مأرب برس يسلط الضوء على مآسي لا توصف لنازحي أبين في عدن ولحج، الذين تطاردهم الأطقم العسكرية في الشوارع، وتطردهم السلطات المحلية من أبوابها (صور وأرقام تكشف لأول مرة هول الكارثة)

الثلاثاء 07 يونيو-حزيران 2011 الساعة 01 صباحاً / مأرب برس/ تقرير- أسامة الشرمي، رصد - أنيس منصور
عدد القراءات 44077
 
 

مشردون يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، يقفون طوابير طويلة في انتظار أكياس المعونات التي تقدمها المنظمات أو الجمعيات الخيرية وأهل الخير..

ولأنهم بغير مأوى، تداهمهم الأطقم العسكرية بين الحين والآخر، وتقمعهم كلما طرقوا أبواب السلطة المحلية في محافظة عدن، أو حاولوا دخول مدرسة ليستروا ذويهم من قهر الزمن وذله، ولتحاشوا نظرة الرحمة والشفقة التي ترتسم على وجوه كل من يراهم مرميين تحت ضلال المباني أو على قارعة الطريق.

أنا لا أتكلم هنا عن اللاجئين الصومال فحالهم أفضل من هؤلاء بكثير، إنهم نازحو محافظة أبين إلى عدن جراء الحرب المفتعلة بين الجيش وبين مسلحين مفترضين للقاعدة، والتي تدور رحاها منذ حوالي 10 أيام.

 

 

 مفاجأة بطعم الخوف

صبيحة يوم الجمعة قبل الماضي الموافق 27 مايو 2011م ، استيقظ أهالي مدينة زنجبار، عاصمة أبين، على دوي انفجارات عنيفة واشتباكات متواصلة من كل الجهات.

ماذا حصل؟ ما الذي يجري؟، لا أحد يدري، وما هي إلا ساعة مضت حتى انتشر الخبر، بأن مجاميع مسلحة تنسب نفسها لتنظيم القاعدة سيطرت على شوارع المدينة، فاطمأن الجميع لتيقنهم بأن هذه المجاميع المسلحة لا تملك من المقومات والإمكانيات ما يؤهلها للسيطرة على عاصمة المحافظة، التي تحيط بها المعسكرات والألوية من جميع الجهات، ولهذا فقد كان الجميع يجزم بأن الجيش والأمن قادر على حسم هذه المعركة في أقصر وقت ممكن وبأقل الخسائر.

لكن الساعات كانت تمضي، وتمضي معها تلك العناصر في تأكيد سيطرتها على المدينة، ومع هذا ظل الأمل لدى المدنيين قائماً بسبب ما يشاهدونه من الأعداد المحدودة للمسلحين، ولمعرفتهم بحجم القوات العسكرية المتواجدة في أبين وبإمكانياتها.

جاء الخبر الأول: المسلحون يسيطرون على معسكر الأمن السياسي وسط المدينة، الخبر الثاني: معسكرات الأمن العام وقوات النجدة تسقط بيد المسلحين، انتشرت على أثر هذه الأخبار حالة من السخط بين المواطنين، وثارت الأسئلة كيف؟ وما السبب؟ ولماذا؟، ولم يجدوا لتساؤلاتهم إلا إجابة واحد، وهي بأن هناك مؤامرة بين الدولة أو مسئولين فيها وبين هؤلاء المسلحين.

سقط معسكر الأمن المركزي بعدته وعتاده وبقربه من معسكر القوات المسلحة، وبدأ القصف على المدينة بوحشية لا توصف، استهدف منازل المواطنين قبل غيرهم، جرحى وقتلى بالعشرات أو بالمئات في شوارع المدينة وأزقتها.

مقامرة النزوح

بدأت قوافل المدنيين تغادر المدينة تحت القصف، بعد أن تأكد للجميع سيطرة المسلحين على أبين، وفي ظل القصف العنيف وغير المسبوق على المدينة من قبل الجيش جواً وبراً وبحرا، نزح الآلاف من أبناء زنجبار والكود وجعار إلى المناطق المجاورة في يافع والمرتفعات الوسطى في أبين ولحج وكانت عدن صاحبة النصيب الأكبر من أعداد النازحين.

خرج هؤلاء المدنيون مكدسين في السيارات والقطرات وحافلات النقل بأجرة نقل للشخص الواحد بلغت في بعض الأحيان إلى عشرة أضعاف المعتاد، وبسبب الفقر المدقع الذي يعاني منه غالبية أهل المدينة غادر الكثيرون منازلهم مشياً على الأقدام، شكلوا قوافل بشرية لم نرها إلا على شاشات التلفزيون جراء الصراعات العرقية والطائفية التي تشهدها أفريقيا.

هذه المآسي يعيشها اليوم أخوان لنا على الطريق الذي يربط بين عدن وأبين بطول 56 كم، والأشنع من هذا هو تعرض قوافل النازحين للقصف والقذائف التي تمطرهم من هذا الفريق أو ذاك، وأسقطت منهم عددا من الجرحى والقتلى.

واقع الوصول إلى عدن

بمجرد وصول آلاف النازحين إلى عدن توجه البعض منهم إلى منازل أقاربهم وأصدقائهم في عدن، والبعض الآخر تم استقبالهم برحابة صدر من قبل أهالي عدن الطيبين، لكن هذه الإنسانية لا تحل مشكلة بهذا الحجم، في ظل الظروف المعيشية الصعبة وأزمة الإسكان التي يعاني منها أبناء عدن أصلاً، إذ أن الأمر يتطلب تضافر جهود الجميع، منظمات دولية ومؤسسات حكومية والمواطنين.

نام المئات من نازحي أبين في الطرقات والسيارات ومنازل المواطنين وفي بعض البنايات التي لا زالت طور الإنشاء، وفي اليوم التالي توجهوا للسلطة المحلية في عدن لمساعدتهم في حل مشكلتهم، فمنعوا من الدخول إلى تلك الإدارات، وبعدها توجهوا للمدارس الحكومية كي يستروا فيها أعراضهم ويؤووا فيها أطفالهم ونساءهم ومرضاهم، لكنها هي الأخرى أوصدت في وجوههم من قبل الأمن في عدن، بل وصل الأمر إلى تفريقهم بالقوة من أمام تلك المدارس.

 دور الشباب في الحل

 كرد فعل سريع تجاوز كل التوقعات، تداعى مجموعة من النشطاء الشباب للإسهام في تخفيف معاناة هؤلاء النازحين، حيث قام أولئك الشباب بمحاولة حصر سريعة لأعداد النازحين والتواصل السريع مع السلطة المحلية في محافظة عدن لإيجاد مكان لإيوائهم قبل أي شيء آخر، لكنهم وكما يقولون لم يجدوا آذانا صاغية من قبل أي مسئول في المحافظة.

وكنتيجة طبيعية لتنصل الجهات الحكومية من مسؤوليتها تجاه النازحين، قام الشباب بالتواصل مع بعض أعيان وشخصيات مدينة عدن، فكانت هنا الاستجابة الحقيقية، حيث سارعت هذه الشخصيات لإقناع الأطقم العسكرية بالابتعاد عن أماكن تجمع النازحين مراعاة لمشاعرهم، كما قاموا بتجميع الشباب لفتح بعض المدارس بالقوة في مديرية المنصورة وتنظيفها وتجهيزها كي يتوفر فيها الحد الأدنى لسكن النازحين المتوافدين من أبين.

 تقول الناشطة ليناء حيدرة الحسني، بأن دور الأهالي وبالذات أبناء المنصورة كان هو الأكبر في إغاثة نازحي أبين، كيف لا وهم الذين تقاسموا قوت أولادهم وفرشهم مع النازحين بادئ الأمر حين لم يتوفر لديهم أي شيء يقدمونه لهؤلاء النازحين.

وتضيف الحسني: أخص بالشكر هنا كلا من الشيخ صالح الصنصوني، والمحامي فيصل الدقم، وأيمن أحمد سيف (اللبة)، والأستاذ بسام عبد الله عبده، الذين فتحوا المدارس للنازحين وأسكنوهم فيها وأطلقوا المناشدات في المساجد والأحياء السكنية لإيواء المئات من النازحين بعد أن تخلت عنهم الدولة.

 هذا وقد قام نشطاء من الشباب مع شخصيات اجتماعية بتشكيل (لجنة إغاثة نازحي أبين) بهدف إيواء النازحين وحمايتهم وهم ناجحون حتى الآن، لكن العمل في مثل هذه الظروف يتطلب وجود المنظمات الدولية والمؤسسات الوطنية، حيث يقول المحامي إيهاب باوزير بأن الأزمة كبيرة ودور المنظمات الدولية والسلطة المحلية لازال ضعيفا أو محدودا أو لا يوجد نهائياً في أكثر الأحيان، وناشد الجميع بنجدة هؤلاء النازحين الذين ما أخرجهم منمنازلهم إلا الشديد القوي "حد قوله".

 

 

 النازحون أزمات تتفاقم

 اكتظت المدارس والمساكن بالنازحين، والدولة تتعامل مع الأمر وكأنه لا يعنيها، احتياجات المازحين كثيرة، فالمدارس ليست صالحة للسكن، كما أن الغذاء ينقص كثيرين منهم، كما أن لبعضهم احتياجات خاصة، وهناك المرضى والأطفال.

 المنظمات الدولية هي الحاضر الغائب فلا يوجد بمدارس الإيواء أكثر من الاستمارات التي تعبأ لصالح هذه المنظمة أو تلك، لكنها في جانب الإغاثة غائبة فعلاً وعملها لا يعدو عن وعود لا تجد طريقها للتطبيق، وإن قامت بواجبها في الإغاثة فإن دعمها لا يصل إلا للنزر اليسير من أعداد النازحين الحقيقية.

المدارس المستخدمة لإيواء النازحين لا تتواجد فيها الخدمات الأساسية للإيواء، فعدد الحمامات محدود ولا يلبي احتياجات تلك الأعداد التي تسكن في تلك المدارس، كما أنها تعج بالبعوض والحشرات، ولا توجد بها إسعافات أولية باستثناء مدرسة الشهيد سعيد ناجي التي يوجد فيها عيادة وصيدلية صغيرة وكادر طبي متخصص يبادر للعمل في تلك المدرسة مجاناً دون غيرها.

احتياجات النازحين كبيرة، وكل ما ذكرناه فهو لا يمثل الحد الأدنى من الاحتياجات الحقيقية لهؤلاء النازحين، حيث يتساءل الناشط غسان الشعيبي، وهو المسئول عن المخيم المقام بمدرسة الشهيد سعيد ناجي بمدرسة المنصورة وهو المخيم الأكثر تنظيماً بين مخيمات عدن، ماذا قدمنا لهؤلاء النازحين؟ نحن لم نقد لهم إلا ما استطعنا توفيره لكن هذا ليس ما نطمح إليه ولا يأمله هؤلاء النازحون، فهم كانوا في بيوتهم معززين مكرمين ولو كانوا في ديارهم لما ارتضوا بهذه الحياة،

وأضاف الشعيبي: نشكر جمعية الإحسان التي كانت صاحبة السبق في تلبية نداء الإغاثة الذي وجهناه، فقد جاؤوا ووفروا للنازحين الطعام لمدة ثلاثة أيام، لكن واقع هؤلاء الأهالي مؤلم، والمشكلة الأكبر ليست في من بالمدارس بل هناك مشكلة في منازل بعض المواطنين في عدن، التي تتكدس في بعضها الأسر النازحة للحد الذي لا تكفيهم المنازل حتى للنوم.

 لو كانوا في غير اليمن؟

 ما هو واجب الدولة تجاه هؤلاء النازحين، هل أصبح المواطن اليمني رخيصا بهذا الشكل؟، ماذا لو كان هؤلاء النازحين في دولة أخرى غير اليمن؟ هل سيكون واقعهم بهذا الشكل المؤلم؟ لماذا لم تتعامل المنظمات الدولية مع هؤلاء النازحين كما تعاملت مع النازحين واللاجئين في كثير من مناطق النزاعات حول العالم؟ لماذا؟ أسئلة كثيرة واحتياجات أكثر منها، نتمنى أن لا يكون عمر الأزمة والصراع أطول من هذا.

 

 

 قائمة بالأماكن التي يتواجد فيها النازحون من محافظة أبين إلى عدن ولحج مع احتياجاتهم

 أولا: مديرية خور مكسر

 الأماكن التي يتواجد فيها النازحين :

- مدرسة السعادة

عدد الأسر : 203 أسر

عدد الأفراد : ( 1134 ) الذكور ( 521 ) الإناث ( 556 ) الأطفال ( 75 )

الاحتياجات اللازمة لهم:

– ملابس نسائية

- فرش وبطانيات

– غذاء

ثانيا: مديرية التواهي

الأماكن التي يتواجد فيها النازحين :

- مدرسة ابن الهيثم

عدد الأسر : 86 أسرة

عدد الأفراد : ( 328 ) الذكور ( 136 ) الإناث ( 112 ) الأطفال ( 80 )

الاحتياجات اللازمة لهم :

– ملابس وحفاضات

- فرشان وبطانيات

– خزانات ماء + ماء بارد للشرب

– شول غاز عدد ( 4 ) + غذاء

– إصلاح دورات المياه العدد ( 2 )

 ثالثا: مديرية القلوعة

الأماكن التي يتواجد فيها النازحين :

- المجمع الحكومي

عدد الأسر : 16 أسرة

عدد الأفراد : ( 80 ) الذكور ( 40 ) الإناث (20 ) الأطفال (20)

الاحتياجات اللازمة لهم :

– فرش وبطانيات

– غــــذاء

– خــزان مـــــاء

رابعا: مديرية البريقة

الأماكن التي يتواجد فيها النازحين :

- مدرسة أسماء

- مدرسة بئر أحمد

 – منازل في منطقة فقم

 عدد الأسر : 95 أسرة

عدد الأفراد : 475 الذكور الإناث الأطفال

 خامسا: مديرية دار سعد

الأماكن التي يتواجد فيها النازحين :

- مدرسة أحمد بن حنبل

 عدد الأسر : 46 أسرة

عدد الأفراد : 260 الذكور 81 الإناث 70 الأطفال 109

سادسا: مديرية الشيخ عثمـان

الأماكن التي يتواجد فيها النازحين :

- مدرسة بلقيس

عدد الأسر : 406 أسر

عدد الأفراد : 2300 الذكور الإناث الأطفال

الاحتياجات اللازمة لهم :

– ملابس

- فرش وبطانيات

– غذاء

سابعا: مديرية المنصورة

الأماكن التي يتواجد فيها النازحين :

- مدرسة سعيد ناجي

عدد الأسر : 29 أسرة

عدد الأفراد : ( 208 ) الذكور ( 66 ) الإناث ( 60 ) الأطفال ( 82 )

الاحتياجات اللازمة لهم :

– ملابس نسائية

- فرش وبطانيات

– غذاء

* قائمة بالنازحين من أبين إلى محافظة لحج

 أولا. الحوطة :

1. حارة دار عبدالله+ حارة وحيده، عدد الأسر (14) عدد الأفراد (30) ذكور (49) إناث، الإجمالي (79 ) فرد

 2. الدبا : عدد الأسر ( 80) عدد الافراد(195) ذكور (197) اناث اجمالي (392)

 3. الرباط: عدد الاسر ( 33) عدد الافراد(79) ذكور (102) اناث اجمالي (181)

 4. كاملو : عدد الاسر ( 55) عدد الافراد(101) ذكور (183) اناث اجمالي (284)

 5. قيصى : عدد الاسر ( 50) عدد الافراد(120) ذكور (157) اناث اجمالي (277)

 ثانيا.تبن :

 1. الصرداح :عدد الاسر ( 30) عدد الافراد(71) ذكور (78) اناث اجمالي (149)

 2.الكدام : عدد الاسر ( 34) عدد الافراد(71) ذكور (78) اناث اجمالي ( )

 3. عبرلسلوم :عدد الاسر ( 14) عدد الافراد(39) ذكور (44) اناث اجمالي ( )

 4. هران ديان :عدد الاسر ( 5) عدد الافراد(10) ذكور (17) اناث اجمالي ( )

 5. بستان22 : عدد الاسر ( 8) عدد الافراد(15) ذكور (17) اناث اجمالي ( )

 6. المجحفة : عدد الاسر ( 23) عدد الافراد(60) ذكور (61) اناث اجمالي ( )

 7.الحمراء : عدد الاسر ( 56) عدد الافراد(138) ذكور (160) اناث اجمالي ( )

 8. المحلة : عدد الاسر ( 14) عدد الافراد(34) ذكور (47) اناث اجمالي ( )

 9. القريشي : عدد الاسر ( 44) عدد الافراد(131) ذكور (131) اناث اجمالي ( )

 10. الوهط : عدد الاسر ( 15) عدد الافراد(54) ذكور (34) اناث اجمالي ( )

 11. كدمه عوض علي : عدد الاسر ( 22) عدد الافراد(75) ذكور (79) اناث اجمالي ( )

 12. زايده : عدد الاسر ( 108) عدد الافراد(265) ذكور (295) اناث اجمالي ( )

 13. سفيان : عدد الاسر ( 62) عدد الافراد(109) ذكور (98) اناث اجمالي ( )

 14. الخداد : عدد الاسر ( 131) عدد الافراد(197) ذكور (362) اناث اجمالي ( )

 15. جلاجل : عدد الاسر ( 20) عدد الافراد(51) ذكور (49) اناث اجمالي ( )

 16. الوادي : عدد الاسر ( 24) عدد الافراد(57) ذكور (56) اناث اجمالي ( )

 17. طهرور: عدد الاسر ( 17) عدد الافراد(38) ذكور (34) اناث اجمالي ( )

 18. العند : عدد الاسر ( 9) عدد الافراد(14) ذكور (19) اناث اجمالي ( )

 19. الشقعة : عدد الاسر ( 133) عدد الافراد(333) ذكور (414) اناث اجمالي ( )

 20. الثعلب : عدد الاسر ( 31) عدد الافراد(74) ذكور (102) اناث اجمالي ( )

 21. الحبيل : عدد الاسر ( 29) عدد الافراد(75) ذكور (71) اناث اجمالي ( )

 22.بيت عياض :عدد الاسر ( 55) عدد الافراد(68) ذكور (64) اناث اجمالي ( )

 23. مقيبره : عدد الاسر ( 5) عدد الافراد(17) ذكور (11) اناث اجمالي ( )

 

 – الاحتياجات اللازمة لهم : -

 1 – فرش وبطانيات

 2 – غــــذاء

 3 – خــزانات مـــــاء

 هذا إحصاء قابل للزيادة نظرا لتزايد أعداد الوافدين إلى المحافظة