القدومي : أقول للتاريخ "إذا لم تعترف حماس بإسرائيل فلن تستطيع ممارسة عملها داخل الأراضي الفلسطينية"

السبت 16 ديسمبر-كانون الأول 2006 الساعة 12 مساءً / مأرب برس / فلسطين/ رندة عود الطيب / خالص
عدد القراءات 3224

 طالب الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس الرئيس الفلسطيني " الفتحاوي " ، محمود عباس سحب قوات امن الرئاسة التابعة له من الشوارع والطرقات في الأراضي الفلسطينية ..

 وأكدت حكومة رئيس الوزراء ، اسماعيل هنية في جلسة طارئة لمجلس الوزراء مساء أمس الجمعة أن الأمن الداخلي هو من صلاحيات وزارة الداخلية ، وان الحكومة سوف تناقش هذه المسألة وتحسمها مع الرئيس عباس .

هذا وأكدت الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس "أنها صاحبة الحق في منح أو منع التصاريح لإقامة الاحتفالات"، ورأت أن ما حدث في مدينة رام الله مما وصفته بالاعتداء على جمهور حركة حماس من قبل قوات الأمن وإصابة قرابة الأربعين، تطورا خطيرا لا يمكن السكوت عنه، وكذلك الاعتداء على مهرجان حركة حماس في جنين"، وأضافت الحكومة " أنها كلفت وزير الداخلية بالتحقيق ومحاسبة المعتدين على المواطنين من قبل أفراد الأمن".

وويتزامن بيان حكومة حماس مع تأكيد وزير الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس، يوم أمس الجمعة أنها ستطلب من الكونجرس الأمريكي عشرات الملايين من الدولارات لتعزيز قوات الأمن الفلسطينية التابعة للرئيس محمود عباس، بعد تعاظم قوة حماس العسكرية في غزة .

هذا وقررت حكومة هنية في إجتماعها الطارئ رفض الدعوة الموجهة للوزراء لحضور خطاب الرئيس عباس، ظهر اليوم السبت، احتجاجا على الأحداث المأساوية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأدانت الحكومة الاعتداء الذي تعرض له رئيس الوزراء، اسماعيل هنية، يوم الخميس على معبر رفح، والذي راح ضحيته احد مرافقيه، وأصيب نجله ومستشاره السياسي.

وقالت الحكومة في بيان لها : " إن ذلك يعد مسا بالشرعية الفلسطينية وتطاولا غير مسبوق، وفي هذا الصدد تطالب الحكومة السيد الرئيس ، محمود عباس بتحمل مسؤولياته بصفته المسئول عن قوات حرس الرئاسة المتواجدة على المعبر.

وقررت حكومة حماس "فتح تحقيق في قضية الاعتداء على رئيس الوزراء، وملاحقة المعتدين وتقديمهم للعدالة، ومواصلة التحقيق بكل جدية في جريمة مقتل الأطفال الثلاثة وسائقهم في غزة ، وجريمة اغتيال القاضي بسام الفرا في مدينة خان يونس .

وأكد د . احمد يوسف، المستشار السياسي لرئيس الوزراء إسماعيل هنية، الذي أصيب في حادثة إطلاق النار على موكب هنية في معبر رفح ، أن موقف رفض الدعوة الموجهة للوزراء لحضور خطاب الرئيس عباس، جاء تعبيرا عن امتعاظ الحكومة من ممارسات قوى الأمن التابعة للرئيس ومشاركتها في الأحداث التي وقعت في رام الله وعلى معبر رفح.

وعقبت حركة فتح على مقاطعة حكومة هنية لخطاب عباس على لسان رئيس كتلتها البرلمانية في المجلس التشريعي عزام الأحمد، الذي أكد ، أن قرار حكومة حماس بمقاطعة خطاب الرئيس عباس، يدلل على وجود توجهات وقرارات مسبقة لدى الحكومة للتغطية على خطاب الرئيس ومحاولة منعه، والتغطية على جريمة اغتيال الأطفال الثلاثة وسائقهم في غزة، قبل عدة أيام.

من ناحيته قال النائب الفتحاوي الدكتور صائب عريقات : إن قرار الحكومة تصعيد غير مبرر، وان الحكومة هي حكومة الرئيس،ويجب أن تنفذ برنامج الرئيس، وأن هذه الخطوة هي خطوة تصعيدية، تتنكر كليا للقانون الأساسي الفلسطيني، والشعب الفلسطيني ليس بحاجة لمزيد من التصعيد.

وسارعت مصر مساء الجمعة إلى التدخل لتهدئة الأزمة واحتواء حالة الاحتقان الحاصلة بين حركتي حماس وفتح ، والتقى رئيس الوزراء ، اسماعيل هنية في مدينة غزة بوفد أمني مصري رفيع ضم (اللواء برهان جمال حماد، اللواء محمد ابراهيم ).. وأكد الوفد المصري الزائر على ضرورة إزالة واحتواء حالة الاحتقان وتهدئة الأمور وإعادة الهدوء إلى الشارع الفلسطيني، وإنهاء مظاهر التوتر بين حركتي فتح وحماس وأهمية عودة الحوار الفلسطيني-الفلسطيني بما يضخ في صالح أمن وسلامة المواطن الفلسطيني .

من ناحيته هدد القائد الفتحاوي الكبير ، فاروق القدومي، رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، باللجوء إلى الأمم المتحدة والجامعة العربية لطلب قوات دولية لفرض الأمن في غزة والفصل بين الفلسطينيين، معتبرا ما يحدث من انفلات أمني في غزة، بأنه عبث بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني ، مشيراً إلى أن هناك عملاء لديهم مصلحة في تصعيد الخلافات.

وطالب القدومي حركة حماس بالاعتراف بالأمر الواقع والتعامل مع إسرائيل واتفاقيات أوسلو، أو ترك مكانها لحكومة وحدة وطنية تقبل بالتعامل مع إسرائيل، منتقدا الحكومة والسلطة لعدم توصلهما لحسم الخلاف حول تشكيل حكومة الوحدة ..

وعما إذا كانت حركة فتح قد انتهت وحلت محلها حماس كقوة ضاربة في فلسطين، قال: "في تصوري أن الفكرة مغلوطة، ولا شك في أن حركة حماس حركة وطنية ساهمت في المقاومة، ولكن نرى أن حماس تتصرف بعصبية، والسبب في ذلك هو عدم قبول الغرب وبعض الدول العربية لها، إضافة لقلة التجربة، وبالتالي تحتاج حماس إلى التعامل الهادئ.

وأشار القدومي إلى "أن كلا من فتح وحماس تتجهان اتجاهات خاطئة في علاقاتهما، وعليه أقول : إنه ليس عيباً أن نتبادل المهمات السياسية من آن لآخر، ولكن على حماس القيام بواجبها، ومن بين ذلك التعامل مع إسرائيل، لأن نجاحها جاء في إطار الاحتلال، أو تترك المجال لغيرها ممن لديهم القدرة على الاتصال مع إسرائيل والتعامل معها، وأقول للتاريخ "إذا لم تعترف حماس بإسرائيل فلن تستطيع ممارسة عملها داخل الأراضي الفلسطينية" .

وكشف قدومي قائلا : "كنت انصح حماس بأن تعطى هذه المسؤولية لحكومة تتشكل من جميع الفصائل التي تقبل بالتعامل مع إسرائيل، وحين يصبح لدى حماس أية ملاحظات على الحكومة، عليها أن تحتج لأنها أغلبية في البرلمان .

وفيما إذا كان ينصح حماس بالاعتراف بإسرائيل أم بالتعامل معها، قال رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية: "لا أنصح حماس، عليها أن تختار، وسبق أن قلت لهم إن نتائج الانتخابات التشريعية هي من إفرازات أوسلو، وعليكم التعامل مع الواقع، إما أوسلو كلها أو تتركوها.

وحول إمكانية انجرار الشارع الفلسطيني إلى حرب أهلية، قال القدومي : إنه لا يعتقد ذلك لأن الجميع يدرك مخاطر الحرب الأهلية، ولأنه لن يفلت منها أي مسئول، مشيراً إلى أن أي اقتتال داخلي سيجلب الكوارث للشعب الفلسطيني، قائلاً : "إن المسؤولية تقع أولاً وأخيراً على القيادات المسئولة التي عليها الخروج من المأزق.

ومن دمشق قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل يوم أمس الجمعة : إن حركته "لن تنجر إلى حرب أهلية".

ودعا مشعل في حديث مع إذاعة الأقصى التابعة لحركة حماس التي تبث أثيرها من غزة كل عناصر حركة حماس إلى أن "يضبطوا أنفسهم بالحرص على الدم الفلسطيني وان لا ينساقوا للاستدراج للفعل ورد الفعل".. وأضاف مشعل : "عليهم أن يضبطوا أنفسهم لأن معركتنا هي مع الاحتلال الإسرائيلي .