تقرير إخباري ... قراءة في برامج مرشحي الانتخابات الرئاسية في اليمن

الجمعة 14 يوليو-تموز 2006 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس / “الخليج”
عدد القراءات 5018

سجلت قائمة المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية اليمنية المقرر إجراؤها في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل حضورا لافتا للمستقلين الذين بلغ عددهم 60 مرشحاً، منهم ثلاث سيدات يمثلون مختلف الشرائح الاجتماعية من أصل 64 مرشحا هم إجمالي المتقدمين للترشح لمنصب رئيس الجمهورية، فيما اقتصر التمثيل الحزبي على أربعة مرشحين فقط يمثلون تحالف المعارضة اليمنية “اللقاء المشترك” والمجلس الوطني للمعارضة وحزب الخضر الاجتماعي وحزب المؤتمر الشعبي العام.

“الخليج” رافقت طالبي الترشح لمنصب الرئاسة اليمنية أثناء قيامهم بتقديم طلبات الترشح خلال السقف الزمني المحدد بأسبوع لتقديم الطلبات، واطلعت على طبيعة البرامج الانتخابية التي كشف عنها العديد من هؤلاء، والتي وإن اشتركت في معظمها في قطع التعهدات لمعالجة قضايا من قبيل الفساد، والحد من الفقر، وإعادة النظر في استغلال الثروات الطبيعية للبلاد وتنفيذ برامج إصلاحية تستهدف تقويم الجهاز الوظيفي والإداري للدولة، إلا إن العديد منها لم يخل من الرؤى “الفنتازية” والتعهدات غير المسبوقة.

وتعهد أحد المرشحين بتخصيص موازنة مالية ضخمة لإنشاء قمر صناعي يضطلع بمهمات التجسس على الولايات المتحدة والغرب لاعتبارات بررها المرشح في برنامجه الانتخابي ب”الرد التقني” على ذات ممارسات التجسس التي تقوم بها الولايات المتحدة والغرب ضد العرب والمسلمين، فيما تعهد مرشح مستقل آخر في برنامجه الانتخابي بتخصيص السنوات السبع الأولى من ولايته الرئاسية في حال فوزه لبناء ما وصفه ب”الشخصية الإسلامية للدولة اليمنية” وب”فرض نظام الزامي يلزم المؤسسات التعليمية بتلقين النشء أصول الفقه والسيرة النبوية وقواعد اللغة العربية”.

المرشح المستقل محمد العلفي كان أكثر الشخصيات التي ركزت على المشروع السياسي في برنامجه، وقال إنه في حال فاز في الانتخابات الرئاسية فإنه سيدعو إلى وحدة مع المملكة العربية السعودية، وأنه سيقبل أن يكون الرجل الثاني في المملكة الجديدة. وتعهد العلفي بإلغاء القرى السياحية في المدن اليمنية الكبرى، خصوصاً مدينتي عدن وصنعاء.

أما المرشح المستقل عبدالقادر سلام الدبعي فتعهد في برنامجه الانتخابي في حال فوزه بالرئاسة بتوزيع كافة أراضي الدولة (الأوقاف) للمواطنين والمزارعين وإنشاء شبكة واسعة من السكك الحديدية للقطارات تشمل كافة مناطق اليمن، كما انفرد برنامجه الانتخابي بالتعهد بتخصيص موزانة مالية ضخمة لإنشاء قمر صناعي تجسسي على الولايات المتحدة والغرب للرد على تجسسهم التقني على العرب والمسلمين ولكسر ما وصفه بالاحتكار الأمريكي والغربي للاسرار العلمية والصناعية.

إلا أن بعض البرامج ذهبت إلى ماهو ابعد من قطع التعهدات بمجانية الخدمات العامة واستهدفت العزف على الوتر الشعبي المشدود ضد الفقر وغلاء الأسعار وطبقة التجار ورجال الأعمال، وهو ما عبر عنه البرنامج الانتخابي المقتضب للمرشح المستقل صالح مسعد أحمد جباري الذي تعهد في حال فوزه بالرئاسة “بإصدار قوانين صارمة تلزم كبار التجار ورجال الأعمال بتحمل نفقات الخدمات العامة كالهاتف والكهرباء وفواتير المياه وجعل هذه الخدمات مجانية للعامة”، فيما تعهد المرشح الرئاسي يحيى علي قائد الشومي في حال فوزه بدعم المواد التموينية الأساسية خاصة “الدقيق والقمح”، وبمجانية التعليم في كافة مراحله بما في ذلك المراحل الجامعية والدراسات العليا.

المرشح مصلح الصماط، ويعمل في مجال الخدمات الطبية المتنقلة انفرد عن كافة المرشحين المستقلين بكونه الأكثر تفاؤلا بإمكانية فوزه بمنصب رئيس الجمهورية، وهو ماعبر عنه صراحة في تصريحاته عقب انتهائه من تقديم طلبه للترشح للرئاسة بالقول: “شخصيا امتلك شعبية كبيرة في كافة المحافظات اليمنية بدءاً من صنعاء وحتى المهرة وذلك بحكم عملي في مجال الطب المتنقل ولتعاملي المتواضع مع الناس، واعتقد أني سأنافس بقوة في الانتخابات”.

المرشح عبدالله سعيد على الذبحاني تضمن برنامجه الانتخابي المقدم جملة من التعهدات الاقتصادية والمعيشية، إلا أن ابرز ما جاء في برنامجه تمثل في تعهده باجراء استفتاء شعبي واسع لتحديد طابع النظام السياسي الذي يريده الشعب كوسيلة أكثر ديمقراطية بحسب برنامجه لحكم الشعب نفسه بنفسه.

أما المرشح المستقل الدكتور رشاد احمد عبد الله النهدي فضمن برنامجه الانتخابي المقدم العديد من الرؤى الإصلاحية الجادة من قبيل وضع آليات عمل برجماتية لضمان مكافحة جادة ومؤثرة لظاهرة الفساد والتسريع بإجراءات إصلاح القضاء بضمان استقلاليته وكذا إصلاح المؤسسة العسكرية، فيما تعهد المرشح عبدالله الخاوي في برنامجه بإنهاء مشكلة الثأر وإعادة النظر في مستوى الخدمات الصحية والطبية المقدمة من قبل المستشفيات الحكومية.

قائمة مرشحي الرئاسة اليمنية تضمنت وفي سابقة لافتة ثلاث شخصيات نسائية يمثلن ثلاثة أوساط اجتماعية ومهنية متباينة “فنية، تجارية، صحافية”. الفنانة والممثلة الدرامية ذكرى عبدالله احمد العزعزي كانت أولى السيدات الثلاث المتقدمات للترشح للرئاسة وصولا إلى مقر اللجنة المكلفة بتسلم طلبات الترشح، وقالت إن ترشحها جاء لكسر حاجز الرهبة الذي يحول بين النساء والتطلع للمناصب الحكومية العليا، مشيرة إلى أن برنامجها الانتخابي يتضمن ثلاثة محاور تتمثل في إصلاح التربية والتعليم ورفع مستوى معيشة المعلم والطلاب وكذا تحسين مستوى الخدمات الصحية والطبية وافراد مساحة أوسع للاهتمام بقضايا المرأة والطفل.

بينما تضمن البرنامج الانتخابي لمرشحة الرئاسة الكاتبة الصحافية رشيدة القيلي جملة من التعهدات من أبرزها تحويل النظام السياسي من وضعه القائم “الرئاسي” إلى الوضع البرلماني وكذا جعل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بيد المعارضة لتمكينها من محاسبة الحزب الحاكم وإلغاء وزارة الإعلام، كما تعهدت القيلي في حال وصولها للرئاسة بتدشين برنامج “التقشف الخشن” وجعل هذا البرنامج جزءاً من ثقافة الشارع العام في اليمن والترويج لثقافة الجهاد بالمفهوم الإسلامي الشرعي في أوساط العامة.

أما المرشحة حياة عبدالمجيد القدسي فتعهدت بكشف تفاصيل برنامجها الانتخابي في توقيت مواكب لبدء الحملة الانتخابية للمرشحين في حال حصولها على نسبة التصويت البرلمانية.

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن