الحزب الحاكم والمشترك يسعيان لاستمالة القبائل للفوز في الانتخابات

الإثنين 18 سبتمبر-أيلول 2006 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس / يو بي آي:
عدد القراءات 2523

   يعول حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم والمعارضة اليمنية المتمثلة بـ اللقاء المشترك ، علي كسب ود القبيلة في الانتخابات الرئاسية والمحلية المزمع إجراؤها في العشرين من شهر أيلول (سبتمبر) الحالي.

وأظهرت نتائج إحصائية عن انتخابات سابقة، أن الأحزاب السياسية في اليمن ليست العامل الوحيد والأساسي المؤثر في الانتخابات في البلاد، إذ تتقدمها معايير اخري أبرزها الانتماء العشائري وهذا ما جعل المراقبين يصفون القبيلة بأنها المرتكز الأساس في الانتخابات وتتحكم الي حد كبير في مسارها.

ويري حمود العودي استاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء أن المجتمع اليمني في الأساس هو مجتمع دولة بالدرجة الأولي، ويتأثر بظروف وواقع القبيلة بدرجة ثانية، والأوضاع السياسية كثيراً ما تؤثر في ترجيح كفة أي من الطرفين .

ولفت العودي الي أن نفوذ القبيلة يبرز بشكل واضح في الريف اليمني بسبب عوامل كثيرة تتعلق بالعادات والتقاليد والنسيج الاجتماعي الخاص الذي يتسم به المجتمع القبلي في اليمن.

ويقول علي صالح الأضرعي، من قبيلة عنس من ذمار، ان تأثير القبيلة أشد من الانتماء الحزبي بحكم التكوين الاجتماعي منذ الصغر علي تمجيد القبيلة وعاداتها.

وأشار محمد السنييني من مدينة صنعاء الي أن الرهان في الانتخابات هو علي الجانب القبلي والعشائري إذ ان الانتماء الحزبي وحده لا يكفي فهناك عشيرة وقبيلة وأسرة لها خصوصياتها وأعرافها وتقاليدها التي تجعل اليمني سواء كان مرشحاً أو ناخباً مشدوداً الي جذور الزمان والمكان والبيئة .

ويسعي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، مرشح الحزب الحاكم، لكسب دعم ومؤازرة أبناء القبائل في معركته الانتخابية ويبدو ذلك واضحا من خلال قراءة سريعة لأوليات الدعاية الانتخابية الخاصة به.

فقد حرص صالح، كما لاحظ أحمد غرا، علي أن يدشن حملته الانتخابية من جامعة الإيمان لكسب دعم التيار الديني التابع للشيخ الزنداني، ثم انتقل بعد ذلك الي صعدة لمعالجة ملف الحوثيين وفتح صفحة جديدة تضم أصوات الشباب التابعين للحوثي، إضافة الي أصوات طلاب جامعة الإيمان.

كما سعي الي استمالة القبائل من خلال مخاطبته إياها بالقول لن أخاطبكم وأقول لكم يا أبناء اليمن، لكن أقول لكم يا أبناء حاشد وبكيل، يا أبناء مدحج، يا أبناء حمير، يا أبناء كهلان، يا أبناء حضرموت، إنني قرأت الجغرافيا قراءة صحيحة واعرف قبائل اليمن وشرائحها الاجتماعية مرحبا بكم جميعاً .

هذا المسعي مارسه بدوره مرشح المعارضة اليمنية المهندس فيصل بن شملان، الذي زار أبرز المحافظات القبلية في اليمن، وهي الجوف ومأرب، وحرص من خلالها علي توجيه رسالة مباشرة الي بعض الزعامات القبلية التي أعلنت دعمها له.

وبحسب المراقبين فإن صالح وبن شملان يدركان جيداً أهمية الحصول علي الدعم القبلي لتحقيق الفوز المطلوب الأمر الذي يبرر سعيهما الي إقامة المهرجانات الانتخابية في المناطق القبلية النائية ولعل لهذه الخطوات دلالات تعكس في مجملها أهمية القبيلة وتأثيرها في عملية التغيير في اليمن