امريكا تبيع السعودية 84 طائرة (أف 15).. وايران تهدد باغلاق هرمز ردا على حظر النفط

الخميس 29 ديسمبر-كانون الأول 2011 الساعة 11 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 11376
 
 

أعلن البيت الأبيض اليوم الخميس عن توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية يقضي ببيعها طائرات من نوع (أف 15 أس.أي) متطورة بقيمة 29.4 مليار دولار. فيما هددت ايران باغلاق مضيق هرمز اذا فرضت عليها عقوبات نفطية.

وأصدر المتحدث باسم البيت الأبيض جوشوا إيرنست بياناً قال فيه إن "الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وقعتا على اتفاق من حكومة إلى حكومة بموجب برنامج المبيعات الأجنبية لتوفير طائرات قتالية متطورة من نوع (أف 15 أس أي) إلى القوات الجوية السعودية".

وقال إيرنست إن الاتفاق الذي "تقدر قيمته بـ29.4 مليار دولار يتضمن إنتاج 84 طائرة جديدة وتحديث 70 طائرة حالية بالإضافة إلى الذخائر وقطع الغيار والتدريب والصيانة واللوجستيات".

وأشار إلى أن هذا النوع من الطائرات الذي تطوره شركة (بوينغ) هو "الأكثر تعقيداً وقدرة في العالم".

واعتبر أن الاتفاق سيؤثر إيجابياً على الاقتصاد الأميركي ويساهم بتقدم الوعد الذي قطعه الرئيس باراك أوباما بخلق الوظائف من خلال زيادة الصادرات، مشيراً إلى أن الخبراء يقولون إن الاتفاق يساهم بدعم أكثر من 50 ألف وظيفة في أميركا ويتعامل مع 600 مورد في 44 ولاية وتأثيره الاقتصادي السنوي يقدر بـ3.5 مليارات دولار.

وأضاف أن الاتفاق يدعم "العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية ويظهر التزام الولايات المتحدة بقدرة دفاعية سعودية قوية تكون مكونا أساسيا باستقرار المنطقة".

يأتي الاعلان عن الصفقة ايضا بينما يستعد الرئيس الامريكي باراك اوباما لتسريع حملته من اجل اعادة انتخابه في نوفمبر تشرين الثاني 2012 وهي حملة من المرجح ان يشكل الاقتصاد الامريكي ونمو الوظائف محور المنافسة فيها.

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أبلغت الكونغرس في أكتوبر/تشرين أول عام 2010، بشأن خطط لسنوات عدة ذات علاقة بصفقة أسلحة أمريكية للسعودية بكلفة إجمالية تصل إلى 60 مليار دولار وعلى مدى 20 عاماً.

يذكر أن السعودية كانت قد احتلت المركز الأول في مشتريات السلاح من مصادر مختلفة خلال الفترة من 2001 إلى 2008، إذ بلغت قيمة مشترياتها من السلاح حوالي 34.9 مليار دولار.

تهديد ايراني بقطع خطوط النفط

الى ذلك هددت إيران أمس بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي أمام الصادرات النفطية في حال فرض حظر نفطي عليها، وذلك بالتزامن مع دخول مناوراتها البحرية في منطقة المضيق المرحلة الثانية التكتيكية، فيما كانت مصادر سعودية تنفي تعهد الرياض للجانب الايراني بعدم زيادة انتاجها النفطي إذا فرض الحظر، وتستبعد تنفيذ طهران تهديدها.

في الأثناء، عقد وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي اجتماعا مع سفراء بلاده في العالم، تحت عنوان «الدبلوماسية والصحوة الإسلامية». واعتبر صالحي أن «الوقت الراهن يعتبر فترة حساسة ومصيرية للغاية في تاريخ البلاد والثورة، وأن أعداء النظام الإسلامي يمارسون ضغوطا هائلة باستخدام جميع امكانياتهم بهدف إثارة البلبلة في داخل البلاد وإيجاد صدمة في العلاقات الخارجية عن طريق سيناريوهات متعددة مثل ممارسة ضغوط سياسية واقتصادية وأمنية وشن حرب ناعمة».

ونقلت وكالة «ارنا» الايرانية للانباء عن نائب الرئيس محمد رضا رحيمي قوله «إن فرض حظر على النفط الايراني، فلن تمر نقطة نفط واحدة من مضيق هرمز». وتظهر بيانات إدارة معلومات الطاقة الاميركية أن نحو ثلث إجمالي شحنات النفط المنقولة بحرا في العام 2009 مرت عبر مضيق هرمز. وتقوم سفن حربية أميركية بدوريات في المنطقة لضمان المرور الآمن للنفط.

وقال رحيمي إن إيران «لا ترغب بإثارة العداء واستخدام القوة وان شعارها هو الصداقة والاخوة إلا ان الغربيين لا يريدون التخلي عنى مخططاتهم». وصرح بان «الاعداء سيتخلون عن مؤامراتهم عندما يرون ان الشعب الايراني سيواجههم بكل ما أوتي من قوة».

ويمر معظم الخام الصادر من السعودية، ايران، الإمارات، الكويت، والعراق، إضافة إلى كل الغاز الطبيعي المسال من قطر تقريبا، في قناة الشحن البحري لمضيق هرمز وعرضها حوالي 6.4 كيلومترات، فيما تستطيع السعودية تصدير بعض الخام عبر البحر الأحمر.

وكان وزير النفط الايراني رستم قاسم قال إن السعودية وعدت ايران بعدم تعويض السوق عن النفط الايراني إذا فرض عليه حظر، لكن مصدرا مطلعا على شؤون القطاع النفطي أكد أن «ايران لم تتلق أي وعود. من المستبعد جدا ان تعزف السعــودية عن تغطية الهوة في الطلب إذا فرضت العقوبات» على النفط الايراني. كما أكد مصدر آخر أنه «إذا فرضت العقوبات، سيرتفع سعر النفط في اوروبا، وستبدأ السعودية ومعها دول خليجية أخرى بالبيع هناك لتغطية الهوة، والاستفادة أيضا من السعر المرتفع». وقال مندوبون خليجيون في منظمة «اوبك» إن التهديد الايراني بغلق مضيق هرمز، سيؤذي طهران لا المصدرين الخليجيين فحسب.

وارتفع سعر الخام الأميركي المرجعي بحوالي دولار واحد إلى أكثر من 100 دولار للبرميل، بعد التهديد الايراني، إلا أن مندوبا خليجيا في «اوبك» اعتبر «أنه حتى الآن، يبقى أي تحرك في سعر النفط قصير المدى، فلا أتوقع أن تنفذ ايران تهديدها».

وبدأت إيران السبت الماضي مناورات (الولاية 90) الواسعة النطاق والتي من المقرر أن تستمر 10 أيام في مضيق هرمز وبحر عمان وخليج عدن وشمال المحيط الهندي.

ويشارك في هذه المناورات مدمرات وغواصات وسفن مزودة بالصواريخ وطائرات إستطلاعية والمدفعية الساحلية وصواریخ "أرض ـ بحر" ذات مدیات مختلفة.