هل يمكن للقاعدة إسقاط الحكومة اليمنية لتأسيس نظام على نمط طالبان؟

الجمعة 26 مارس - آذار 2010 الساعة 08 مساءً / مأرب برس- متابعة نشوان العثماني:
عدد القراءات 7476

قالت الباحثة الاسترالية سارة فيليبس إن اليمن دولة فتية يحكمها نظام المحسوبية الذي يعتمد على شيوخ القبائل, وتفتقر مناطقها النائية لوجود الحكم الرسمي ما سهل من اتخاذ عناصر القاعدة ملاذا آمنا منها, موضحة أن اليمن ليست العراق, إذ أن النظام اليمني متسامح تاريخيا إزاء المتشددين في جزيرة العرب, في حين ترى القبائل في وجود القاعدة قريبة منها عبئا عليها. كما أكدت فيليبس أن اليمن لم تستقر منذ انطلاقة ثورتها في النصف الثاني من القرن الفارط, في الوقت الذي تواجه فيه الدولة شبح نفاد مخزونها النفطي بعد أقل من عشرة أعوام, في ظل التهديد التي تواجهه من عناصر القاعدة الذين يسعون للاستفادة من عدم الثقة المتبادلة بين القبائل والدولة, في الوقت الحالي, إلى جانب ضعف الدولة المركزية الهشة التي قالت إنها السبب الرئيسي لمشاكل اليمن.

وتساءلت فيليبس في ورقة لها نشرتها سلسلة أوراق مؤسسة كارينجي للسلام الدولي, في عددها الأخير, مارس الحالي تحت عنوان "اليمن على شفا الهاوية", عما إذا كانت اليمن, التي وصفتها بالدولة المشاكسة, قد تتمخض أوضاعها المتطورة إلى ظهور نظام على غرار نظام طالبان؟, مشيرة إلى ما كان قد أعلنه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في عزمه على تحقيق ما أسماه بالمشروع الإسلامي الكبير, في إقامة دولة الخلافة الإسلامية, إلا أنها أوضحت أن ذلك يعد عُرضة للخطر حيث أن القبائل اليمنية تعتبر وجود هذا المشروع بمثابة خطرا أو عبئا عليها.

وأضافت فيليبس, وهي محاضِرة في مركز دراسات الأمن الدولي, جامعة سيدني, وعملت باليمن حوالي أربع سنوات, أن ناشطي القاعدة وجدوا ملاذا آمنا في بعض المناطق القبلية في اليمن, في ظل افتقار العديد من المناطق النائية في اليمن إلى وجود حكم رسمي فعّال تديره الدولة, إلا أن الورقة التي أوردتها سلسلة أوراق كارينجي أشارت إلى أن سعي القاعدة إلى إقامة خلافة عالمية إسلامية قد يتعارض مع العديد من الحقائق السياسية المحلية, ما يعني أن التنظيم قد يتعثر في إقامة مشروعه, في حين يشكل تهديدا للآليات الملحية التي تحافظ على قدر من النظام.

على الغرب أن يتخذ سياسة حكيمة تجاه اليمن

وطلبت الورقة من الدول الغربية أن تتخذ سياسة حكيمة في تقييم تعقيدات السياسة الملحية في اليمن؛ لأن التدخل العلني للغرب سيزيد من ترسخ القاعدة في البلاد على الأرجح.

وقالت إن "الجمهورية اليمنية دولة فتية ونامية نسبيا حيث قواعد السلطة السياسية فيها لا تزال قيد التفاوض", منوهة إلى أن إعادة هيكلة جذرية للنظام السياسي تشمل مشاركة المزيد من اليمنيين, هي وحدها التي ستؤدي إلى الاستقرار.

وتساءلت: هل يمكن لتنظم القاعدة في جزيرة العرب دفع الحكومة اليمنية الهشة إلى الانهيار, ليكون البديل نظام على نمط طالبان؟, مضيفة أن أي عمل في اليمن يجب أن يضع اعتبارا لمسألتين: طبيعة السلطة في الدولة, والعلاقة المعقدة بين مجتمعاتها القبلية والجهاديين المتشددين مثل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

القاعدة تستفيد من ضعف النظام اليمني

ولفتت الباحثة المتخصصة في الشؤون السياسية لمنطقة الشرق الأوسط وسياسات بناء الدولة, إلى أن القاعدة تستفيد من ضعف النظام اليمني, لكن فشل النظام لن يكون بالضرورة انتصارا للمتشددين, فاليمنيون ليسوا متعاطفين بطبيعتهم مع الجماعات الجهادية المتطرفة, والقاعدة في جزيرة العرب تستفيد على الأرجح من وضع اليمن كدولة ضعيفة أكثر مما تستفيد لو أن الدولة فشلت تماما.

وقالت إن اليمن لم تستقر على قواعد لعبتها السياسية منذ قامت ثورتها في بداية ستينات القرن المنصرم, إذ استمر بها الحال في المفاوضات التي تعودت عليها الدول المتنامية والمتمثلة في "مَن يحصل على ماذا؟, ومتى؟, وكيف؟".

نظام المحسوبية

وأضافت "منذ أن بدأ عصر النفط في اليمن في ثمانينيات القرن الماضي, شوّه نظام المحسوبية, الذي ترعاه الدولة, الآليات التقليدية لتسوية النزاعات وتوزيع الموارد. ويُعدّ شيوخ القبائل ركائز أساسية في كل من النظام التقليدي ونظام المحسوبية, على الرغم من أن النظام, في نظام المحسوبية, يفصل بينهم وبين مجتمعاتهم المحلية من خلال توفير الثروة والمكانة في مقابل الإذعان السياسي, وقد أدى هذا الأمر إلى التمركز السريع للنظام السياسي الذي قام على قدرة الدولة على توزيع الثروة النفطية على أولئك الذين تراهم هامّين من الناحية السياسية, ومع أن هذه المركزية كانت مصطنعة إلا أنها كانت لها قوة تغييرية أيضا, فالمجتمع لم يَعُد يعمل كما كان قبل جيل واحد فقط, أما اليوم فنادرا ما يبدو زعماء القبائل الأوائل متساويين, وغالبا ما يكونون منقطعين عن هموم قبائلهم, كما أن أبناء القبائل لم يعودوا يدعمون شيوخهم بعناد كما كانوا يفعلون عندما كانت الحكومة المركزية تتمتع بقدر أقل من السلطة".

وأشارت إلى أن المحسوبية التي يتعبها النظام في اليمن بدأت تضعف تحت وطأة انخفاض الإيرادات النفطية, وأصبحت بصماتها على البيئة السياسية في اليمن واضحة, فنظام المحسوبية, حسب فيليبس, أدى إلى تآكل العديد من المبادئ والقواعد القبلية في اليمن, وساعد على خلق فراغ حيث لا يوجد بديل واضح للأنماط الحالية للقيادة, إذ أصبح للمقاولين الراديكاليين, مثل القاعدة في جزيرة العرب, مجال أكبر للمناورة.

النقطة الحرجة في نفاد النفط

وأوضحت الورقة, المنشورة في سلسلة أوراق مؤسسة كارينجي للسلام الدولي, أن نفاد المخزون النفطي اليمني في العام 2017, سيوصل البلد إلى نقطة حرجة في الميزانية, ما سيؤدي إلى تحريك الأزمات السياسية الأخرى في البلاد, في حين أن قدرة النظام اليمني على التعامل مع التحديات الداخلية, مثل القاعدة, تضاءلت كثيرا في العامين الماضيين, إلى درجة أن القاعدة لم تَعُد تعتبره عقبة في وجه طموحاتها, إذ أعلنت مؤخرا, في مجلة صدى الملاحم, أن الهدف الرئيسي أمامها الآن هو إسقاط النظام في المملكة العربية السعودية؛ "لأن حكومة علي عبد الله صالح على وشك الانهيار, وهذا الأخير- أي الرئيس صالح- على وشك أن يفرّ من أرض اليمن".

ونبّهت إلى خطورة تأكيد القاعدة العلني على أن "صالح" لا يمكن أن يعيق توسعها, وهو ما يمثل تحولا كبيرا في إطار فضاء سياسي آخذ في الاتساع بدت فيه القاعدة في جزيرة العرب أكثر وضوحا إزاء طموحاتها السياسية الداخلية.

تحريض القاعدة للقبائل واتهام صالح بالعمالة

وأوردت فيليبس, في ورقتها عن اليمن, ما كان قد أعلنه زعيما تنظم القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي, وأيمن الظواهري- نائب أسامة بن لادن, في تفهمهما بأن النظام القبلي لا يزال ضروريا للحكم والسلطة في أجزاء واسعة من اليمن, مؤكدة أن تصريحات زعماء القاعدة عزفت على عداء القبائل القديم للسلطات المركزية, ما يعني أن تنظيم القاعدة يعتزم الاستفادة من عدم الثقة المترسخة لدى القبائل بالدولة, ومن ذلك كان التنظيم في جزيرة العرب, حسب الباحثة الاسترالية, قد وزع في سبتمبر "أيلول" شريط فيديو يناقش معركة مأرب التي نفذتها السلطات في وقت سابق ضد ما قالت إنها أماكن للقاعدة هناك, إذ يقول الفيديو إن: "ثمة الكثير من التبريرات التي قُدّمت لهذه العملية العسكرية, لكن هدفها الرئيس كان كسر هيبة القبائل ونزع سلاحها. ومع ذلك, لم تجرؤ الحكومة على بدء العملية إلى أن ضمنت خيانة بعض المشائخ الذين سمحوا للدبابات بغزو أراضيهم".

كما تضمن شريط الفيديو حديثا لقاسم الريمي, وجّه من خلاله نقدا لاذعا لشيوخ القبائل, إذ قال إن "الخزي الأكبر هو أن يتحول شيوخ القبائل إلى جنود وعبيد لعلي عبد الله صالح", متهما الرئيس صالح بالعمالة للسعودية وأمريكا, حد تعبيره.

وقالت فيلبس إن كلام الريمي يعد قويا تجاه مفاهيم الشرف القبلي, إذ حاول في حديثه "فصل المشايخ الذين تم استلحاقهم من قبل الدولة عن قواعدهم القبلية, وقد حث القبائل على التخلّي عن الزعماء الذين تواطئوا مع الدولة".

ولفتت إلى أن نمو المجموعات المحلية لتنظيم القاعدة قد يثير مشاكل عندما يفرض الجهاديون أنفسهم على القبائل, في وقت تزداد فيه خلايا القاعدة قوة في جزيرة العرب.

القبائل تستغل خطر القاعدة لمزيد من النفوذ

إلى ذلك, قالت الورقة التي نشرتها سلسلة أرواق كارينجي تحت عنوان "اليمن على شفا الهاوية", إن بعض القبائل اليمنية تستغل خطر القاعدة؛ لكسب النفوذ في مواجهة الدولة, "ففي أكتوبر تشرين الأول 2008 واصلت الحكومة المفاوضات مع قبيلة عبيدة في مأرب وذلك في محاولة لتأمين استسلام الريمي", في حين "يُعتبر جزء كبير من قبيلة عبيدة, ولاسيما كبير مشائخها, مواليا للحكومة, الأمر الذي يوحي بأن حماية الريمي كشفت عن وجود شقاق داخل القبيلة نفسها, حيث عرض بعض المشايخ الأقل شأنا على الريمي, وربما آخرين من أمثاله, ملجأً لزيادة نفوذهم داخل القبيلة في مواجهة الحكومة أو كبير المشايخ".

وأضافت الورقة أن نقص الأموال المتاحة للقبائل من قبل الحكومة سيقطع الهبات عن المشائخ الصغار, الذين قد يكونوا أكثر ميلا لمساعدة عناصر القاعدة الفارين؛ لتأكيد أهميتهم أو ملء الفراغ الناجم عن تراجع سلطة الدولة, في حين أن العرف القبلي والشرف يلزم القبائل على توفير الضيافة للدخيل الذي يطلب الحماية, بينما تسليم شخص يطلب الحماية يعد عارا لدى قبائل اليمن.

وفي حين يتعين على الحكومة اليمنية إقناع القبائل بأنها تستطيع أن تقدم لها أكثر مما يستطيع تنظيم القاعدة, نبهت الورقة البحثية إلى أن تنظيم القاعدة سيواجه ذلك بالعمل على افتراض معقول مفاده أن الحكومة اليمنية لن تكون راغبة أو قادرة على إقناع القبائل بأنها ستقدم الكثير, ومن المرجح, طبقا للورقة, أن يكون التنظيم على صواب وإن كان من المستبعد أن يكون هو نفسه قادرا على تقديم الكثير للقبائل التي تعتقد أن الدولة اليمنية هي أداة يمكن من خلالها لمجموعة صغيرة من النخبة أن تستغل الناس وتضايقهم.

وقال معدة الورقة إن "مكاسب تنظيم القاعدة في اليمن متجذّرة في الأخطاء التي ترتكبها الأجهزة الأمنية والسياسات التي تنفّر الجماهير عبر مكافأة النخب", مشيرة إلى أنه "يجب ألا يفترض صانعو السياسات الغربيون أن النظام راغب أو قادر على إدماج أولئك الذين استبعدهم تقليديا".

آلاف الذين عادوا من أفغانستان حاربوا في 1994 ضد الجنوب

وأشارت الورقة إلى حرب صيف 1994 في اليمن, إذ أكدت أن "آلاف اليمنيين كانوا قد عادوا إلى البلاد في أوائل الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي في أعقاب الحرب السوفيتية في أفغانستان", ما أدى إلى "إعادة دمجهم في الحياة السياسية في اليمن من قبل عناصر حكومية شمالية, وتعبئتهم كمقاتلين ضد الجنوب في الحرب الأهلية عام 1994", موضحة أن "بعض هؤلاء القدامى المرتبطين بالقاعدة ما زالوا يحافظون على علاقات مع الحكومة", في حين أن "المتشددين الأصغر سنّا, الذين كبروا خلال عصر النفط في اليمن, لا تعني لهم الجهادية التعاون مع الدولة بل مقاومتها".

وقالت إن "القاعدة في جزيرة العرب أثبتت حنكتها السياسية, حيث ركّزت على مظالم الحكومة وحاجة القبائل إلى الاستقلال"؛ لـ"تحقيق مشروعها الإسلامي الكبير: إقامة الخلافة الإسلامية".

مؤتمر مأرب

وأوضح التقرير إن الحكومة اليمنية كانت قد نظمت مؤتمرا في محافظة مأرب لمناقشة الأسباب والحلول الخاصة بالإرهاب في المحافظة بعد الهجوم الانتحاري الذي شنه تنظيم القاعدة ضد مجموعة من السياح الأسبان في مأرب في يوليو "تموز" 2007, وكانت الحكومة اليمنية قد دعت إلى حضور المؤتمر عددا من الدبلوماسيين الجانب وموظفي المنظمات غير الحكومية, إلا أنها لم تضمن سلامتهم إلا من خلال استخدام مرافقة قبلية مختلطة, إذ "جلس عضو من كل قبيلة من المناطق المحيطة في القافلة التي نقلت الأجانب من وإلى المؤتمر, وكان أي هجوم ضد القافلة من شأنه أن يعرض مرافقي الأجانب من القبائل للخطر, الأمر الذي كان يمكن أن يشعل الصراعات الدموية الانتقامية التي تعرّض قبيلة المهاجم أو الراعي القبلي إلى الخطر".

صعوبة الأيديولوجية في المجتمع اليمني

ويواجه تنظيم القاعدة, على الصعيد الأيديولوجي, وفقا لسارة فيليبس, صعوبات في سد الفجوات الكبيرة في المجتمع اليمني, إذ أعلن ناصر الوحيشي في مايو "أيار" 2009 دعمه لـ"شعب جنوب اليمن" في كفاحه من أجل الانفصال عن نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح, وعلى الرغم من أهمية تصريحات الوحيشي, كما تقول, إلا أنه حافظ على إطار مرجعي جهادي صريح حين شدد على أن الشريعة الإسلامية هي السبيل الوحيد للجنوبيين من أجل التغلب على ظلم النظام.

وقد أصبحت القاعدة في جزيرة العرب أكثر براعة في دمج نفسها في الصراعات السياسية المحلية, لكنها لا تتخلى عن أيديولوجيتها المتشددة, كما أن إصرار السلفية التقليدية على وحدة الأمة (الجماعة الإسلامية), في خصام بطبيعته مع الحركة الانفصالية, في حين أن القاعدة في جزيرة العرب لا يمكن أن تدافع عن الانقسامات في داخل الأمة عندما تكون مهمتها إقامة خلافة (إسلامية) عالمية.

وتنقل ورقة فيلبس عن افتتاحية العدد العاشر من مجلة "صدى الملاحم" نفي القاعدة أن تكون قد دعت إلى الانفصال السياسي في اليمن, إلا أنها أشارت, أي الافتتاحية, إلى أن اليمن الموحد لا ينتمي إلى صالح أو الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي سالم البيض, اللذين وصفتهما الافتتاحية بـ"القاتلَين".

أزمة النظام اليمني

وتخلص سارة فيليبس إلى أن لكل من القاعدة والحكومة اليمنية تطلعات تتعارض مع القبائل اليمنية, مشيرة إلى أن الهوة بين اهتمامات القبائل المحلية والأجندة العالمية المُركّزة لتنظيم القاعدة تُوفّر فرصاً للحكومة لحل شكاوى بسيطة عن طريق إقناع القبائل بأن الحكومة رهان أفضل من تنظيم القاعدة على المدى الطويل. إلا أنها نوهت إلى أن هذا بعيدا, ومن غير المرجح أن يتحقق الحل الوحيد الطويل الأجل لمسألة دعم استقرار البلاد, ما دام "النظام اليمني في أزمة".

ورجّحت فيلبس أن ينتهي أمر القاعدة في جزيرة العرب في نهاية المطاف كما انتهى أمر الدخلاء الآخرين الذين حاولوا القيام بالشيء نفسه, في طموح السيطرة السياسية على الأراضي في المناطق القبلية اليمنية.

وقالت: "إن أساس المشكلة في اليمن هو نظام السلطة الشديد المركزية الذي يبقي الموارد والنفوذ السياسي في يد قلة مختارة, ويزيد من ترسيخ المصاعب الاقتصادية لليمنيين", داعية الغرب إلى أن يأخذ بعين الاعتبار أساس المشكلة المتمثلة بالسلطة المركزية.

وأضافت أن نمو الجهادية في اليمن نابع من الطبيعة المؤذية للنظام السياسي في البلاد, مؤكدة أن استهداف قيادة القاعدة في اليمن بضربات جوية وبمساعدة أمريكية لن يغير من نمو التنظيم, كما أن الضربات الجوية لن تعزز النظام اليمني في مواجهة الجهادية المتطرفة على المدى الأطول, مشيرة إلى أن الشارع اليمني اعتبر الضربات الجوية التي شُنّت في 17 و24 ديسمبر "كانون الثاني" 2009 بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية, إهانة لسيادة اليمن, في حين وصفتها بعض الصحف بالمذابح.

كما توصلت سارة فيلبس إلى أن التدخل العسكري الغربي العلني سيزيد من ترسيخ القاعدة في جزيرة العرب في الوعي السياسي المحلي, في الوقت الذي لا يزال الجهاديون يقولون إن الحكومة اليمنية "عميلة أميركا".

وقالت فيلبس في نهاية ورقتها: "إن تعزيز جوانب النظام اليمني التي تهدد بقاءه ليس هو الحل, بل الحل يكمن في إعادة هيكلة جذرية للنظام السياسي اليمني", مشيرة إلى أن "النظام يجب أن يصبح أكثر شمولا, وهو ما يعني نزع قدر كبير من السلطة من النخبة الحالية", مؤكدة على أن هذا "أمر غير مرغوب فيه في نظر تلك النخبة, ولاسيما أولئك الذين يحافظون على نفوذهم من خلال وسائل غير دستورية".

وفي حين تساءلت عما إذا كان الغرب قادرا على الدخول في تعقيدات السياسة المحلية في اليمن من دون أن يُنظَر إليه على أنه يضمن أساس مشكلة شرعية الحكومة, أكدت أن هذه "مهمة بالغة التعقيد", في دولة هشة.

أوراق كارينجي.. سارة فيليبس

الجدير ذكره أن "أرواق كارينجي" هي عبارة عن سلسلة دراسات تصدر عن "مؤسسة كارينجي للسلام الدولي" ويعدها باحثون من المؤسسة, إضافة إلى باحثين من مؤسسات أخرى, وتشمل السلسلة أبحاثا جديدة آنية ومقتطفات أساسية من أبحاث أوسع يجري البحث بها.

في حين أن سارة فليبس, هي استرالية الجنسية وتعمل في برنامج التعليم العالمي, كما تحاضر في مركز دراسات الأمن الدولي, جامعة سيدني, وسبق لها أن عاشت وعملت في اليمن حوالي أربع سنوات, وهي متخصصة في الشؤون السياسية لمنطقة الشرق الأوسط وسياسات بناء الدولة. وأصدرت كتابها الأخير عن الديمقراطية في اليمن, تحت عنوان "التجربة الديمقراطية اليمنية من منظور إقليمي 2008", نشرته دار بالغريف ماكميلان.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الحرب على القاعدة