوات صالح».

اكثر خبر قراءة عين على الصحافة