حزب الله يصيب إسرائل بالجنون

الجمعة 28 يوليو-تموز 2006 الساعة 04 مساءً / مأرب برس / متابعات
عدد القراءات 3700

أجمعت معظم الصحف العربية الصادرة الجمعة على القول بأن الخسائر الفادحة التي تكبدتها القوات الإسرائيلية في معركة "بنت جبيل" مع مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان، قد أصابت الجيش الإسرائيلي بحالة هستيرية، دفعت قادته إلى إصدار أوامرهم بتكثيف الغارات الجوية على لبنان، وطلب استدعاء مزيد من جنود الاحتياط.

وعبرت صحيفة "الأهرام" القاهرية عن الوضع على الساحة اللبنانية - الإسرائيلية، في عنوانها الرئيسي "صدمة وهستيريا في إسرائيل"، حيث ذكرت أن الخسائر المميتة غير المتوقعة التي تكبدتها إسرائيل بعد 16 يوماً من حربها المفتوحة علي لبنان، تسببت في حدوث حالة من الهستيريا والصدمة، التي هزت الحكومة والقيادات العسكرية الإسرائيلية، التي قررت توسيع نطاق التدمير، بحيث يتم تدمير كل قرية يطلق منها صاروخ من قبل مقاتلي حزب الله.

كما أبرزت قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر الخاص باستدعاء وحدات جديدة من الاحتياطي، وتكثيف الضربات الجوية، بديلاً عن توسيع عملياتها البرية.

ونقلت الأهرام عن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قوله إن "مصر لن تشارك في قوات حفظ السلام علي الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية، لأنه ليس من مهمة مصر أن توجد علي خط الحدود بين إسرائيل وأي دولة عربية."

كما عبرت صحيفة "الرأي" الأردنية عن نفس الاتجاه، في صدر صفحتها الأولى تحت عنوان "إسرائيل تعوض فشلها البري بتكثيف الهجمات الجوية واستدعاء الاحتياط"، حيث ذكرت أن المقاومة العنيفة التي يبديها حزب الله أمام الهجوم البري الإسرائيلي، دفعت الحكومة الإسرائيلية، إلى تبني خيار تكثيف الهجمات الجوية، واستدعاء الآلاف من جنود الاحتياط.

كما نقلت عن مصادر بالحكومة الإسرائيلية قولها إن الحكومة رفضت اقتراحات دعت إلى توسيع نطاق العمليات البرية، بطريقة تسمح بتحقيق أهداف أوسع من الهدف الأساسي المعلن، والذي يقضي بإبعاد حزب الله لعدة كيلومترات عن حدود إسرائيل الشمالية.

ونقلت وصف جنود إسرائيليين أصيبوا بمعارك "بنت جبيل" الأربعاء لصحيفة "هاأرتس" الإسرائيلية، المعارك التي خاضوها مع مقاتلي المقاومة بأنها تشبه "جهنم على الأرض."

من جانبها ذكرت صحيفة "الوطن" السعودية، أن العدوان الإسرائيلي على لبنان، في يومه السادس عشر، أخذ منحى جديداً، بعدما تمكن حزب الله من استهداف منشأة كيماوية بمستعمرة كريات شمونا، وإعلان الحكومة الإسرائيلية أنها ستتجه للتركيز على الغارات الجوية، بدلاً من التوغل البري الذي كبد جيشها خسائر فادحة خلال اليومين الماضيين.

وتقلت عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن صاروخاً أطلقه مقاتلو حزب الله، سقط على مصنع بشمال إسرائيل، موضحة أن رجال الإطفاء هرعوا للموقع.

وتحت عنوان "بوادر مبارزة أمريكية - إيرانية على أرض لبنان" كتبت صحيفة "الحياة" اللندنية أن لبنان بدا غارقاً تحت نار "أزمة كبرى"، يتداخل فيها ملف المواجهة بين إسرائيل و"حزب الله"، مع ملف البرنامج النووي الإيراني، والحرب الأمريكية على الإرهاب، وحرب "القاعدة" على أمريكا.

ورجحت الصحيفة تفاقم الوضع المتدهور في المنطقة، قائلة إن قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر "استدعاء آلاف الاحتياطيين استعداداً لكل الاحتمالات، وتكثيف الغارات الجوية، يدعم الانطباع بأن فصولاً بالغة القسوة من التدمير، قد تسبق أي اتفاق لوقف النار."

وأضافت "ساهمت إطلالة الرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري، ودعوته إلى الثأر لما يتعرض له لبنان وغزة، في دفع ملف المواجهة في لبنان إلى إطار أوسع"، مشيرة إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي جورج بوش، والتي جدد فيها "الربط بين حزب الله وإيران، داعياً إلى حل نهائي للمشكلة وعدم مكافأة الإرهابيين، قد رسخت هذا الاعتقاد."

ونقلت الحياة عن مصادر في الخارجية الأمريكية قولهم إن الإدارة الأمريكية تقرأ ما يحدث في لبنان، من زاوية أزمتها مع إيران، وإن أحد أهداف المعركة في لبنان، هو "تحجيم الدور الإيراني هناك."

من جانبها أبرزت صحيفة "النهار" اللبنانية تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، والتي قال فيها "إسرائيل حكمت على نفسها بالزوال بغزوها لبنان"، حيث نقلت عن وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء "إرنا" عن نجاد قوله إن إسرائيل وداعميها "يجب أن يعلموا أنه لا يمكنهم إنهاء العمل الذي بدؤوه، وإن النظام المحتل في فلسطين، قد ضغط زر التدمير الذاتي، من خلال شنه جولة جديدة من الغزو والهجوم البربري على لبنان."

كما أشارت الصحيفة إلى رفض جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر لفتاوى كان قد أصدرها رجال دين سعوديون، يحرمون فيها مساندة "حزب الله" اللبناني في حربه مع إسرائيل.

وكان جاء في فتوى أصدرها الشيخ عبد الله بن جبرين وهو داعية وهابي: "لا يجوز نصرة هذا الحزب الرافضي، ولا يجوز الانضواء تحت إمرتهم، ولا يجوز الدعاء لهم بالنصر والتمكين، ونصيحتنا لأهل السنة أن يتبرؤوا منهم، وأن يخذلوا من ينضموا إليهم، وأن يبينوا عداوتهم للإسلام والمسلمين، وضررهم قديماً وحديثاً على أهل السنة، فإن الرافضة دائماً يضمرون العداء لأهل السنة، ويحاولون بقدر الاستطاعة إظهار عيوب أهل السنة، والطعن فيهم، والمكر بهم"، حسبما نقلت النهار.

أما صحيفة "السفير" اللبنانية، فقد حملت في صفحتها الأولى تحذيراً من فرض قوات دولية على لبنان، حيث كتبت تحت عنوان "واشنطن تحضّر لإجبار لبنان على قبول قوات ردع دولية"، أن الولايات المتحدة تواصل تأجيل انعقاد مجلس الأمن لإعطاء إسرائيل فرصة إضافية لحد أدنى من الانجازات."

ونقلت عن مصادر دبلوماسية لبنانية قولها إن الأمور متجهة بعد ذلك، نحو محاولة إصدار قرار دولي جديد، يحدد طبيعة عمل قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب اللبناني، أو أية قوة أخرى تحت علم الأمم المتحدة، من دون الأخذ بموافقة لبنان، وذلك تحت عنوان الفصل السابع، أي بما يلزم لبنان من جهة، وبما يجعل عمل القوة ذات طابع زجري، أي رادع من جهة ثانية."

وفي موضع آخر أشارت السفير إلى أن الإدارة الأمريكية تعتبر الحرب القائمة حالياً "فرصة للتخلص من حزب الله"، خاصة في ضوء مواقف بعض الدول العربية، حيث قالت إنه على الرغم من إعراب الرئيس الأمريكي جورج بوش عن قلقه حيال الدمار في لبنان، فقد جددت إدارته، موقفها الرافض لوقف العدوان الإسرائيلي، واعتبرت أن هذه الحرب تشكل فرصة لإحلال السلام في الشرق الأوسط، وذلك بفضل إعلان الدول العربية قلقها من أعمال حزب الله."