خبير يحذر من تحول الزواج العرفي للسعوديين بالخارج لدعارة منظمة

الجمعة 13 أكتوبر-تشرين الأول 2006 الساعة 09 مساءً / مأرب برس / العربية
عدد القراءات 4344

  حذر خبراء اجتماعيون من تنامي ظاهرة الزواج العرفي للسعوديين في الخارج وزواجهم من نساء متزوجات وهاربات من أزواجهن، مشددين على أنه في بعض الحالات يتحول الزواج العرفي إلى نوع من الدعارة المنظمة والملبسة بلباس شرعي.

وقال الدكتور عبدالرحمن عسيري، استاذ العلوم الاجتماعية بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية إن "المجتمع السعودي بدأ في الآونة الاخيرة يشهد ظاهرة الزواج العرفي, سواء بفتيات من الداخل او الخارج, والتنكر لنسب الابناء الناتج, عن هذا الزواج".

وأضاف: "بدأت اليمن, واندونيسيا مؤخرا, في استقطاب السعوديين إليها للزواج عرفيا, بعدما كانت سوريا والمغرب الدولتين المفضلتين لزواج السعوديين".

وتابع :"نحتاج إلى احصاءات دقيقة من هذه الدول لإيجاد حلول لهذه الاشكالية، وخاصة ان عواقبها بدأت تظهر على آلاف الاطفال، غير المعترف بهم في السعودية او غيرها نتيجة هذا الزواج العرفي".

زواج عرفي ودعارة

وقال إن دولة اليمن بدأت تعاني من هذه الاشكالية, حتى انه سجلت حالات لهجر ازواج لزوجاتهم بعد ليلة الزفاف, مشيرا إلى انه "في بعض الأحيان يكون مأذون الانكحة مزيفا، وفي بعض الحالات يتحول الزواج العرفي إلى نوع من الدعارة المنظمة والملبسة بلباس شرعي, واحيانا تكون هناك مكاتب متخصصة في بعض الدول العربية لتيسير لهذا الزواج".

وبيّن الدكتورعسيري" أن الزواج العرفي انتشر في مدينتي مكة المكرمة, وجدة عن طريق مكاتب تعمل بالخفاء ومتخصصة بذلك".

الزواج من متزوجات هاربات

من جانبه، قال الدكتورحسين الشريف، المشرف على الجمعية الوطنية لحقوق الانسان السعودية بمكة المكرمة، إن "الزواج العرفي زواج شرعي وحقيقي, ولكنه زواج بدون الحصول على اذن رسمي من الجهات المعنية، والاشكالية تكمن في اضطرار بعض الاسر للاحتيال على الانظمة لتسجيل ابنائها او لدخول الزوجات للبلاد".

وحذّر الشريف من الآثار السلبية المترتبة على الزواج بهذه الطريقة، ومنها قضايا النصب والاحتيال التي يتعرض لها السعوديون في الخارج, والزواج من زوجات هنّ أصلا على ذمة ازواج آخرين.

وتحدث عن "اتجاه الجمعية لانشاء دراسة قانونية لرصد مثل هذه الحالات ورفعها لجهات الاختصاص للمطالبة بالاعتراف بحقوق الاطفال بصرف النظر عن الخلفية الشرعية والقانونية للابوين, والخروج بصيغة قانونيه نقدمها للحكومة".

وقال: أكثر الضحايا في مثل هذه القضايا هم الأطفال, لأنه من الاتفاقيات الدولية في هذا الموضوع أن الطفل لا يتأثر مهما تأثرالمركز القانوني لأبويه من أجل ذلك نطالب بتفعيل بنود حقوق الطفل.

وأضاف: الجمعية استقبلت اكثر من حالتين من الزواج العرفي تمت في الداخل ولديهم ابناء قدموا لدينا لأنهم لا يستطيعون أن يسجلوا اطفالهم في بطاقتهم العائلية، أو ينسبوا أطفالهم الى أمهاتهم الحقيقية.

زوجة على ذمة رجل آخر عرفيا

وعلى ذات الصعيد، لا يزال القضاء السعودي برئاسة رئيس مجلس القضاء الأعلى، الشيخ صالح اللحيدان, ينظر في دعوى تقدم بها احد الأزواج على والد زوجته, الذي زوجها عرفيا من رجل آخر، اثناء سفره للخارج.

وتدور احداث القضية والتي حدثت بمكة المكرمة، كما ذكرها المحامي محمد صالح : "عندما طلق زوج زوجته طلقة واحدة، عادت بعدها إلى اهلها، في أثناء ذلك سافر الزوج خارج البلاد، لمدة شهر ليعود بعدها ليجد زوجته في عصمة زوج آخر، تزوجها عرفيا بورقة كتبها احد أقاربها بمشورة الأب".

زواج السعوديات من أجانب

من جانب آخر، يثير أيضا زواج السعوديات من أجانب، أو العكس بدون موافقة الجهات الرسمية، والاكتفاء بورقة عرفية عن الزواج الرسمي قضايا عديدة، حيث تحرر ورقة الزواج بين الطرفين المعنيين وبحضور ولي الأمر، والشاهدين, وأحيانا يقوم الولي بتزويج ابنته من رجل آخر، وهي في عصمة الزوج , وانكارالورقة التي حررت.

 ومن ابرز تلك القضايا كانت لشاب من الجنسية السورية، فضل ان يطلق علي نفسه "ابو سليم احمد "يبلغ من العمر 25 عاما وقد تزوج من فتاه سعودية تبلغ 27عاما.

وعن تلك القضيه والتي شهدت احداثها المحكمة الكبرى بالرياض، يقول ابو سليم: "منذ عامين تعرفت على والد زوجتي في احدى المناسبات بمدينة الرياض و أبدى حينها استعداده بالموافقة على زواجي من احدى بناته في حال طلبي الزواج, فتقدمت لخطبة ابنته الكبرى ذات 27عاما وطلب مني والدها حينها مهرا يقدر بـ50 الف ريال، وتم عقد القران بورقة عرفية حتى الحصول على موافقة الجهات الرسمية".

وتابع "الا انه بعد ذلك بدأت ألاحظ على والدها طمعه وجشعه من خلال زيادة طلباته المالية مني في كل وقت, فلم أتحمل ذلك فتشاجرت معه خصوصا انني بدأت اقترض من زملائي لموافاة طلباته والتي لا تنتهي, وقد صادف ذلك سفري للخارج لمده شهرين لظروف عملي كنت أتبادل خلالها الاتصال مع زوجتي باستمرار، وفور عودتي من السفر ذهبت لوالد زوجتي لتحديد موعد للزفاف, فحدد والدها موعدا بعد شهر قمت خلاله بتجهيز وتأثيث منزلي لاستقبال عروستي والتي طال انتظاري لها".

وقال أبوسليم: "خلال هذا الشهر لم تتصل بي زوجتي فأوعزت ذلك لاستعداها لحفل الزفاف وحينما حان موعد الزفاف ذهبت برفقه أصدقائي واقاربي لوالدها لاصطحاب العروس الا أننا تفاجأنا بوالدها يخبرني انها ليست عنده وأنها عند والدتها المطلقة وفي منطقه آخرى تبعد 100 كلم عن سكن الوالد وقد حاول حسب كلام والدها ان يزفها من بيته الا ان والدتها رفضت ذلك واصرت على ان يكون ذلك من منزلها".

 وذهب الزوج إلى منزل والدتها وكله امل ان يجد فتاته في انتظاره بفستان الزفاف الابيض واخذ يطرق المنزل ليفاجئه صوت والدتها من وراء الباب وتخبره ان عروسه تزوجت من شخص آخر منذ شهرين وأن والدها هو من قام بزواجها بعد أن أجبرها على ذلك خاصة وان والدها يعمل مأذونا للانكحة".

واضاف قائلا: بعد ذلك أصبت بغيبوبة لم أفق منها الا داخل المستشفى وامتنعت بعدها عن الكلام وعندما تماثلت للشفاء تقدمت بشكوى للشرطة والتي أحالت القضية للمحكمة ومازالت القضية مطروحة خاصة ان والدها هرب ولم يتم العثور عليه وعلمت بعد ذلك أن زوجتي انجبت ولدا من زوجها الآخر.