القناة الدولية قادرة بطبيعتها على كسر احتكار القنوات الإخبارية الأميركية والبريطانية والفرنسية

الأربعاء 15 نوفمبر-تشرين الثاني 2006 الساعة 05 صباحاً / مأرب برس - السفير
عدد القراءات 3667

تبدأ قناة "الجزيرة الدولية"، الناطقة باللغة الإنكليزية، بثها اليوم لتكون القناة الإخبارية الأولى التي تنطلق من العالم النامي، لتدخل حلبة المنافسة المباشرة مع القنوات العالمية مثل "سي إن إن" و"بي بي سي".

ويتوقع أن ينطلق البث في تمام الساعة 12.00 بتوقيت غرينيتش (أي 15.00 بتوقيت بيروت) من الدوحة، المقر الرئيسي للقناة. وسيمتد البث المباشر في مرحلة أولى على مدى اثنتي عشرة ساعة، قبل أن يتحول إلى بث مباشر على مدار الساعة ابتداء من مطلع العام ,2007 بحسب مصادر مطلعة داخل القناة.

وتتضمن جدولة القناة برامج يقدمها صحافيون غربيون مخضرمون، يملكون خبرة سابقة في مجال التطورات على الساحة الدولية، مثل برنامج <إنسايد ستوري> اليومي الذي يستغرق ثلاثين دقيقة، وبرنامج <إنسايد إيراك> (داخل العراق) الأسبوعي.

وتقول القناة، التي يديرها البريطاني نايجل بارسنز، إنها ستتمكن، بفضل شبكة مكاتبها العشرين في العالم والتي تنسق في ما بينها أربعة مكاتب إقليمية في الدوحة (المقر الرئيسي) ولندن وكوالا لامبور وواشنطن، من الاستفادة من شبكة مكاتب <الجزيرة> العربية لتأمين <ضخ المعلومات من الجنوب باتجاه الشمال وإعطاء مساحة تعبير للمناطق التي لا تتم تغطيتها كما يجب عبر العالم>. ويرى مدير عام شبكة <الجزيرة>، وضاح خنفر، إن <إطلاق القناة الإنكليزية يفسح في المجال أمام الوصول إلى جمهور جديد سمع أموراً كثيرة تحكى عن <الجزيرة> من دون أن يتمكن من مشاهدتها وفهم لغتها>. كما وعد بأن تكون القناة الجديدة <محايدة ومتوازنة>.

وكان يفترض أن تنطلق <الجزيرة الدولية> في العام ,2005 لكنها أجلت انطلاقتها مرات عدة، وهي تضم حوالى ثمانمئة موظف من خمس وخمسين جنسية، مما يرفع عدد موظفي الشبكة الأم إلى ألفي موظف.

ويقول خبير في المجال الإعلامي العربي لوكالة فرانس برس إن <المشهد البصري السمعي العالمي أمام منعطف مهم مع إطلاق <الجزيرة الدولية>، لأنها المرة الأولى التي تسعى فيها مؤسسة إعلامية من العالم الثالث إلى تحقيق أبعاد عالمية>. ويضيف الخبير الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: على هذه القناة أن تثبت نفسها وأن تتمايز عن الشبكات الإخبارية المعروفة مثل <سي إن إن> أو <بي بي سي>، من دون أن تتحول إلى موضع جدل كما هي الحال بالنسبة إلى القناة الأم>.

وكانت القناة العربية قد احتفلت، في الأول من تشرين الثاني الجاري، بعيدها العاشر بعدما نجحت خلال العقد الماضي في احداث ثورة إعلامية حقيقية في العالم العربي، غير أنها أثارت الكثير من الجدل أيضاً، فنددت دول عربية عديدة بسياسة القناة التحريرية، بالإضافة إلى واشنطن التي تتهم <الجزيرة> بأنها الناطقة باسم المجموعات المتطرفة، وخصوصاً في العراق حيث عمل القناة محظور منذ العام .2004

بدوره، اعتبر جهاد بلوط، الذي عمل كناطق باسم <الجزيرة> لفترة طويلة، إن القناة الدولية قادرة بطبيعتها <على كسر احتكار القنوات الإخبارية الأميركية والبريطانية والفرنسية>، في حين تتحضر فرنسا لإطلاق قناتها الدولية <فرنسا 24> باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية ابتداء من السادس من كانون الأول المقبل. ويضيف بلوط في حديثه إلى <فرانس برس> إن <الجزيرة الدولية ستجتذب، ولو جزئياً، اهتمام الرأي العام الغربي المعتاد على متابعة قنوات مثل <سي إن إن>.

وستتمكن <الجزيرة الدولية>، التي ستبث عبر الأقمار الاصطناعية وعبر الإنترنت، من الوصول عبر <الكابل> على حوالى أربعين مليون مشاهد بدءاً من اليوم الأول للبث، بحسب القناة. لكن <الجزيرة الدولية> لم تكشف بعد عن تفاصيل تتعلق بالعقود التي ربما تكون قد أبرمتها مع شركات الكابل الأميركية. ولم تفصح القناة أيضاً عن أي معلومات تتعلق بميزانيتها، علماً إنها ستكون مرتبطة مالياً بالحكومة القطرية، تماماً مثل القناة العربية.

وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن ميزانية القناة الدولية ستكون بحدود مئة مليون دولار سنوياً