خالد اليوسفي يتمنى تقديم مسرحية (النهاية) الرومانسية من تأليفيه وإخراجه

الأحد 09 مايو 2010 الساعة 03 مساءً / مأرب برس- تقرير - عبدالرزاق العزعزي:
عدد القراءات 6812

أقامت مؤسسة شركاء المستقبل للتنمية في الفترة القليلية الماضية، وبالتعاون مع الملحقية الثقافية الأمريكية؛ مشروع الفنون من أجل حقوق الإنسان.. وابتدأ المشروع بورشة عمل المسرح من أجل حقوق الإنسان؛ حيث تم تدريب مجموعة من الشباب اليمني على الفنون المسرحية المختلفة..

وكان أحد أهم مخرجات المشروع عرض أول مسرحية صامتة في اليمن نفذت برؤية وإخراج الشاب المبدع خالد اليوسفي..

ولنعرف الكثير عن هذه المسرحية الأولى من نوعها في اليمن؛ قمنا باستضافة سريعة للمخرج الشاب خالد اليوسفي الذي قيل عنه عقب عرض المسرحية أنه "القادم للفن المسرحي اليمني بقوة"..

يقول المخرج خالد اليوسفي أنه يعمل حالياً في مؤسسة لينا للإنتاج الإعلامي والفني التوثيق الإعلامي، وهذا ما جعله أحد الشباب المستهدفين من مشروع الفنون من أجل حقوق الإنسان الذي نفذته مؤسسة شركاء المستقبل، وكانت بمثابة الفرصة الأولى لتقديم مسرحيته..

ويضيف بقوله أن المسرحية الصامتة التي تحمل اسم "أين أنت الآن" تعد الأولى من نوعها في اليمن.. وتم تنفذيها كون الدورة التدريبية كانت تهدف لتقديم عملين مسرحيين كمخرج من مخرجاتها، العمل الأول خاص بحقوق المرأة والآخر خاص بالحرب والسلام وكيف تؤثر الحروب على العبث بحقوق الإنسان..

عن المسرحية..

المسرحية تحكي عن أناس يمارسون حياتهم الطبيعية في منتزه عام "أسرة مع أطفال يلهون، أحد الباعة أناس يمشون" وهناك يجد بطل المسرحية فتاة تسلب ناظريه ترتدي الزي الشعبي الصنعاني.. فيبدأ بالنظر المتكرر إليها وهي تبادله نفس الإحساس..

في ظل هذه الأوضاع يسمع انفجار ضخم استهدف العزل، فيتصاعد الدخان بعد أن تنتهي كل المناظر التي كانت حاضرة منذ لحظات ويسقط الأناس شهداء لذلك الحادث الإرهابي؛ عدا بطل المسرحية الذي يحزن لفراق تلك الفتاة وكل الذين كانوا متواجدين حينها..

يعثر بين ركام الحادث على كل متعلقات الحاضرين، فيبدأ بتذكر وتخيل اللحظات التي عاشوا بها ويعيش معها مجدداً بالحلم.. يتذكر الأطفال.. بائع الآيس كريم.. يتذكر فتاته بعد أن يعثر على زيها ويرتديه ويبدأ بالرقص معها والعيش معها في الخيال..

تتلخص الفكرة أن بطل المسرحية يلتقي بأرواح الشهداء ويعيش معهم اللحظات التي عاشها معهم قبل الحادث الإرهابي ويبكي على ما حصل كلما تذكر الحادث، لتأتي النهاية ببعثهم من جديد كمحاولة لإعادة الأمل لوجوه الحاضرين..

تقديم رؤية..

وخلال العمل على تقديم مقترحات الأعمال المسرحية أتيح للشباب خالد تقديم رؤية لإحدى المسرحيتين فقام بتقديم رؤية لمسرحية خاصة بآثار الحروب وتأثيرها على حقوق الإنسان؛ وذلك بطريقة جديدة ومبدعة تعبر عن إبداع الشباب اليمني ومدى إمكانيته على الابتكار والتجديد في كافة المجالات المتاحة..

خالد قدم رؤية لم تقدم من قبل في المسرح اليمني؛ وكانت عبارة عن تعبير صامت يخاطب به كل الشرائح اليمنية المثقفة وغير المثقفة، الأمية والمتعلمة، إضافة إلى مخاطبته لكل البشر بكل لغاتهم العربية والإنجليزية والإيطالية والفرنسية و... والمهم أن كل من حضر العرض بلا استثناء قال إن الفكرة كانت واضحة وبلغة سهلة وسلسة ومفهومة للجميع.

يقول خالد أن رسالته في المسرحية لا تخص فئة؛ بل العالم بأسره.. وبحمد الله الذي وفقه وزملائه الذين اثبتوا أنهم جديرين بالثقة؛ سيما إذا عرفت أن نجوم المسرحية كانوا نخبة من الشباب الجديد والمبدع..

عمل جريء..

المسرحية التي لا تخلو من المشاهد الرومانسية التي عرضت بجرأة كبيرة على مسرح لم يتقبل بعد ثقافة الانفتاح المسرحي؛ أشاد بها وبجرأتها الكثير من الحضور الذين تابعوا العمل بصمت وترقب.. قالوا بأنها عمل متميز ورائع لشباب لا يملكون من الخبرة سوى دورة تدريبية ضمن مشروع خاص أو أكثر قليلاً.. وتمنوا أن تستمر الفرقة بتقديم المزيد من الإبداعات التي ستعمل بدورها على مخاطبة الجمهور عاطفياً بالقضايا الهامة التي تهم المجتمع العالمي بأسره..

عرض آخر..

المخرج خالد اليوسفي قدم مسرحيته (أين أنت الآن) والمسرحية الأخرى التي عرضت بنفس اليوم وكانت هي الأخرى مخرج الدورة التدريبية وتحمل اسم "طيور غادرتها الأجنحة" للمخرجة نرجس عباد.. قدهما للمشاركة ضمن فعاليات يوم المسرح العالمي الذي نفذ على خشبة المركز الثقافي بصنعاء.. وبعد جهد مضن تم الموافقة على عرض المسرحيتين ولكن مع بعض التعديلات على مسرحيته الصامتة؛ لكون بعض مشاهدها "جريئة للغاية" ونزولاً عند رغبة القائمين على فعاليات المسرح العالمي قام بإعادة صياغة مسرحيته..

المسرحية الأخرى "طيور غادرتها الأجنحة" اعتذرت مخرجتها نرجس عباد عن تقديمها لظروفها الخاصة؛ فأوكل العمل إلى المخرج اليوسفي لإخراج العمل المسرحي، وهنا كان الاختيار الصعب؛ فإما أن يقبل ويضيف عليها بعض التعديلات، أو يرفض فيتم إلغائها من العرض..

بالتأكيد وافق على إخراج المسرحيتين وعرضهن بالموعد والوقت المحدد لمؤسسة شركاء المستقبل، فقام بإخراجها من جديد وقدمت برؤية مختلفة بعد طلبه من مؤلفات المسرحية بعمل فكرة جديدة للنص المسرحي وإعادة صياغتها على ضوء الرؤية الإخراجية التي قدمها..

"طيور غادرتها الأجنحة" من تأليف شباب شارك في الدورة التدريبية وهم منال المليكي، رؤى يحي وسبأ العواضي.

أبطال العرضين..

المسرحيتان كانتا من بطولة خالد اليوسفي والفنانة المبدعة منال المليكي نجمة المستقبل وملكة الإحساس المرهف، ورؤى يحيى، والطفلتين شاعرة الجيل سبأ العواضي وبلقيس العواضي اللتين أدهشتا الحضور بقوة أدائهن وبدون كأنهن ذوات باع في المجال الفني..

أيضاً من الشباب الفنان عبدالغني مطاوع الذي كان المشرف الفني على العمل ودوره الذي لعبه في تحسين الأداء، أحمد عسيري، أحمد الجبزي، حامد الغابري، محمد مشهور، معتز الشرجبي والطفل أمين العواضي.

ديكورست غالب العواضي، إشراف فني الفنان: عبدالغني مطاوع.. رؤية وإخراج: الشاب خالد اليوسفي..

أعمال جديدة..

كان هذا العرضين أولى التجارب الإخراجية للشاب خالد اليوسفي الذي أكد أنهن لن يكن الأخيرات فما زال لديه الكثير ليقدمه بشكل مختلف وغريب.. وأكد أنه يؤمل أن يشارك بالمسرحية الصامتة في المشاركات الخارجية مع تطويرها وتحسينها..

وقال أيضاً أنه يتمنى تقديم مسرحية بعنوان (النهاية) من تأليفيه وإخراجه وهي من المدرسة الرومانسية.. متمنياً أن يكون في المستقبل مخرج مسرحي ودرامي يهتم بالبرامج والمسلسلات الدرامية التلفزيونية..

أخيراً..

في نهاية الحوار القصير معه وجه المخرج اليوسفي تحية احترام وتبجيل للينا عبدالله العبدول رئيسة وصاحبة مؤسسة لينا للإنتاج الإعلامي والفني فهي من كانت الداعم الأول والملهم له ومن أتاحت له الفرصة- حسب وله- ليقدم شيئاً لم يحصل عليه من قبل..

وقال أيضاً أنه لا ينسى فضل الله عليه وبركة دعاء الوالدين وأهدى ما قدمه لرفيقة دربه "أم الوليد" ولعينيه في الحياة "الوليد قمر"

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة ثقافة