الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية : الأسد يسعى لاختراق جدار المقاطعة الغربية ليتخلص من عناق الدب الإيراني ..

الأربعاء 27 ديسمبر-كانون الأول 2006 الساعة 01 مساءً / مأرب برس / القدس المحتلة/ رندة عود الطيب/ خاص
عدد القراءات 3547

تتخبط تصريحات القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين حين يتم الحديث عن جدية الرئيس السوري بشار الأسد في إجراء محادثات سلام مع إسرائيل و " مأرب برس " تعرض هنا بإيجاز التباينات الإسرائيلية في المواقف حول هذا الموضوع :

رئيس مركز البحوث السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية (نيمرود بارمان ) قال: إن سوريا أصبحت الآن مستعدة للتفاوض مع إسرائيل؛مضيفا في إفادة أدلى بها أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست يوم الثلاثاء : أن الدول المتطرفة أصبحت تحس بمخاوف متزايدة من احتمال تحول سوريا إلى كتلة الدول الغربية.

أما رئيس قسم البحوث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (يوسي بيداتس) فيعتقد أن الرئيس بشار الأسد جاد في رغبته في الحوار مع إسرائيل.

وبلغ تفاؤل الاستخبارات الإسرائيلية لدرجة أنها تعتقد بان بشار الأسد لا يضع قضية الجولان على سلم اولوياته وإنما مستعد أن يؤجل موضوعها لمدة عشرين عاما في إطار اتفاق سياسي ليحقق اختراقا في جدار المقاطعة الغربية وليتخلص من عناق الدب الإيراني الذي أصبح يلحق بنظامه الضرر ويحقق إنجازات في الموضوع اللبناني .

وقال رئيس قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية "يوسي بيدس" يوم الاثنين أمام لجنة الخارجية والأمن التابعه للكنيست : ان الرئيس السوري لن يتنازل عن هضبة الجولان إلا انه المح إلى إمكانية القبول بفترة انتقالية طويلة المدى تنتهي بنقل المسؤولية عن الجولان للحكومة السورية.

واضاف (بيدس ) القول: ان السوريين مستعدون للدخول في مفاوضات دون شروط مسبقة وهناك إمكانية لطرح مواضيع كثيرة مثل تجريد الجولان من السلاح وإقامة مشاريع اقتصادية إسرائيلية سورية أمريكية مشتركة وترتيبات أمنية خاصة والاتفاق على جداول زمنية مرنه .

غير أن رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي " مائير داغان " شكك الأسبوع الماضي في حديث الرئيس الأسد عن السلام.

وقد اعتبر الموساد الإسرائيلي في تقرير امني قدمه للحكومة الإسرائيلية أن إشارات السلام الصادرة من دمشق غير حقيقية ، مؤكدا عدم وجود تغيير جوهري في توجهات القيادة السورية حيال موضوع السلام والمفاوضات مع إسرائيل .

واتهم رئيس الموساد الإسرائيلي الرئيس الأسد بمحاولة تشتيت انتباه الغرب الذي يدقق في تحالفاته الإقليمية.

وقال داجان لرئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت : في كل مرة يتعرض فيها الأسد لضغوط دولية يقوم بإظهار الرغبة نفسها في الدخول معنا في مفاوضات .. لكني مازلت لا أرى أن سوريا تعرض استئناف المحادثات مع إسرائيل .

وتختلف طريقة عمل الموساد الصهيوني عن عمل المخابرات العسكرية الصهيونية إذ يعتمد الموساد على المعلومات البشرية وعلى مخبرين مزروعين في أماكن جيدة في العالم بينما يعتمد المخابرات العسكرية الصهيونية أكثر على التنصت الالكتروني إلا أن أحد الخبراء القدامى الذي عمل في الجهازين يرى أن الخلاف بشأن سوريا هو خلاف في الرأي حول المستقبل.

ويؤيد رئيس الوزراء الاسرائيلي ، أيهود اولمرت رأي رئيس الموساد " دجان " ، وقال اولمرت هذا الأسبوع : إن وافقت سوريا على وقف العنف والكف عن مساندة حماس وحزب الله وقطع علاقاتها مع إيران فانه لا يخامرني أدنى شك أنه في وسعنا عندئذ أن نشرع في عملية دبلوماسية معها .. وأضاف :لا يكفي الرئيس الاسد التصريحات الرنانة التي لا تستند على خطة سياسية حقيقية .

وقال اولمرت خلال اجتماع لحزب كاديما "اليساري وسط" الذي يرأسه في الكنيست: أتوقع من الرئيس الأسد أن يتوقف عن الإدلاء بتصريحات مدوية بدون أن تكون مدعومة بشيء، وأن يفعل شيئاً في اتجاه تحقيق سلام فعلي مع إسرائيل.

وكرر أولرمت مطالبته الرئيس السوري بأن يتوقف عن دعم ما وصفه بـ (الإرهاب).

وقال اولمرت: (آمل أن نتمكن من إجراء حوار مع سوريا شرط أن توقف دعم الإرهاب وحماس).

وأضاف (إذا توقفت سوريا عن دعم حماس وحزب الله وقطعت كل علاقاتها مع إيران، ليس لدي أي شك أنه سيكون من الممكن إطلاق مفاوضات).

وكان الرئيس السوري قد ألمح حديثاً إلى أن بلاده تسعى لإحياء المفاوضات مع إسرائيل، إلا أن أولمرت رفض تلك التلميحات، بسبب ما اعتبره دعم سوريا لحركة حماس وحزب الله اللبناني، وجماعات مسلحة أخرى.

وقال وزير الخارجية السوري " وليد المعلم" في حديث مع صحيفة أميركية هذا الشهر : إن المفاوضات الجديدة بشأن الجولان يمكن أن تكون غير مشروطة .

وأظهر استطلاع نشرته صحيفة يديعوت احرونوت العبرية انه على الرغم من أن 67 % من الإسرائيليين يرون انه على حكومة اولمرت أن ترد على لفتات السلام السورية إلا أن نسبة متساوية تقريبا ستعارض التنازل عن الجولان في إطار أي اتفاق سلام مستقبلي ..!!

واشترط وزير الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية المتطرف " افيغدور ليبرمان " خلال كلمة له أمام الكنيست التوصل إلى سلام مع سوريا بموافقة الأخيرة على تأجير هضبة الجولان لمدة 99 عاما..!!

وأضاف هذا المتطرف " ليبرمان" القول : إن سوريا ستستفيد من السلام إضعاف ما ستستفيده إسرائيل ، مؤكدا أن لدى إسرائيل الكثير لتعرضه عدا هضبة الجولان التي يجب أن تؤجر لمدة 99 عاما لأهميتها الاستراتيجية .