تفاصيل ترويها منظمة العفو الدولية

الخميس 12 يناير-كانون الثاني 2006 الساعة 04 مساءً / مأرب برس
عدد القراءات 6076

ويشير شاهد رافقه إلى أنه سجن في عدة سجون أمريكية في أفغانستان كان السجن الأول "سجن مظلم" وسمي بذلك لأنه لايوجد به أي ضوء طوال 24 ساعة وظل فيه 3 أشهر ونصف ثم سجن آخر ثم قاعدة باجرام ثم نقل إلى جوانتاناموا وتعرض للتعذيب وكسرت رجله وأجبر على الطعام في نهار رمضان حين أضرب عن الطعام.

وتشير التفاصيل أنه فقد أكثر من 40 كيلو جراما من وزنه منذ اعتقل في سبتمبر 2002.

ترجمة خاصة برأي نيوز لنص التفاصيل كما أوردتها منظمة العفو:

عبد السلام الحيلة

المهنة : رجل أعمال

العُمر: 34

مُتَزَوّج وأب لطفلين

"الاتصال به تَوقّف فجأة … عندما اتصلنا به على هاتفه الجوال كان يرن دون أن يرد ". شقيق عبدالسلام الحيلة ، يتحدث عن اختفاءِ أَخِّيه.

عبد السلام الحيلة رجل أعمال مِنْ صنعاء، اليمن. سافر في سبتمبر/أيلولِ 2002 إلى مصر لإجتِماع بمقاولين عرب في شركة بناءِ مصرية حيث تحدث مع عائلتَه بانتظام بعد وصوله.

قال شقيق الحيلة بأن عبدالسلام بدا عصبيا وقلقا في آخر اتصال، وبأنّه قال إنه لابد أنْ يذهب إلى اجتماع.

بعدها لم تسمع عائلته به إلى بعد أكثر من عام، حين أرسل رسالة أنه في سجن بأفغانستان.

بدا إن عبد السلام الحيلة بأنه اختطف من قبل السلطات المصرية وسلّم إلى المسؤولين الأمريكان وهو مقتنع بان الذي الولايات المتحدة الأمريكية ومصر تآمرت لإغرائه بالسفر إلى مصر.

اختفائه جاء بعد أن رصدت اتصالاته في اليمن وأصبح ضحيّة الممارسةِ الأمريكيةِ للأداءِ والحجزِ السريِ،حيث ينقل من بلاده إلى بلدان أخرى دون أي استعانة بالقضاء أو يوكل له محامين أو يتّصل بعائلته.

طريقة التوقيف

اعتقل عبد السلام الحيلة بعد يومين من وصوله إلى مصر في رحلة عمل وتم استجوابه في فندق، مِن قِبل الناسِ الذين كانوا يرتدون لباسا مدنيا.وترك سريعاً وبعد ذلك اعتقل ثانية وأَخذ لفندقِ آخر ويقول بأنه لَم يعذب من قبل السلطات المصرية.

سبعة أو ثمانية أيام بعد توقيفه الأوليِ أخذه المصريون ووضعوه في حافلة صغيرة وقادوه إلى مطار. هناك رأى جنود مقنّعين يعتقد بأنهم حرس أمريكيون كانوا في طائرة خاصّة صغيرة تتكون من 20 مقعد.

سلم المصريون عبد السلام الحيلة إلى المسؤولين الأمريكان الذين ثم فتشوه و عروه، وألبسوه بدلات العمّال الزرقاءِ، قيدت أيديه وأقدامه وعُصبت عيونه ثم حزم إلى الطائرة الصغيرةِ حيث كان ربط فمه أيضا.

علمت منظمة العفو الدولية السفارة المصرية في صنعاء أخبرت عائلة عبد السلام الحيلة بأنه تَرك مصر على " طائرة خاصّة أَخذته إلى باكوا، آذربيجان".ظهر بعدها أن المطاف انتهى به في أفغانستان، حيث أخذ في السر، وبشكل غير قانوني ومقطوع لسنتانِ. معالجة في أفغانستان قال عبد السلام الحيلة في رسالة هربت من سجن في أفغانستان: "وضعت في السجنِ في أفغانستان من قبل الأمريكان، بعد أنا اعتقلت في … مصر أثناء رحلة عملِ خاصة. وكالة المخابرات المركزية تآمرت مع المخابرات المصرية، وتم تهديدي ليبرروا جريمة اختطافي" احتجز الحيلة أوليا في a سجن صغير في كابول التي قال إنه "سجن مظلم" لأن المحجوزين ظلّوا في ظلام طوال 24 ساعة يوميا.

وقال بنيام محمد الحبشي -يقبع حاليا أيضا في خليج جوانتانامو- بأّنه احتجز في نفس مركز الإعتقال كالحيلة.

وخصص "سجن مُظلم" في كابول لـ "ناس خاصّون" كما قال بنيام الحبشي مشيرا إلى أنه كان هناك بحدود عشرون شخصِ في السجنِ "بينهم رجلِ الأعمال اليمنيِ من صنعاء" سمى عبد السلام.

وظل عبد السلام الحيلة في هذا السجنِ لثلاثة أشهر ونصف.

ويذكر إنه عرى بانتظام قسرا وعلق في السقف لفترات طويلة كما ربط من يد واحدة إلى الحائط ومنع لأوقات طويلة من النوم أو الذهاب إلى الحمام

ويذكر الحبشي أن أنه كان يتم تشغيل موسيقى صاخبة بشكل يومي لمدة 24 ساعة بينما المحتجزون ظلوا في ظلام دامس طوال الوقت. وأضاف أن عبدالسلام الحيلة هو الوحيد الذي رأى الضوء حيث كان يومض له عندما تم استجوابه بشكل مؤقت حيث كاد الضوء أن يعميه. يقول عبد السلام بأنه فَقد كميات كبيرة من وزنِه في السجنِ؛ حيث قارن وزنه قبل الاختطاف، فوجد أنه نقص (31 كيلوغرام).

 وقال بنيام الحبشي بأن في السجنِ "الكثير من المحجوزين فَقدوا عقولَهم "بسبب الإستجواب وقال بأن الأطباءِ كانوا يفحصوا المرضى ل"يتأكدوا من أنهم فقدوا أوزانهم". وتم تحويل عبد السلام الحيلة إلى سجنِ آخر يدعى ماليدو كَان أيضاً في قرب كابول. يقول الحبشي بِأَن هذا كَان تحت الأرض، وكانت وسائله أكثر حداثةً وكانت الظروف أفضل وإحتجز في ذلك السجن لمدة شهرين ونصف حيث تم أثناء هذه المدة استجوابه في الولايات المتحدة لمدة 15 يوم ثم أخذ لمركز الاعتقال الآخر في أفغانستان، حيث أخبروه سجانوه أَنه سينقل بناء على رغبة الولايات المتّحدةَ إلى هنا واحتجز لمدة سنة وشهرينِ. يقول عبد السلام الحيلة بأنه عذب هنا، لكنه أكد بأنّ العبء النفسي كان بسبب الإنقطاع والمحاصرة في مكان لوحده كَان أسوأ بكثير مما الإعتداء الجسدي. طوال هذه المدة كَان في هذه السجونِ ولَم يرى أي واحد من الصليب الأحمر، ناهيك عن عدم وجود محامي. أعيد عبد السلام الحيلة إلى سجنَ ماليدو سريعاً قبل أن يؤخذ إلى قاعدة باغرام الجويةِ. ويجد الحيلة صعوبة في التحدث عن وقتِه في باغرام. أخبر محاميه بأن "جروحه" كثيرة وأنه " لا يريد إعادة فتحها". وقال ببساطة بأن الظروف كَانت "سيئة جداً جدا".

جوانتانامو "نحن بحاجة لمعرفة هل سنستمر هنا إلى الأبد، بدون محاكمات حقيقية، ولا حقوق إنسان ".. عبد السلام الحيلة حول عبد السلام من أفغانستان إلى جوانتاناموا في 17 سبتمبر/أيلولِ 2004 ويعاني مِنْ الكولوستيرولِ ومرض ارتفاع السكر. وألم في ساقه الذي كسر على ما يبدو أثناء احتجازه في أفغانستان حيث يقول إنه لايوجد أي عناية طبية. ويقول عبد السلام بأنه أخضع في جوانتانامو إلى عدة انتهاكات منها:

- أنه قيد في أيديه وأرجله ويأتي حارس ليسحبه وأنه عندما سأل الحارس لِماذا تفعل بي هذا أجاب الحارس لأنك إرهابي.

- ضرب بإنتظام

- عندما رفض الذهاب إلى الاستجواب لأنه كان وقت صلاة عوقب بعقاب لم يسبق أن عوقب به حيث تم سحب ثياب كان ينام عليها وأخذت كل حاجياته واجبر على النوم على الأرضية.

- الحرّاس في المعسكر يهينوه بشكل ثابت ويتم شتم المحجوزين بشكل دائم.

أبدى عبد السلام الحيلة إحباطه وغضبه من التمييز وفرضية أن الشخص مذنب قبل محاكمته التي تحيط نظامَ الحجزَ في جوانتانامو حيث يلاحظ أن أكثر المحجوزين الأوروبيينِ والعديد من المحجوزين الأفغانِ والباكستانيينِ أطلق سراحهم بينما يبقى أكثر المحجوزين من العرب. ويفترض العسكريون بأن المحتجزين كَانوا شر و إرهابيين. الظلم والتعب في المعسكر جعل عبد السلام الحيلة يبدأَ إضرابا عن الطّعام في يوليو/تموزِ مِنْ 2005 مع مايقارب 200 محجوز آخرينِ. فَقد خلال ذلك الإضراب 12.3 كيلوغرام. وبعد وعود سلطات المعسكر أنهى الإضراب.

بَدأَ إضرابه الثاني بعد رمضان وقال بأنه لَن يستسلم 'لأن' الشيءَ الأكثر أهميةً هو العمل باتفاقية جنيف وتم بعد ذلك تغذية المضربين من خلال الأنابيب الأنفية المعوية أثناء صوم ساعات نهار رمضان.

العائلة أريد عودة أبي ".. أحد أطفال عبد السلام الحيلة

عائلة عبد السلام الحيلة كان لا بد أن تَتحمّل الوطأةَ العاطفيةَ الحادّةَ مِنْ "اختفائه" لأكثر من السنة. مع أنهم منذ تأكدهم بأنه معتقل لدى الأمريكية في أفغانستان ولاحقاً جوانتانامو، بقي الاتصال بهم محدودا جداً. حيث تَستلم العائلةُ الرسائلَ فقط بشكل متقطّع، وهذه تُراقب بشدّة من السلطات الأمريكية.

سلمي على أمي لأني أَحبها أكثر من أي شيء آخر على الأرضِ.. نقلت ذلك عنه محامية زارته في جوانتانامو، وأضاف أن تقول لها "تعتني بأطفالي و صحتهم.