النساء يزددن إقبالا على التقنيات العصرية

السبت 29 يوليو-تموز 2006 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس / متابعات
عدد القراءات 2716

يزداد اقبال الفتيات والسيدات، اكثر من أي يوم مضى، على امتلاك التقنيات واقتناء الاجهزة الجوالة، خصوصا تلك التي تتناسب مع أذواقهن، الا انهن يفضلن شراء الجهاز ذي التصميم الجميل الجذاب والمريح الذي يتسم بسهولة تنفيذه للوظائف المطلوبة.

إذا ما أوقفت جينا هيوز في الشارع في أي يوم من الايام، فستجد الاجهزة التالية في حقيبة يدها: جهاز ثلاثي مؤلف من سماعة بلوتوث وكاميرا رقمية وآي بود، وربما أجهزة قليلة إضافية. وجينا هي محررة عمود في التكنولوجيا في بوابة «ياهو» الالكترونية.

وإذا مررت بمنزلها ستجد زوجا من الاجهزة التلفزيونية ذات الشاشات المسطحة، وكومبيوتر لابتوب من طراز «ماك بوك برو» وكاميرا تصوير وتسجيل فيديو، ومحطة ألعاب بلاي ستيشن محمولة، ولعبة «نينتيندو دي إس لايت». أما لوحة القيادة في سيارتها فلا تسل! فهي تحتوي على أزرار ومقاييس أكثر من لوحة القيادة في سفينة الفضاء «ستارشب إنتربرايز».

والاجهزة هذه «تجعلك تشعر أمينا وواثقا من ذاتك»، كما تقول هذه المرأة البالغة من العمر 32 سنة التي تدير موقع «البلوغ» «تيكي ديفا» Techie Diva والتي أردفت تقول «انها (الاجهزة) بالطبع تجعلك تبدو جذابا ورائعا».

جينا هيوز هي مثال لفتيات اليوم اللواتي يهوين الاجهزة والمعدات الجديدة، فهي عليمة بها وتهوى جمعها، كما أنها مستهلكة دقيقة لها، يعرف عنها أنها تمضي الاسابيع في البحث والتنقيب عن المنتج قبل أن تغامر وتشتريه. وهي جزء من شريحة جديدة من النساء اللواتي شرعن قبل أي وقت آخر في الانجذاب الى الاجهزة والمعدات الجديدة بحيث أن الارقام والاحصاءات الاخيرة أظهرت أنهن بتن لاعبات كبيرات في سوق الالكترونيات الاستهلاكية.

* حصة نسائية

* ومن أصل 107.2 مليار دولار أنفقت على شراء تقنيات الالكترونيات الاستهلاكية في العام الماضي، فأن نصيب الرجال منها كان 54 في المائة، أو 57.9 مليار دولار، في حين كان نصيب النساء 46 في المائة، أو 49.3 مليار دولار، استنادا الى مؤسسة ابحاث السوق «إن بي دي غروب». وهذه زيادة قدرها 18 في المائة في الانفاق من قبل النساء مقارنة بالعام الماضي عندما حققت هؤلاء 41.9 مليار دولار في شراء المعدات. أما الرجال فقد أنفقوا المبلغ ذاته في عام 2004، وكما في العام الماضي.

هذا الاتجاه المتزايد ليس في ما يتعلق بالحصول على الجهاز بل الحصول على منتج عملي يقوم ببعض المهمات التي من شأنها تعزيز الحياة العائلية، كما نقل موقع «سي نت» الالكتروني عن يتيفن بيكر نائب الرئيس لشؤون التحليل الصناعي في «إن بي دي غروب»، الذي اضاف الفكرة هي أن الناس يذهبون الى الشبكة الالكترونية لاغراض التسوق، وهذا الذي يجعل الشراء عن طريق الكومبيوتر شيئا خاصا بالقرارات المنزلية، وليس أمرا متعلقا بالافراد.

وسواء جاء الانفاق من قبل الام القابعة في المنزل، أو سيدة عاملة خارجه، أو أي سيدة أخرى من سيدات القرن الواحد والعشرين، فإن الشركات الصانعة لهذه المعدات شرعت في مراعاة ذلك وتدوين الملاحظات. 

* تصاميم أنثوية

* وشرعت الشركات الكبرى بما في ذلك «أبل كومبيوتر» و«موتورولا» و«إيستمان كوداك» و«سوني» و«نينتيندو» بإعطاء المنتجات كالهواتف الجوالة وذاكرات «يو إس بي» فلاش والالعاب اليدوية نفحات من الالوان والخطوط الجذابة، مع إظهار النساء بشكل دائم وبارز في الاعلانات، حتى أن بعض المصممين في هذا الوقت باتوا يطورون منتجات تستهدف النساء فقط.

وفي هذا الصدد تقول المصممة ستيفي كارد «إن أغلبية النساء اللواتي أعرفهن يلعبن أدوارا مختلفة في حياتهن، وهن لا يستخدمن هذه المعدات جميعها للاعمال فحسب، بل يحتجن اليها أيضا لحياتهن الشخصية ولصداقتهن ولعوائلهن». ومن هذه المعدات التي هي من إنتاجها، «سواب سيتس» هي عصابات للرأس بنسق انيق تعمل كسماعات إذن أيضا. وهناك هواتف جوالة إختيارية أيضا تتماشى معها. وقد لجأت النساء الى هذه السماعات الجديدة بعدما قررن أن السماعات العادية هذه غير مريحة، حسب ما تفكر به عقولهن على الاقل، وغير مريحة وجذابة.

وتقول المصممة هذه من نيويورك التي تملك مع زوجها دار ستيفي ثوماس إن واي سي «لقد كرهت في السماعات عدم مرونتها، ولم يعجبني مكبر الصوت في السماعة الذي يجب أن يكون معلقا في إذني طوال الوقت بحيث يجعلني أعيش حياتي كما لو أنني بأذن واحدة، كما لم يعجبني شكلها وهيئتها الخارجية». وكان عملها البديل مثل رباط الرأس التقليدي الذي يعصب خلف الاذنين لدفع الشعر الى الوراء. وتتوفر عصابات «سواب سيتس» حاليا من الصوف والقطن والحرير باشكال وتصميمات مختلفة. «والفكرة من سماعة الاذن أنها تركب على الرأس والوجه، وهي لذلك شيء شخصي تماما، فلماذا إذن لا تكون جذابة ومثيرة للاهتمام والتسلية»؟ و«سواب سيتس» لها أداة أيضا لمزج الانسجة المختلفة وجعلها تتناسب مع بعضها بعضا. بحيث يمكن لمقتنييها أن يحصلوا على الشكل الذي يرونه، خاصة عندما يكون الامر متعلقا بالنساء، بحيث ينبغي أن يتضمن أكثر من التصميم والشكل الجميل، «فهي ينبغي أن تكون جذابة ورشيقة الشكل، وهذا امر مهم، ولكن ليس كل شيء، بل هناك عامل الجودة والامر العملي».

وأذا كانت هناك فكرة أو مفهوم عام فهو أن النساء ينجذبن عادة الى الاجهزة والمعدات الجوالة مثل الهواتف والكاميرات الرقمية وكومبيوترات اللاب توب ودفاتر الملاحظات الالكترونية التي هي إستنادا الى بيكر من «إن بي دي» «تميل الى أن تكون أكثر تجانسا مع النساء من المنتجات الكبيرة المكتبية الثابتة في مكانها».

* ألعاب نسائية

* وكانت دراسة أجريت في الشهر الماضي وجدت أن النساء يمثلن 59 في المائة من جميع ممارسي الالعاب الجوالة في الولايات المتحدة، ثم هناك أيضا أجهزة «آي بود» التي لها شعبية واسعة لدى النساء، كما تلاحظ هيوز، «فالنساء لايرغبن بشيء سوى بأجهزة آي بود»، كما تقول، «لان أغلبيتهن لا يتعدين دائرة «آي بود»

وتقول أن بعض شعبية أجهزة «آي بود» يعود الى كثرة ملحقات هذه الاجهزة في الاسواق، والعامل الاخر الى الاعلانات والاسلوب الذي تعلن عنه آبل الذي يلائم الموضة.

وعلى الرغم من أن أجهزة «آي بود» هي شعبية جدا مع النساء، إلا أن أجهزة «آي بود ميني» عندما ظهرت لأول مرة وقعت لها مكانة خاصة أكثر معهن، من الأجهزة الاصلية، بينما الرجال قد يفضلون أحد هذين الجهازين، وذلك إستنادا على الاقل الى دراسة اجريت في العام الماضي من قبل «بيو إنترنيت أند أميركان لايف». ووجدت الاحصائية أن نحو 13 في المائة من الرجال يملكون «آي بود» أو أجهزة «إم بي3» أخرى مقارنة مع 9 في المائة من النساء.

ولكن النساء لايشترين الهواتف الجوالة والملحقات الرقمية لاستعمالهن الخاص فقط، بل لكي يقدمنها كهدايا أيضا، فقد إزدادت مبيعات الاجهزة الالكترونية الاستهلاكية بنسبة 9 في المائة في الاسبوع الذي سبق عيد الامهات هذا العام، مقارنة بالأسبوع ذاته من العام الماضي استنادا الى مجموعة «إن بي دي» التي وجدت أن المشتريات ارتفعت بنسبة 3 في المائة في الاسبوع الذي سبق عيد الاباء هذا العام.

وتدل هذه الارقام انه ليس الامهات فقط اللواتي أخذن الاهتمام بالتقنيات، بل كذلك الاباء والاطفال الذين باتوا راغبين أكثر في الاستثمار في التقنيات لتقديمها كهدايا الى النساء من اقاربهم إستنادا الى بيكر. حتى الهدايا التي لها علاقة تقليدية مع الرجال كأجهزة الملاحة الجوالة وأجهزة الراديو التي تعمل بالاقمار الصناعية بيعت بشكل جيد قبل عيد الامهات هذه السنة.

ومثل هذه المعلومات من شأنها أن تثلج قلب أليسون لويس التي جاءت متأخرة الى عالم التقنيات. وهي تعمل حاليا على نشر رسالة التقنيات عن طريق «سويتش» Switch الذي هو عرض على شبكة الانترنت لعمل الاشياء بنفسك مخصص للنساء فقط. ويعرض الموقع أشرطة فيديو التي تعلم النساء كيفية صنع منتجات عملية مثل الضوء الصغير الذي يوضع في المحفظة، أو الإطار المتكلم للصور.

وتقول لويس المصممة البالغة من العمر 30 سنة التي تقدم بالنهار دروسا عن الازياء والتقنيات في معهد بارسونس للتصميم في نيويورك «هناك مجلات لكنها لا تتضمن أي مادة تشجع النساء على التحمس للالكترونيات، ولايوجد حتى أي شيء في الوسط بين كتب ومواقع التقنيات الصعبة التي تصنعها بنفسك والمواقع الحرفية أو الكتب الخاصة بذلك. وكل الامور هناك هي لتعليم صنع الاشياء بواسطة الالكترونيات المجنونة التي لا ترغبها النساء.» وعندما سئلت لويس أن تسمي أجهزتها المفضلة لديها صمتت لحظة قبل ان تجيب أنها غير راضية عموما مما هو معروض حاليا من قبل الشركات الالكترونية الاستهلاكية، «فجميعها صلبة وباردة لا تستقطب النساء». وأضافت على سبيل المثال "لماذا يتوجب على الهاتف لجوال أن يكون صلبا الى هذا الحد؟ لماذا لا يمكن لفه حول الرسغ؟ هذا أمر ممكن لكن لم يجربه أحد حتى الآن».

ومن الاجهزة التي تفضلها استخدام الانسجة المتطورة لانتاج سطوح ناعمة الملمس. وقالت إنها تفضل وسائد «إليكسين سمارت فابريك تشبادس» للحقائب وحقائب الظهر التي تتيح للمستهلكين وضع جهاز «آي بود» داخلها وإدارته من واحد من أحزمته. أما هيوز من جهتها فتفضل أجهزة بمهام متعددة، مثل هاتف جوال يمكنه عزف الموسيقى المسجلة وعرض الفيديو والتقاط الصور الرقمية. «وهذا امر مثالي لكونه يغنيك عن حمل عدة أجهزة في المحفظة النسائية». وهذا الامر يقود، أو يؤدي الى الاجهزة التي على شكل بطاقات التي هي الخيار الافضل، «إذ هناك المزيد من الاعمال التي يمكننا القيام بها والتي يمكن وضعها أو إشراكها بأساليب متعددة ومتنوعة في تركيب المحافظ والحقائب مثل الهواتف الجوالة وسماعات الأذن التي تركب على الرأس، فضلا عن الميكروفونات» كما تقول.

«ومن المدهش فعلا مدى محبة الفتيات للأمور الخاصة بهن، فهن يعشقن اللون القرنفلي» كما تقول تيري ستون التي تخرجت من جامعة نيويورك في التصميم الاذاعي، والتي شرعت في تأسيس موقع «بلوغ» بإسم «شب شك» Chip Chick استطاعت عبره جعل بعض المنتجات ذات اللون القرنفلي تبيع أكثر من غيرها

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة علوم