تقرير أمريكي: اليمن مسقط رأس بن لادن والقاعدة تتمركز بأبين وشبوة وبعض خلاياها تعمل في إنتاج النفط بمأرب

الثلاثاء 26 يناير-كانون الثاني 2010 الساعة 10 مساءً / مأرب برس- رصد ومتابعة ماجد الداعري:
عدد القراءات 9096

نفى تقرير أمريكي نشر اليوم الثلاثاء- وجود أي علاقة بين من أسماهم بالمتمردين الإنفصاليين في شمال وجنوب اليمن، الذين يتحدون الحكومة المركزية، وبين تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وقال التقرير الذي نشرته صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأميركية:"ان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يُشتبه في تمركزه إلى حد كبير في المحافظات اليمنية الشرقية (ابين وشبوة)، فضلاً عن الاشتباه في عمل بعض خلاياه الإرهابية بإنتاج النفط في محافظة مارِب".

وأكد التقرير الذي أعادة نشر أجزاء منه وكالة رويترز:"أن محللون سياسيون يرون أن مقاتلي القاعدة ربما يوسعون من وجودهم في اليمن ويشكلون جزءا من حزام من الاضطرابات يربط بين آسيا وأفريقيا يتسبب فيها متشددون ما لم تتمكن الحكومة في صنعاء من إتخاذ إجراءات قمعية حاسمة ضدهم.

وتساءل التقرير الذي أعده مايكل هورتون بعنوان "هل اليمن هو أفغانستان القادم؟"، وهل هناك وجه شبه بين التنظيم في البلدين الاسلاميَّين اليمن وأفغانستان. وتزامن صدور التقرير في وقت قضت فيه المحكمة الإبتدائيّة الجزائيّة المتخصّصة في قضايا الإرهاب بسجن سبعة أشخاص متهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة باليمن من خمس سنوات إلى عشر سنوات، كما وجّه منتدى المجتمع المدني في اليمن رسالة إلى مؤتمر لندن دعا فيها المجتمع الدولي إلى تحديد وضبط مفهوم "الإرهاب" وبعد أن أجمع المشاركون في الندوة الشهرية التي نظمها مركز الجزيرة للدراسات مساء أمس الاثنين بالعاصمة القطرية الدوحة أن تنظيم القاعدة هو أخطر ما يهدد استقرار وأمن اليمن في الفترة الراهنة، رغم إقرارهم بأن البلاد تعاني من عدة أزمات ومشاكل مركبة ومعقدة.

ونقلت الصحيفة الأميركية في التقرير ذاته تأكيدات "كريستوفر بوسيك" الذي يعمل بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي:" أن "هناك دلائل متزايدة على أن القاعدة تعيد تنظيم صفوفها في اليمن وتُحضِّر لضرب أهداف غربية وغيرها.

وأعتبر التقرير الأمريكي الذي خصصه هورتون للحديث عن أصل وجذور تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وعما إذا كان هناك وجه شبه بينه بالبلدين الإسلاميين اليمن وأفغانستان:"انه عبارة عن فرع من فروع تنظيم القاعدة المتأصلة في المملكة العربية السعودية واليمن، وان هذا التنظيم الإرهابي قد تشكل في كانون الثاني 2009 لدى انضمام فرعي المملكة العربية السعودية واليمن تحت قيادة ناصر عبد الكريم الوحيشي- وهو مواطن يمني يُشتبه في صلته بشبكة تنظيم القاعدة التي يتزعمها أسامة بن لادن".

مشيرا إلى أن تدابير مكافحة الإرهاب التي اتُخذت مؤخرًا في المملكة العربية السعودية أرغمت من المتطرفين على اللجوء إلى أماكن أخرى والاختباء بها. وقد لاحظ محللون تدفقهم المُطرد على المناطق اليمنية التي تهيمن عليها الحكومة".

 وأشار إلى أن تنظيم قاعدة جزيرة العرب سبق وأن أعلن في ايار 2009 تأييده للحركة الانفصالية في جنوب اليمن، حيث يشعر العديد من الجنوبيين بالغضب إزاء الرئيس علي عبد الله صالح، متهمين إياه بتحويل الموارد الاقتصادية إلى شمال البلاد". لكن، مع ذلك، لا يوجد دليل قاطع على تورط قاعدة جزيرة العرب مع الحركة الانفصالية في الجنوب، ولا سيما أن بعض أفراد هذه الحركة لديهم وجهات نظر اشتراكية معادية لايدولوجية تنظيم القاعدة المتشددة.

الفساد المتنامٍ باليمن وتصاعد المشاعر المناهضة له يعرقل جهود محاربة القاعدة

وأوضح التقرير من ناحية أخرى، أن "وضع اليمن الداخلي يعرقل جهود الولايات المتحدة الرامية إلى قطع دابر تنظيم القاعدة هناك، لا سيما في ظل الفساد المتنامٍ هناك وتصاعد المشاعر المناهضة له" –حسب التقرير. وفيما يتعلق بتصعيد القوات العسكرية الأميركية في اليمن، نقل التقرير عن بات لانغ، الرئيس الأسبق لمكتب الشرق الأوسط في وكالة الاستخبارات الدفاعية، قوله أن "التدخل العسكري الأميركي سيُفيد في شل حركة تنظيم القاعدة" لكن تصعيده خطأ كبير.

وأوضح التقرير في ختامه أن "اليمن يختلف كثيرًا عن أفغانستان. فاليمن لا يحظى الإرهاب فيه بتأييد واسع كما هي الحال في أفغانستان وباكستان. كما أن الولاء القبلي في كثير من أنحاء اليمن غالبًا ما يكون له الأسبقية على الانتماءات الدينية.

وكان المشاركون في منتدى المجتمع المدني الموازي لمؤتمر لندن المنعقد في صنعاء، قد طالب المجتمع الدولي والحكومة اليمنية بتحديد وضبط مفهوم "الإرهاب"، بشكل واضح ودقيق حتى يتم تلافي الالتباس القائم في هذا الشأن، وحتى لا يكون غياب تعريف محدد للإرهاب وسيلة لتوظيف مشاريع الحرب على الإرهاب في اليمن، كما في دول أخرى، ضمن أدوات الحكومة السياسية والأمنية والدعائية التي تدير بها الشأن العام للبلاد، بما فيه معاركها مع الأحزاب السياسية والجماعات المطالبة بحقوق مطلبية والمدنية والحقوقية.

وأكد أكثر من 160 شخصية يمثلون مؤسسات المجتمع المدني ونشطاء وأكاديميين وباحثين وإعلاميين أنه تم خلال السنوات الأخيرة التحايل من طرف الحكومة على الشركاء الدوليين في الحرب على الإرهاب بتقديم خصوم سياسيين كونهم إرهابيين مع التراخي في القيام بإجراءات جدية تجاه المجموعات الإرهابية، إضافة إلى إستخدام عملية التوظيف السياسي للحرب على الإرهاب في إعاقة التنافس في الانتخابات الرئاسية في عام 2006.

اندماج جناحي القاعدة في السعودية واليمن يؤكد أن عين القاعدة على أهداف تتجاوز حدود اليمن

ولفت كاتب التقرير إلى أن التهديد الأكبر المباشر من وراء وجود أوسع للقاعدة في اليمن هو للسعودية إذ يربط البلدان حدود مشتركة ممتدة 1500 كيلومتر. مشيرا إلى أن السعودية أوقفت حملة من القاعدة على أراضيها عام 2006 بعد موجة من الهجمات التي استهدفت مجمعات سكنية أجنبية ومصالح حكومية ومنشآت للطاقة، لكن إندماج الجناح اليمني والجناح السعودي من القاعدة العام الماضي، ليشكلا معا تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، يزيد من إحتمال خطر القاعدة، معتبرا أن محاولة التفجير التي قام بها التنظيم لطائرة ركاب أمريكية يوم 25 كانون الأول (ديسمبر) يؤكد أن هذا الجناح من القاعدة عينه على أهداف بعيدة تتجاوز الحدود اليمنية بكثير.

وقال التقرير الذي نشرته رويترز عن القاعدة في اليمن "أن اليمن المطل على واحد من أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم، أعلن الحرب على القاعدة. طوال الأسابيع الماضية"، حيث قالت صنعاء إنها قتلت ستة قادة للقاعدة في غارة جوية في الشمال وأمسكت ثلاثة متشددين قرب الحدود مع السعودية وقتلت عضوا آخر بالرصاص خلال تبادل لإطلاق النار في محافظة لحج بالجنوب".

مشيرا إلى أن القاعدة وحتى إذا ماثبت صحة تلك المكاسب، تشكك في مقتل قادة محليين في الغارة الجوية، فإن اليمن يواجه تحديا مضنيا يتمثل في احتواء المتشددين الذين سيختبئون ويسعون لاستغلال صلاتهم بجماعات ذات أفكار مماثلة في الصومال وأفغانستان وباكستان لإحداث فوضى بالمنطقة.

اليمن مسقط رأس رأس إسامة بن لادن وقاعدة دعم لأتباعه في إقامتهم روابط مع قبائل

ونقلت وكالة أنباء رويترز عن المحلل الأمني مصطفى العاني المقيم في دبي "القاعدة في اليمن قيادة إقليمية وليست قيادة وطنية إنها قيادة لشبه الجزيرة العربية بأسرها لذلك فإننا نتحدث نظريا عن سبع دول على الأقل". في حين حسن أبو طالب وهو محلل في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ومقره القاهرة إن من المسائل المثيرة للقلق توثيق العلاقات بين القاعدة التي تتخذ من اليمن مقرا والمتشددين في الصومال الدولة الفاشلة التي تضم قراصنة يستهدفون الشحن الدولي.متوجسان من مثل هذا التحالف".

واكد التقرير أن اليمن كثف بالفعل من الأمن الساحلي لمنع دخول مقاتلين صوماليين متنكرين في صورة لاجئين من منطقة القرن الأفريقي. وبعد ان قالت حركة الشباب في الصومال التي تعتبر واشنطن أنها تنوب عن القاعدة في العمليات التي تقوم بها في الصومال وأن لها أيضا صلات معروفة بمتشددين في اليمن" إنها مستعدة لإرسال تعزيزات إلى اليمن في حالة تنفيذ القوات الأمريكية أي ضربات هناك".

وأضاف أبو طالب يقول "إذا اتحد كل من القاعدة في اليمن وحركة الشباب في الصومال هل يمكن أن تتخيلوا ما الذي سيحدث في المستقبل. أعتقد الكثير من الخسائر. كما أن هذا سيشجع القاعدة على التوسع أكثر وأكثر ليس في شبه الجزيرة العربية فحسب بل أيضا في أفريقيا".

وقال التقرير أن :" تنظيم القاعدة ليس جديدا على منطقة الخليج فاليمن هو مسقط رأس أسلاف أسامة بن لادن ويمثل منذ فترة طويلة قاعدة دعم لأتباعه الذين سعوا لإقامة روابط مع قبائل في منطقة تضعف فيها بالفعل سيطرة الحكومة. فقد سبق وأن قصف متشددون المدمرة الأمريكية كول في ميناء عدن عام 2000 مما أسفر عن مقتل 17 بحارا. وبعد عامين أسفر هجوم للقاعدة عن إلحاق تلفيات بناقلة نفط فرنسية في خليج عدن".

وأضاف:" أعلنت السلطات الكويتية في آب (أغسطس) أنها أحبطت خطة لها صلة بالقاعدة لتفجير معسكر تابع للجيش الأمريكي ومصفاة للنفط. وتم تكليف اليمن بمهمة وقف نمو القاعدة في الداخل لمنعها من بسط سطوتها.

إدارة أوباما تسعى لتوسيع سلطات البنتاغون لمساعدة القوات اليمنية على حرب القاعدة

وكشف التقرير عن تقديم إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما اقتراحات لتوسيع سلطات وزارة الدفاع (البنتاغون) بصورة كبيرة لمساعدة القوات اليمنية، غير أنه وحتى مع وجود ذل الدعم الأمريكي فإن المحللين يتشككون في مدى قدرة الحكومة على قمع القاعدة".

مرجئا السبب إلى وجود واحدة من أضعف الحكومات المركزية في العالم العربي باليمن الذي قال أنه يعاني بالفعل من ضغط شديد بسبب الصراع مع المتمردين الحوثيين في الشمال والانفصاليين في الجنوب إلى جانب الصراع مع القاعدة، ومايواجهه أيضاً من نقص في المياه". وفي وقت يكافح فيه اليمن – حسب التقرير- من أجل زيادة إنتاج النفط المتناقص من حقول نفطية ناضجة"، مشيرا إلى أن المؤتمر الدولي الذي سيعقد في لندن غدا الأربعاء سيبحث سبل زيادة المساعدات ، و ضمان محاسبة الحكومة فيما يتعلق بالإصلاح الاقتصادي.

وقال التقرير:"من غير المرجح أن تثبت الغارات الجوية كالتي استخدمت في هجمات على منزل عايض الشبواني الزعيم المحلي للقاعدة في الأسابيع الأخيرة أنها سلاح فعال على المدى الطويل بل ربما تؤدي إلى إذكاء المقاومة. منوها إلى "تيودور كاراسيك" من معهد التحليل العسكري للشرق الأدنى والخليج شبه هذه الغارات باستثارة "عش للنحل".

وأضاف "إذا تم الضغط حقا على القاعدة "فإنهم سيرحلون فجأة ويفرون إلى مكان آخر لكن من خلال الطريقة التي تسير بها الأوضاع حاليا يبدو بالنسبة لي أن الوضع ربما يتدهور بالفعل قبل أن يتحسن".

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة الحرب على القاعدة