من المتوقع أن يكون العمل التاريخي الأضخم، على الإطلاق، لهذا العام ويضم الكثير من الأحداث التي سيعرفها الجمهور لأول مرة عن سيرة الرشيد وأبنائه

الخميس 14 سبتمبر-أيلول 2006 الساعة 05 صباحاً / مأرب برس / إيلاف
عدد القراءات 4030

لطالما استعرضت الدراما التاريخية صفحات التاريخ لتقدم مما فيها من تجارب انسانية في كافة مجالات الحياة، لا سيما السياسية منها، وخصوصاً تلك التي تَجِدُ صداها في أحداث الحاضر الراهن، وتلقي الضوء على أبعاد الأحداث المعاصرة وخلفياتها التاريخية؛ وهذا ما يمثله المسلسل التاريخي الضخم "أبناء الرشيد: الأمين والمأمون"، الذي يتناول تفاصيل واحدة من أدق مراحل التاريخ العربي الإسلامي، التي تبدأ بخلافة الرشيد وما سمي بـ"واقعة البرامكة" لتنتقل إلى ولاة عهد الرشيد (الأمين والمأمون) وصراعهما على الخلافة العباسية، وما في ذلك من خلفيات تاريخية لأحداث راهنة.

 المسلسل من بطولة رشيد عساف، نورمان أسعد، غسان مسعود، منى واصف، مرح جبر، فايز قزق، هاني الروماني، نبيل المشيني، عبير عيسى، باسم ياخور، قمر خلف، اياد نصار، منذر رياحنة، عاكف نجم، محمد المجالي، فادي ابراهيم، احمد العمري، أشرف طلفاح، نادية عودة، علي عليان، ناريمان عبد الكريم، ريمة الشيخ، وآخرون، ومن إنتاج وتوزيع المركز العربي للخدمات السمعية البصرية، وسيناريو وحوار غسان زكريا وغازي الذيبة وإخراج التونسي شوقي الماجري.

 إن قصة الأمين والمأمون من أعمق قصص التاريخ العربي أثراً، وأكثرها عبراً، ولعل في استعادتها في مسلسل تلفزيوني ما يؤسس لتأمل الحاضر الراهن من خلال قراءة معاصرة للتاريخ العربي الإسلامي.

كما يمثل المسلسل، من حيث الوقائع التاريخية التي يعرض لها، رؤية درامية واستعادة تاريخية لأحداث تلقي الضوء على المخاوف التي عبر عنها عدد غير قليل من الدول العربية، إزاء بعض الملابسات والوقائع السياسية الراهنة والجارية في أطراف هامة من الوطن العربي؛ ومن شأن عرض مسلسل "أبناء الرشيد: الأمين والمأمون"، (وقصتهما من أعمق قصص التاريخ العربي أثراً وعكساً للأحداث المعاصرة) على الشاشات العربية وبخاصة شاشات الدول المعنية بالمخاوف المطروحة، أن يفتح نقاشاً عاماً حول خلفيات تلك المخاوف، كما من شأنه أن يعمق الاحساس بخطورة التفريط بالهوية العربية للدولة، سواء أكان الحديث عن الدولة الإسلامية كما في فترة الخليفة هارون الرشيد والأمين والمأمون، أم حول الدولة العربية المعاصرة.

 ينطلق المسلسل من حيرة الرشيد في أمر ولاية عهده لأي إبنيه يعهد بها: "الأمين".. العربي الصافي النسب.. أم المأمون الذي جرت في عروقه الدماء الفارسية إلى جانب العربية. وذلك في تلك الفترة التاريخية، التي كانت فيها الدولة العربية الإسلامية تعيش تجاذباً كبيراً في هويتها، ما بين مواطنيها من العرب الأقحاح ورعاياها من غيرهم، وعلى وجه التحديد من الفرس، ثم لم تلبث أن انتهت الأمور إلى نهايتها المحتومة، حيث الصراع والحرب الرهيبة بين الأخوين، والتي كانت أشبه بحرب بين العرب والفرس على الهوية العربية للدولة الإسلامية.

 يضع مسلسل "أبناء الرشيد: الأمين والمأمون" مشاهديه منذ أولى لقطاته، وللمرة الأولى في تاريخ الشاشة العربية، الذي من المتوقع أن يكون العمل التاريخي الأضخم، على الإطلاق، لهذا العام؛ لا سيما وأنه يقدم مواقع تصوير تُعرض لأول مرة على الشاشة العربية، حيث أورع ما بقي من العمارة الإسلامية من العهد العباسي الأول، عبر مشاهد أخّاذة تم تصويرها في مجموعة من المدن التاريخية بجمهورية أوزبكستان، التي تحتوي على روائع معمارية إسلامية يندر العثور على مثيلها في العالم.

هذا ويعد المسلسل "أبناء الرشيد: الأمين والمأمون" الذي سيعرض في شهر رمضان المبارك من أهم المسلسلات هذا العام، ويضم الكثير من الأحداث التي سيعرفها الجمهور لأول مرة عن سيرة الرشيد وأبنائه.