شارون ... لماذا هدمت بيتي؟ أفضل مقالة صحفية على مستوى العالم يفوز بها الصحفي المغيَّر

الأربعاء 15 نوفمبر-تشرين الثاني 2006 الساعة 06 صباحاً / مأرب برس - دنيا الوطن
عدد القراءات 4141

فاز الصحفي محمد عمر المغيَّر، من سكان مخيم رفح للاجئين، جنوب قطاع غزة، بجائزة "أفضل مقالة صحفية لعام 2005" على مستوى العالم، والتي تنظمها مؤسسة "أمريكا الجديدة للإعلام" في العاصمة الأمريكية واشنطن.

وفاز المغير، بجائزة Ethnic Media Award ، كأفضل كاتب شاب، عن مقالته "شارون - لماذا هدمت بيتي؟" التي نُشرت في مجلة "واشنطن لشؤون الشرق الأوسط"، والتي استعرض فيها معاناة عائلة فلسطينية شُرّدت في مدينة رفح بعد أن دمر جيش الاحتلال منزلها العام الماضي.

ويعمل المغير (22عاماً)، مراسلاً لمجلة "واشنطن لشؤون الشرق الأوسط"، بالإضافة إلى عمله كمراسل حر، ومصور فوتوغرافي لعدد من الصحف الأوروبية.

ولفت المغيَّر في حديث لـ "وفا"، إلى أن المقالة قادته للفوز بالجائزة، التي يشارك أكثر من 50 محكِّم دولي في عملية التصنيف والتحكيم، لأنها اتسمت بارتباطها بالواقع، الذي عُرض في ثوب تركيبي مُحْكم بجانب اللمسة الإنسانية المؤثرة، من خلال التركيز على تفاصيل الحياة، التي تعيشها العائلة منذ ما يزيد عن عام كامل.

وذكر المغير، وهو أول صحفي من الشرق الأوسط، يفوز بالجائزة التي يشارك فيها آلاف الصحافيين الشباب، إنه لم يهضم تلقيه النبأ، وشيئاً فشيئاً بعد عدة أيام من القلق والتوتر، غير المفهوم بدأ يستوعب أنه فاز بجائزة دولية.

وأشار إلى أنه تلقى اتصالاً من المؤسسة المنظمة للمسابقة، للتأكد من هويته ومن أنه فلسطيني مقيم في قطاع غزة، وبعد عدة أيام تلقى اتصالاً هاتفياً من واشنطن مبلغاً إياه، أن لديه أخباراً سارة، حيث أبلغ أنه فاز بجائزة أفضل مقالة في العالم.

واعتبر المغيَّر، وهو أبن أسير محرر دمرت قوات الاحتلال منزله عام 2003، أن فوزه بالجائزة هو فوز للقضية الفلسطينية، لأنه أبن المجتمع الفلسطيني، وأبن القضية الفلسطينية، ويتجرع يومياً الكأس المر اليومي، الذي يتجرعه شعبنا، متمنياً أن يخدم القضية في مجالات أكبر من ذلك سواء على الصعيد الإعلامي أو غيره.

وكشف أن الكثير ممن قرءوا المقال اتصلوا به إما تليفونياً أو عبر البريد الالكتروني، يذكر منهم سيدة أمريكية في الأربعينيات، ذكرت أنها لم تنم في الليلة، التي قرأت فيها المقالة بسبب الألم، الذي انتابها على العائلة المشردة.

ودعا المغير الصحافيين الفلسطينيين إلى تسليط الضوء على القصص الإنسانية للشعب الفلسطيني، من أجل إيصال صوت شعبنا للغرب، وعدم الاكتفاء بعرض دماء الشهداء والتعامل معهم كأرقام، فليس شرطاً الحديث فقط عن الدم.

وأضاف المغيَّر أن قوة العمل الإعلامي بشكل عام تكمن في نقل الواقع اليومي المتمثل في المعاناة، لكن ليس بإغفال جوانب هامة، بمعنى أنه من الضروري كسر الملل، فإذا كان الحديث يكمن هنا عن معاناة الشعب الفلسطيني، فلا تكمن معاناة الشعب في سيل الدم فقط فهناك آلاف التفاصيل، يمكن الحديث عنها التي من شأنها خلق تجديد وإبداع في إطار المحافظة على الخط العام، المتمثل في نقل آلام الشعب الذي يموت كل يوم.

وشدد على أنه من المؤسف أن الصحفيين الفلسطينيين يسلطون الضوء على الدم ويهملون مواضيع أخرى نقرأها في الإعلام الفلسطيني باللغة العربية، لكنها غائبة عن اللغات الأخرى، مثل مواضيع لها علاقة بالتراث والموسيقى والفن وقضايا حياتية أخرى، من شأنها المساهمة في صورة الفلسطيني المشوهة في الغرب.

ورأى أن على عاتق الصحافيين تقع مسؤولية، لا تقل عن مسؤولية الساسة، إن لم تزد عليها، في إصلاح الصورة الفلسطينية في الغرب، داعياً المؤسسات الرسمية وغير الرسمية بتعزيز خطابها الإعلامي الموجه للغرب.

ولم يُخف المغيَّر ، الذي يشرف على موقع "رفح اليوم" بالانجليزية، تذمره مما يُكتب من مواد إعلامية باللغة الانجليزية في وسائل الإعلام المحلية، لأنها تعتمد على ما وصفه "بالترجمة" أكثر من اعتمادها، على التحرير المحترف، الذي من الممكن أن يصل إلى المتلقي الغربي.